لهذا السبب كتب عبد الرحمن الخميسي "ماتزوقيني يا ماما" وحلم بإنجاب قبيلة

عبد الرحمن الخميسي، القديس، الذي كتب أغنية “ما تزوقيني يا ماما”، لينقذ الموسيقار بليغ حمدي ويستطيع أن يشتري هدية لـ “وردة”. هو فنان ومخرج وشاعر وموسيقي، مارس التأليف المسرحي والكتابة الصحفية، هو مكتشف النجوم والمواهب وعلي رأسهم السندريلا سعاد حسني وغيرها من قامات الفن والثقافة المصرية. إنه الكاتب الكبير عبد الرحمن الخميسي، والذي تحل الذكري الــ 35 رحيله عن عالمنا، حيث توفي في مثل هذا اليوم من العام 1987.

وعبد الرحمن الخميسي مثقف مبدع وفنان موسوعي٬ فقد كتب في الشعر والمسرح٬ والقصة٬ والنقد والترجمة، كتب للسينما وشارك في كتابة قصص وسيناريوهات  لبعض أفلامها ووضع لها الموسيقي التصويرية. بل وشارك بدور لا ينسي في فيلم “الأرض”، والذي قدم من خلاله شخصية “الشيخ يوسف” من إخراج يوسف شاهين.

وفي السينما أيضا أخرج عبد الرحمن الخميسي عدد من الأفلام السينمائية، من بينها أفلام:  “الجزاء”، “عائلات محترمة”، “زهرة البنفسج”. ويذهب الناقد الفني محمود عبد الشكور إلي أن شخصية الشيخ يوسف التي قدمها عبد الرحمن الخميسي في فيلم الأرض، شخصية شديدة الصعوبة في تجسيدها لا يستطيع أي ممثل آخر أن يؤديها، لذا كان اختيار يوسف شاهين للخميسي الذي كان وقتها اسم لامع ومهم في عالم الصحافة والمسرح، لذا اشترط الخميسي علي شاهين أن يكتب اسمه بشكل كبير ومحترم بما يليق بمكانته وتاريخه. 

 قال عنه يوسف إدريس إنه "أول من حطم طبقية القصة. عاش قويا عملاقا مقاتلا إلى ألف عام". واعتبره الناقد الكبير دكتور لويس عوض: "آخر الرومانسيين الكبار".

أصدر الكاتب الكبير عبدالرحمن الخميسي عام 1953 مجموعته القصصية "قمصان الدم"، والتي جاءت بعد عدد من الإصدارات أبرزها: ألف ليلة وليلة بجزئيه، والأعماق، ويوميات مجنون، والمكافحون، وصيحات الشعب.

وفي الشعر أصدر عبد الرحمن الخميسي دواوين: أشواق إنسان٬ دموع ونيران٬ إني أرفض٬ مصر الحب والثورة٬ وغيرها. وفي الأوبريتات قدم عبد الرحمن الخميسي أول ترجمة عربية لأوبريت "الأرملة الطروب" عام ١٩٦١ كما ألف أوبريت آخر بعنوان "عيد الحبايب". وفي المسرح قدم عبد الرحمن الخميسي العديد من المسرحيات المؤلفة بجانب المسرحيات التي ترجمها٬ ومن أبرز مسرحياته: الحبة قبة٬ القسط الأخير وحياة حياة. 

وكان عبد الرحمن الخميسي أول من ترجم أوبريت “الأرملة الطروب”، وكون مسرحية باسمه في عام 1958 وقدمت عرضها الأول على مسرح 26 يوليو الصيفي بثلاث مسرحيات قصيرة من تأليفه وإخراجه وتمثيله وهي: "الحبة قبة"، و"القسط الأخير" و"حياة وحياة".

 

ــ فتي وحيد أراد أن تكون له قبيلة وعزوة من الأبناء

يقول القاص أحمد الخميسي عن والده عبد الرحمن الخميسي، أنه كان ولد وحيد وسط أربعة من الأخوات، فكان يتمني أن ينجب قبيلة وكثير من الأولاد يكونون له عزوة، أينما ذهب يراهم حوله.

وعن انتقاله من مدرسة “أبوللو” الشعرية التي تتصف بالرومانسية، إلي القضايا الاجتماعية بنفس حساسية رومانسية مدرسة أبوللو، يضيف أحمد الخميسي، كما لاحظ دكتور محمد مندور هذه النقلة وكيف أنه الخميسي انتقل من الوجدان الخاص وحساسية الفرد، إلي الوجدان العام في قضايا كثيرة، وكان شعوره بالوجدان العام قد ظهر قبل ذلك من خلال قصصه القصيرة التي كتبها. وإن كان عبد الرحمن الخميسي قد بدأ شاعرا وانتهي شاعرا.

 

ــ حكاية أغنية الأفراح الأولي في مصر 

ويحكي القاص أحمد الخميسي، نجل الكاتب عبد الرحمن الخميسي، أن أغنية “ما تزوقيني يا ماما”، من كلمات عبد الرحمن الخميسي، وتلحين بليغ حمدي، وغناء مها صبري. 

والأغنية لها حكاية، فقد ذهب بليغ حمدي في يوم لعبد الرحمن الخميسي وقال له: “أنا عايز فلوس من تحت الأرض لأني معزوم على عيد ميلاد وردة ولازم أجيب لها هدية حلوة.. الخميسي قال له: والله يا ابني ما معايا. ثم فكر الخميسي وقال لبليغ: العود بتاعك معاك؟. قال بليغ : أيوه. أمسك الخميسي بورقة وقلم وكتب كلمات أغنية ”ما تزوقيني يا ماما"، في دقائق ولحنها بليغ على الفور. ثم اتصل الخميسي بمها صبري وقال لها : لك عندي لك أغنية ح تكسر الدنيا. تعالي. وحجز الخميسي استديو في صوت الفن. وسجل الثلاثة الأغنية في نفس اليوم وحصل بليغ على مبلغ كبير لشراء هدية لوردة. وانتشرت الأغنية وأصبحت أغنية الأفراح الأولى في مصر كلها وإلى الآن.


 

تاريخ الخبر: 2022-04-01 03:20:59
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية