افتتاحية الدار: من انتصاراتنا الدبلوماسية إلى كأس العالم.. روح “تمغربيت” التي توحّدنا تبعث الأمل في مغرب قوي ورائد


الدار/ افتتاحية

على الرغم من أجواء الأزمة التي تجتاح كل بلدان العالم سواء اقتصاديا أو أمنيا أو صحيا، ومع اشتعال بؤر التوتر في مختلف بقاع العالم بل وتعكّر مزاج الإنسانية بالمخاوف المتنامية من حرب عالمية ثالثة تنبثق من قلب كل هذه الظروف المأساوية بين الفينة والأخرى، كوة ضوء وقبس أمل في مغرب متفائل ومتضامن يعيش في رخاء ويحقق الانتصارات المتوالية.

لم يكد المغاربة يستوعبون فرحة الانتصارات الدبلوماسية التي تم تحقيقها مؤخرا بانتزاع مكاسب مهمة لقضية الوحدة الترابية مع الطرف الإسباني، حتى بدأت بشائر إنقاذ الموسم الفلاحي تلوح في الأفق بالتساقطات الهامة التي شهدتها كل مناطق البلاد، ويكتمل مثلث التفاؤل والفرحة بتأهل المنتخب الوطني لكرة القدم في ملحمة كروية إلى كأس العالم التي ستنظم في قطر في نونبر المقبل.

قد تبدو العلاقة بين الدبلوماسية والمطر والمنتخب الوطني مستغربة بل ومتنافرة نوعاَ ما، لكنها في حقيقة الأمر ينتظمها خيط رفيع وأصيل هو روح “تمغربيت” التي تظهر في نفوسنا جميعا كلما جدّ الجدّ ودقت الساعة. لقد نسي كل المغاربة مساء يوم الثلاثاء كل هموهم وانشغالاتهم وتسمّروا أمام الشاشات يتابعون منتخبهم الوطني وهو يعزف معزوفة النصر والتأهيل لتتويج مسار طويل من الجهود والعطاءات التي تم بذلها لبناء هذه النخبة الوطنية. من أين يأتي المغاربة بكل هذا الحب لمنتخبهم الوطني إن لم تكن روح “تمغربيت” سارية في قلوبهم ونفوسهم جميعا؟ هذه الروح هي نفسها التي شاهدناها في لقطة رفع العلم المغربي في الدوحة بعد التأهيل الرسمي للمنتخب الوطني، حيث يصلّي مجموعة من الشباب المغاربة على الرسول بطريقة “الصلاة والسلام” المغربية وهم يعتزون بأن تنظم الراية المغربية لقائمة البلدان التي تأهلت لهذا الحدث الرياضي الكبير.

هذه الروح الإيجابية التي تملأنا جميعا طاقة وأملاً وتفاؤلاً في مغرب أفضل وأرقى وأكثر تقدما هي نفسها التي توحّدنا عندما يتعلق الأمر بقضية الوحدة الترابية للمغرب. لم يبق صغير أو كبير، امرأة أو رجل، إلا وتذوقَ طعم الفخر بالمنجز الدبلوماسي الذي يتم تحقيقه في السنوات الأخيرة على مستوى العلاقات الخارجية ومواقف الدول الكبرى من قضية الصحراء المغربية. لقد سادت أجواء غامرة من الاعتزاز بالوطن عندما انتزعت الجهود الدبلوماسية للمغرب اعترافا إسبانيا بأهمية مقترح الحكم الذاتي وتنازلت مدريد عن مواقفها الاستفزازية والابتزازية للمغرب في حقه في السيادة التاريخية على أقاليمه الجنوبية. هذا وطن لا يمتلك لا نفطا ولا غازا ولا ذهبا لكنه يفتخر بسيادته وتماسك دولته واستقراره السياسي واستمراره المؤسساتي على الرغم من كل الظروف التي قد يتجاوزها. لن نذهب بعيدا عن هذه الرقعة الجغرافية التي نعيش فيها لكي نضرب أمثالا لا حصر لها عن دول نفطية ثرية ينقطع فيها الكهرباء بشكل مستمر وتتوقف فيها الخدمات البسيطة على الرغم من كل الفوائض المالية التي تمتلكها.

ولأن جل المغاربة واعون بأن على رأس هذا المغرب قيادة حكيمة تبذل كل الجهود للرقي به ووضعه في مصاف البلدان الرائدة، فإن روح “تمغربيت” تستيقظ باستمرار في نفوسنا جميعا كلمّا حقّقنا انتصارا صغيرا كان أو كبيرا. ومصدر هذا الاعتزاز ليس نابعا من الاحتفالات الشكلية أو الطابع الفولكلوري لهذه المنجزات، وإنما مصدره هو هذه الثقة العميقة في امتلاك بلادنا لكل مقومات النجاح والتقدم التي يمكن أن تكون كفيلة بتبويئها مكانة أكثر تقدما من التي تتبوّأها اليوم. ومثلما ينجح الدبلوماسيون والرياضيون والمخترعون في رفع علم المغرب في كل بقاع العالم فإن غيرهم من أبناء هذا الوطن وبُسطائه قادرون أيضا على تحقيق المزيد من الإنجازات والاعتزاز بكل الانتصارات.

تاريخ الخبر: 2022-03-31 03:23:49
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

أوروبا 2024.. ناغلسمان يستبعد هوملز وبراندت عن تشكيلة ألمانيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 18:27:22
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

أوروبا 2024.. ناغلسمان يستبعد هوملز وبراندت عن تشكيلة ألمانيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 18:27:21
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية