منطقة عشوائية

عودة للموسوعة
رسم بياني يظهر مسقط أكبر عشوائيات العالم - وقد تنتشر العشوائات بأعداد كبيرة في دول أخرى إلا أنها صغيرة ومتفرقة

المنطقة العشوائية (عشوائيات) هي منطقة سكنية غير منظمة بنيت في الغالب بدون ترخيص وقد تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة. كما تسمى في مصر «إسكان العشش» والمصطلح الشائع في المغرب هو«السكن غير اللائق» في الجزائر «البناء القصديري» أو«الفوضوي» وفي العراق تدعى «حواسم» أو«تجاوز». وفي اليمن بيوت عشوائية.

السكن العشوائي

إسكان غير لائق في الدار البيضاء
الصفيح في مدينة الصخيرات دوار الشياحنة.
تعتزم الحكومة المغربية القضاء على السكن غير اللائق - كالذي يظهر في الصورة وهي لأحد أحياء سلا - قبل حلول عام 2020م

يقصد بالسكن العشوائي بأنه ظاهرة نموالسكان الشعبي الحر وذلك من منطلق محايد. نشأ بإرادة كاملة للشعب وتنموطبقا لأنماط محددة ومتكررة ولاتتغير تقريباً. سواء بالنسبة لتخطيطها أوعرض شوارعها أوأبعاد بتر الأراضي بها وقد استخدم التعبير غير الرسمي لكونه بدون ترخيص.

  1. ويمكن تعريف السكن العشوائي بأنه نمومجتمعات وإنشاء مبانٍ ومناطق لاتتماشى مع النسيج العمراني للمجتمعات التي تنموبداخلها أوحولها ومتعارضة مع الاتجاهات الطبيعية للنمووالامتداد وهي مخالفة للقوانين المنظمة للعمران.
  2. وبالنظر إلى هذة التعريفات نجد حتى الإسكان العشوائي يقوم بتخطيطه وتشيده الأهالي أنفُسُهم على الأراضي الزراعية والصحراوية أوأراضي الدولة وغالباً ما تكون هذه الأراضي على أطراف المدينة وهي غير مخططة وغير خاضعة للتنظيم ولايسمح بالبناء عليها.

وهوإسكان عشوائي غير مخطط يقع في أدنى مراتب الإسكان ويقوم على أساس اجتهادات شخصية في التخطيط والتصميم والبناء وهوتعبير عن أكواخ بُنِيت من الخشب أوالصفيح أوالطين وأحياناً باستخدام الأقمشة البالية والكرتون وينتشر هذا النوع في العالم كله ولكنه يتضح جلياً في دول العالم الثالث حيث يأخذ شكل تجمعات متلاصقة من العشش المتراصَّة بجانب بعضها في اتجاه طولي ويلجأ الأفراد لهذا النوع من الإسكان بصفة مؤقتة أودائمة نتيجة لعدة مسببات منها:-

  • الحروب الأهلية أوالدولية التي ينتج عنها تدمير لبعض المناطق الآهلة بالسكان.
  • الكوارث الطبيعية فالذين تهدمت بيوتهم ولا يجدون لأنفسهم مأوى آخرَ سواء كان ذلك نتيجة حرائق أوقدم المبنى وعدم صلاحيته الإنشائية أوتهدُّم المبنى نتيجة لحدوث بعض الكوارث الطبيعية مثل السيول أوالزلازل أوالأعاصير يلجأون إلى المناطق العشوائية.
  • النازحون من الريف إلى المدينة للبحث عن فرص العمل.

وعلى إثر ذلك يتجه الأفراد إلى بناء مأوى لهم باستخدام بعض المواد الأولية البسيطة المتوفرة في البيئة التي يقيمون فيها مثل الأخشاب أوالطين أوباستخدام الصفيح والكرتون وأحياناً الأقمشة البالية وذلك طبقاً للحالة الاقتصادية حيث حتى العشة المبنية من الأخشاب أوالطوب هي الأكثر تكلفة نتيجة لتدخل عامل محترف لبنائها بالإضافة إلى ازدياد قيمة المواد الخام.

ويتَّسِم هذا النوع الهامشي من الإسكان بصغر المساحة الداخلية وذلك لعدم القدرة على تحمل التكاليف اللازمة للتوسع أولمحدودية المساحة المُبنى عليها حيث يتراوح متوسط المساحة الداخلية للعشة ما بين (5م إلى 9م) كما يصعب تقسيمها من الداخل إلى أماكن للنوم والمعيشة وحمام ومطبخ كما هومتعارف عليه في نمط الإسكان العادي نظراً لضيق المساحة وكثرة الشاغلين من عدد أفراد الأسرة الواحدة كما يتَّسم هذا النمط الإسكاني بعدم وجود المرافق العامة وخاصة مياه الشرب النقية أوالصرف الصحي ويستعمل هذا النوع الإسكاني للنوم فقط أوالحماية من الأمطار أما باقي الأنشطة الأخرى فيتم تأديتها في الأماكن الخارجية المفتوحة أواللجوء إلى المباني العامة أودور العبادة إذا وجدت للحصول على المياه النقية أولتمضية الحاجة أما الإضاءة فأكثرهم يستخدم مواقد الإضاءة التي تعمل بالكيروسين أوسرقة التيار الكهربائي من أي مصدر متاح لهم. أما محتويات العشة الداخلية فهي في أغلب الأحيان تحتوي على سرير خشبي أومعدني صغير الحجم له عدة استخدامات منها النوم أوالجلوس عليه وهويتسع لعدد محدود من الأفراد وهومخصص للأطفال وعلى ذلك يلجأ باقي أفراد الأسرة إلى افتراش الأرض للنوم أوالجلوس وعادةً ما تكون الأرضية هي نفس التربة الطبيعية التي تم البناء عليها بدون تعديل أوتغطيتها بطبقة رقيقة من الإسمنت، أما الأسقف فهي من الأخشاب أوالبوص التي يحرص السكان على تغطيتها بالمشمعات للوقاية من الأمطار.

الخصوصية

تنعدم الخصوصية في هذا النمط الإسكاني نظراً لارتفاع معدل التزاحم داخل الوحدة والتلاصق الشديد بين الوحدات لدرجة حتى بعضها تحيط به العشش من ثلاثة جهات. الأمر الذي يجعل جميع ما يدور داخل إحدى العشش مشاعاً لدى العشش المجاورة. والمسائلة لاتحتاج تطفلاً بين السكان فالفواصل الخشبية أوالمصنوعة من الكرتون تسمح بنقل الصوت إلى العشش المجاورة ومع وجود فتحات أوثقوب بين هذة الفواصل يجعل الرؤية أمراً ميسوراً.

الوضع الحالي

توزيع سكان الحاظرات الساكنين في العشوائيات في العالم حسب إحصائيات الأمم المتحدة
  0-10 %
  10-20 %
  20-30 %
  30-40 %
  40-50 %
  50-60 %
  60-70 %
  70-80 %
  80-90 %
  90-100 %
  دون معلومات
عدد ونسبة سكان العشوائيات في العالم بالملايين، أرقام الأمم المتحدة للإسكان 2001
منطقة سكان
مجموع
سكان الحاضرات سكان العشوائيات
مجموع % من مجموع السكان مجموع (تقدير) % من سكان الحضر
المناطق المتطورة 1٬194 902 75,5 % 54,1 6,0 %
المناطق النامية 4٬940 2٬022 40,9 % 869,9 43,0 %
إفريقيا الشمالية 146 76 52,0 % 21,3 28,2 %
إفريقيا جنوب الصحراء 667 231 34,6 % 166,2 71,9 %
أمريكا اللاتينية والكاريبي 527 399 75,8 % 127,6 31,9 %
شرق آسيا 1٬364 533 39,1 % 193,8 36,4 %
آسيا الوسطى والجنوبية 1٬507 452 30,0 % 262,3 58,8 %
جنوب شرق آسيا 530 203 38,3 % 56,8 28,0 %
الشرق الأوسط 192 125 64,9 % 41,3 33,1 %
أوقيانوسيا 8 2 26,7 % 0,5 24,1 %
دول أقل تطورا 685 179 26,2 % 140,1 78,2 %
العالم 6٬134 2٬923 47,7 % 924,0 31,6 %

خصائص العشوائيات

  • أحياء تنشأ في المدن بشكل عفوي.
  • لا تخضع للمعايير العمرانية الحديثة.
  • لا تستطيع التفاعل مع متطلبات الحياة العصرية.
  • تعجز عن تقديم الخدمات الأساسية.
  • لا تواكب الازدياد في الطلب (كماً ونوعاً).
  • تولد مشاكل مزمنة: المواصلات، الصحة العامة، البيئة، الأمن.

أسباب ظهور العشوائيات

سكن عشوائي في إفريقيا الجنوبية سوويتيو

تعود معضلة ظهور الإسكان العشوائي إلى بدايات القرن العشرين وذلك تواكباً مع التوسع العمراني السريع للمدن وإعادة التعمير بعد الحرب العالمية الثانية، ومع تمركز الخدمات والمصالح الحكومية في المدن الرئيسية وظهور الكثير من الصناعات الحديثة أدى ذلك إلى زيادة الهجرة الداخلية للأفراد والنزوح من الريف إلى المدن سعياً وراء الحصول على فرص العمل.

ومع سعي هؤلاء النازحين من الريف إلى المدن للحصول على مسكن ملائم حسب مواردهم الضئيلة داخل الكتلة السكنية للمدن؛ فقد لجؤوا إلى أطراف المدينة حيث الأراضي الزراعية أوالصحراوية فأقاموا تجمعات عشوائية بتكاليف أقل ولكن دون أي خدمات وذلك بعد حتى عجزت مواردهم عن تدبير تكاليف السكن داخل الكتلة السكنية الرسمية للـمدينة.

ولم تتنبه أجهزة هذه الدول إلى خطورة المشكلة في حينها ولم يتم اتخاذ أي إجراء للقاءتها في البداية وهجر الإسكان العشوائي ينمووينتشر داخل الكتلة السكنية القائمة وعلى أطراف المدن.

وقد كانت هناك بعض العوامل القوية التي ساعدت على نمووانتشار الإسكان العشوائي يمكن حتى نلخصها فيما يلي:

  1. زيادة معدلات النموالسكاني.
  2. النقص في عدد الوحدات السكنية وزيادة الطلب عليها نتيجة الهجرة السريعة من الريف إلى المدينة.
  3. أصبحت المدن الرئيسية شديدة الجذب نتيجة تمركز الخدمات وفي اللقاء أصبحت المدن الريفية شديدة الطرد نتيجة ندرة الخدمات والإمكانيات بها.
  4. ارتفاع أسعار الأراضي والشقق السكنية في المناطق الرسمية والتي تتمتع بالمرافق العامة (مياه نقية – صرف صحي – كهرباء – شوارع مناسبة).
  5. ضعف الاستثمارات الحكومية والقطاع الخاص في مجال الإسكان المنخفض التكاليف.
  6. التهاون مع منتهكي القوانين ومغتصبي الأراضي من قبل الجهات الرسمية نتيجة لعدم توافر بدائل أخرى مناسبة، فأصبحت هذة المناطق تفرض أمراً واقعاً وشكلت جماعات ضغط أجبرت الحكومات على أعطى المرافق إليها.
  7. زيادة القيمة الإيجارية للمعروض من الإسكان.
  8. رغبة الأهالي في سكن أبنائهم وأقاربهم بجوارهم.
  9. محدودية المساكن الشعبية.

وترجح الدراسات نموالعشوائيات أساسا إلى عدم تطبيق القوانين الخاصة بالمباني وكذلك حماية الأراضي المملوكة للدولة في لقاء تقاعس الأجهزة الحكومية المعنية عن التطبيق، وكذلك ضعف الاهتمام بالتنمية الإقليمية والتي تهدف إلى إعادة توزيع سكان البلاد والخروج من الوادي الضيق إلى مجتمعات جديدة تستقطب تيارات الهجرة، والأهم من ذلك خلل سوق الإسكان وانخفاض المعروض من الوحدات السكنية وعدم ملائمة العرض مع نوعية الطلب حيث تقلصت نسبة الإسكان الاقتصادي من إجمالي الوحدات السكنية.

آليات التصميم والبناء

تتسم عمليات تصميم المباني في أغلب الأحيان بطريقة أجتهادية عن طريق مالك بترة الأرض أوعن طريق صغار المقاولين الذين يسيطرون على أعمال البناء في هذه المناطق، فيقوم المقاول بأعمال التصميم والتطبيق وتعتبر الوحدة السكنية المكونة من ثلاثة غرف هي المفضلة وهي التي تمثل أيضاً غالبية هذه الوحدات، إذ حتى هذا التصميم يتلاءم مع طبيعة الأسرة ويقتصر دور المالك على أعمال الأشراف والتوجيه أوشراء المواد الخام وتأجير العمالة اللازمة للبناء. وفي أغلب الأحيان يعتمد السكان في تمويل عمليات البناء على مواردهم الخاصة فيتم في الفترة الأولى بناء دور يصلح للسكن وينتقل إليه هووالأسرة للمعيشة وعند توفر الإمكانيات يتم الامتداد الرأسي.

وأغلب المباني في هذه المناطق بارتفاع دور أواثنين وبعضها يصل إلى ثلاثة وأربعة أدوار ولكن يندر حتى نجد مبنى يتجاوز هذا الارتفاع، ولا تختلف طريقة البناء في هذه المناطق عن مثيلاتها في الكتلة السكنية الرسمية حيث تستخدم طريقة البناء بالهياكل الخرسانية أوالحوائط الحاملة ولكن يهجر أغلبها بدون بياض خارجي وبعضها يستخدم مواد رخيصة في التشطيبات ويغلب على هذه المناطق الذوق الريفي. أما بالنسبة للمرافق العامة فإن هذه المناطق تعاني نقصاً شديداً في المرافق العامة ويعتمد السكان على دق طرمباط لسحب المياه الجوفية واستعمالها في حياتهم اليومية. أما الصرف الصحي فهويتم عن طريق عمل (الترنشات أوالبيارات) للصرف الجوفي في باطن الأرض وعند الامتلاء يتم النزح بالطريقة اليدوية أوالألية. أما الكهرباء فيستعوض عنها بالأجهزة التي تضاء بالكيروسين.

وتعاني هذه المناطق من معضلة القمامة التي لم يُوْجد لها حلٌّ حيث يتم إلقائها في الشوارع أوفي الأراضي التي لم يتم البناء عليها بعد ويساهم هذا الوضع في جعل هذه البيئة غير صحية ومصدراً دائماً للناموس والحشرات الضارة والقوارض والحيوانات الضالة، وتخطيط هذه المناطق تغلب عليه سمات تكاد تكون موحدة من حيث عرض الشوارع الذي يتراوح ما بين أربعة أمتار للشوارع الجانبية وستة أمتار للشوارع الرئيسية وأطوالها من (300م – 400م) وبتر الأراضي تتراوح مساحتها ما بين (40م – 60م) وبالنسبة للفراغات والمساحات الخضراء فلا وجود لها وذلك بخلاف التتابع البصري والفراغي فهذه تعتبر رفاهية لا مكان لها في هذه المناطق والاستخدام الأكثر شيوعاً هوالاستخدام السكني.

سلبيات السكن العشوائي

سكن عشوائي في تاي هانج، هونغ كونغ

ويمكن رصد بعض السلبيات الناتجة عن الإسكان العشوائي في عدة نقاط:

  • إضافة نسيج عمراني مشوه إلى الكتلة العمرانية الأساسية.
  • النقص الشديد في المرافق العامة خاصة في الصرف الصحي مما أدى إلى أضافة كتلة عمرانية ملوثة للبيئة نتيجة الصرف الجوفي عن طريق البيارات أوالترنشات في باطن الأرض.
  • عدم وجود كهرباء أدى إلى فرض حياة بدائية على السكان واستخدامهم للكيروسين في الإضاءة ومواقد الطبخ.
  • التزاحم الشديد للمباني وعدم هجر فراغات أدى إلى فقدان الخصوصية وزيادة درجة التلوث السمعي والبصري فساعد ذلك على زيادة الأمراض البدنية والاجتماعية والنفسية أيضاً بين هذه الفئات من السكان.
  • نتج عن التخطيط العشوائي القائم على اجتهادات شخصية سواء كان ذلك في التخطيط العام أوفي مساحات بتر الأراضي المخصصة للوحدة السكنية أوالتصميم الداخلي للوحدة السكنية مناطق مشوهة عمرانياً ومعمارياً يصعب معها الإصلاح ومحاولة الارتقاء بها.
  • أسفرت هذه المناطق عن ضياع أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية التي تم تحويلها إلى اراضٍ للبناء مما أثر على الناتج القومي لهذه الدول، وبالرغم من محاولات الحد من انتشار الإسكان العشوائي وخاصة بتجريم البناء على الأراضي الزراعية إلا حتى هذه المحاولات تعتبر ضعيفة جداً إذا ما قورنت بسرعة انتشار ونموهذا القطاع في ظل قوانين وتشريعات ورقابة ضعيفة. إلا حتى بعض المحاولات الدولية والحكومية والفردية أيضاً للارتقاء بهذه البيئة السكنية تقابله صعوبة شديدة جداً نظراً للنسيج العمراني المعقد وزيادة الكثافة السكانية والبنائية لهذه التجمعات وعلى ذلك فقد اقتصرت محاولات الارتقاء على إمداد هذه المناطق بالمرافق العامة (المياة النقية الصالحة للشرب، الصرف الصحي، الكهرباء) دون حتى تمتد إلى النواحي التخطيطية والفراغات العمرانية والنواحي الاجتماعية لهذا المجتمع، وبالرغم من ذلك، فقد سجل هذا النمط بعض الإيجابيات يمكن الاستفادة منها لتوجيه هذا النمط نحوأساليب عمرانية تتناسب مع النسيج العمراني للمدن وتتلافى السلبيات التي نتجت عنه ومنها:
  • أن الإسكان العشوائي اتى مميزاً من الناحية الإنشائية حيث اعتمد البناء على أسلوب الهيكل الخرساني أوالحوائط الحاملة كمثيلة في الكتلة العمرانية المخططة رسمياً.
  • الالتزام الجماعي في المناهج البنائية من حيث التخطيط وأبعاد بتر الأراضي وانتظام الارتفاعات تماشياً مع العهد السائد في المنطقة وهويعتبر بديلاً أومكملاً للقوانين والاشتراطات التشريعية الخاصة بالبناء.
  • يسمح النموالتدريجي للمسكن بالمرونة حيث يتوافق المسكن مع احتياجات الأسرة المستقبلية ويراعي الإمكانيات الاقتصادية المستغليين للوحدة السكنية.
  • اعتمد هذا القطاع على الجهود الذاتية من حيث التمويل والحصول على مواد البناء ولا يلجؤون إلى دعم أومعونة من الجهات الرسمية.

ومن خلال ما تقدم يمكن استنتاج بعض الحلول العملية للحد من انتشار ظاهرة الإسكان العشوائي ومنها:

  • طرح أراضٍ مخططة ومخصصة للبناء تتناسب مع احتياجات الأسرة الحالية والمستقبلية وبأسعار مناسبة ومزودة بالمرافق العامة الأساسية.
  • توفير نماذج تصميمية معمارية تراعي العادات والتنطقيد الشعبية لهذه المناطق والالتزام بتطبيقها وذلك للحد من الاجتهادات الشخصية.
  • إحكام الرقابة على حدود المدن والأراضي التابعة للدولة وتجريم البناء عليها.
  • إصدار قوانين وتشريعات بنائية حاكمة تتلافى الثغرات الموجودة في القوانين الحالية.

كل ذلك من أجل الحفاظ على جمال الهوية العمرانية للنسيج العمراني للمدن والحفاظ على هيئتها وثقافتها وتاريخها الذي يميّزها عن بقية المدن بالإضافة إلى تحقيق توازن للحياة الاجتماعية التي هي نتاج قيم إنسانية متوارثة وأن توضع تشريعات بنائية تحترم ظروف المجتمع وتاريخه واحتياجاته الحالية والمستقبلية وصيانتها وهى التي تختلف من مكان إلى آخر في جميع مدن العالم.

الخدمات الاجتماعية

أما الخدمات الاجتماعية مثل المنشآت الصحية والتعليمية وأقسام الشرطة وغيرها فلا وجود لها على الإطلاق، ويغلب على هذه المناطق الطابع الريفي ويظهر ذلك في العادات والسلوكيات السائدة بين السكان مثل تربية الطيور والمواشي داخل المنازل أوعلى أسطحها وجلوس السيدات للتسامر على أبواب المنازل أوالقيام ببعض الأعمال المنزلية مثل الطهوأوالغسيل.

ومن خلال استعراض الملامح العامة للبيئة العمرانية للإسكان العشوائي نلاحظ أنه يؤثر تأثيراً سلبياً على المجتمع وحياة الأسر القاطنة فيه بشكل مباشر. فهويحتوي على أقل ما يمكن لتوفير مأوى سكنيٍّ للفرد والأسرة. وتسجل هذه المناطق معدلات عالية جداً في التزاحم سواء داخل الكتلة السكنية أوخارجها حيث حتى المساحة الداخلية للوحدة الواحدة تتراوح ما بين 40م-60م بما فيها السلالم والمناور وهي التي يصعب تصميمها وتقسيمها من الداخل لكي تتلائم مع احتياجات الأسرة المكونة منخمسة أفراد وذلك يؤثر بالسلب على درجة الخصوصية المحققة للمسكن سواء كان ذلك من الداخل أوالخارج فنجدها في أدنى مستوياتها إذا ما قورنت بدرجة الخصوصية المرغوب فيها.

كما تفتقر هذه المباني إلى التهوية السليمة نظراً لأن المبنى الواحد تحيط به المباني من ثلاثة جهات مما يجعل مسألة دخول أشعة الشمس والتهوية الطبيعية أمراً في غاية الصعوبة. كما يؤثر هذا النسيج العمراني على أخلاقيات الأفراد وأحساسيسهم ونفسياتهم وطبائعهم، وقد أثبت الباحثون حتى الفراغات العمرانية وتشكيلاتها وأبعادها وأسلوب توظيفها يؤثر بشكل واضح ومباشر على نشاط وسلوك السكان وكذلك في العلاقات الاجتماعية بينهم.

السقم سمة عامة

طفل في مجمع سكن عشوائي نيروبي نيجيريا

إن مجتمع العشش وخاصة الذي اتخذ شكلاً دائماً من التوطين يعتبر مرتعاً للأمراض فهويعتبر بيئة صالحة لانتنطق العدوى نظراً لتوافر عدة مسببات منها:

  • ارتفاع معدلات التزاحم داخل العشة وخارجها مما يسهل عملية انتنطق العدوى.
  • عدم توافر مصادر المياه النقية والصرف الصحي للمخلفات.
  • عدم الاهتمام بالنظافة العامة للمنطقة نتيجة إهمال المسؤوليين لهذه المناطق واعتبارها مناطق إسكان غير رسمية.
  • لجوء بعض ساكني العشش وخاصة العائلات المحافظة بعمل حمام داخلي خاص بدلاً من اللجوء إلى الأبنية العامة أودور العبادة خوفاً من المضايقات أوالتحرشات التي يقابلونها؛ الأمر الذي يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة داخل العشة نتيجة صغر الحجم وعدم وجود تهوية مناسبة.

ويعتبر سوء التغذية سمة عامة لهذا النمط الإسكاني نظراً لضعف الدخل الأسري حيث يعمل هؤلاء السكان في أعمال متدنية ذات دخول بسيطة جداً وغير ثابتة فهي لا تكفي لسد حاجات الأسرة الأساسية فيتجه جميع الدخل لشراء الوجبات الرخيصة لسد جوع الأطفال الذين يكثر عددهم داخل الأسرة الواحدة. ومن الأمراض البدنية التي أصبحت متوطنة نتيجة سوء التغذية وتأثير البيئة المحيطة هي:-

  • الشعور بالتعب والإرهاق وعدم كفاءة الصحة البدنية لدى الكبار والصغار على حد سواء.
  • الأمراض الصدرية كالالتهاب الدائم للشعب الهوائية – السل نتيجة عدم وجود التهوية المناسبة.
  • الأمراض الباطنية كالملاريا والإسهال والديدان المعوية نتيجة سوء التغذية واستخدام المياه الملوثة.

كل ذلك بالأضافة إلى الأمراض النفسية نتيجة لوجود ثقافة الفقر وعدم القدرة على مجاراة العالم الخارجي في الإمكانيات ومستوى المعيشة فيتولد لدى هؤلاء الشعور بالعدوانية وخلق شخصية غير سوية لديها إحساس باتهام هذا العالم الخارجي بأنه سبب لما هم فيه ويرجع ذلك إلى الإهمال الشديد لهذه الطبقة من المسؤولين الرسميين أومن الجمعيات الأهلية الخيرية، فيتولد لدى هؤلاء الإحساس بالغربة الاجتماعية، الأمر الذي يتحول بعد ذلك إلى الاستعداد الكامل لاستخدام العنف ضد المجتمع الخارجي ومع الميل الشديد للانحراف نتيجة الظروف الحياتية وعدم وجود توعية أجتماعية أودينية.

وبالرغم من وجود هذا النمط الإسكاني المتدني في العالم كله وخاصة دول العالم الثالث إلا حتى محاولات إصلاحه أوإزالته أوحتى الحد من انتشاره لا تصل إلى المستوى المطلوب فالكثير من مشاكل هذا النمط الإسكاني يتم مناقشته في القاعات المكيفة مكتفين بعرض المأساة التي يعيشها هؤلاء مع تقديم بعض الحلول النظرية التي لا ترقى إلى محاولة التفكير في تطبيقها، الأمر الذي يفترض أن يزيد من تعقيد هذه المشكلة نتيجة الزيادة الطبيعية لهذا المجتمع وتأثيره على المجتمع ككل، وذلك بإفرازه لشريحة اجتماعية ذات مستوى إنتاجي واقتصادي واجتماعي متدنٍ جداً لديها جميع الأسباب للتوجه نحوتدمير المجتمع المحيط بهم نتيجة إحساسهم بالظلم الفادح الواقع عليهم.

معدلات إنجاب ووفيات مرتفعة

تسجل هذه المناطق معدلات إنجاب ووفيات مرتفعة نظراً لسوء الرعاية الصحية أوانعدامها في كثير من المناطق ولجوء الأهالي إلى الوصفات الشعبية للعلاج كنوع من أنواع الطب البديل. حيث لا يستطيع معظمهم تحمل تكاليف العلاج في المستشفيات أوالعيادات ولا ينحصر ازدياد معدلات الوفيات نتيجة إلى نقص الرعاية الصحية أوسوء وتدني مستوى المعيشة فقط وكثيرا من الأمور الأخرى وإنما يُضاف إليه عنصر آخر وهوكثرة المشاحنات البدنية واستخدام الآلات الحادة وهوالأمر الذي يترتب عليه اغتال أحدهم ودخول السجن للطرف الأخر ويرجع ذلك إلى الجوالنفسي المشحون الذي تتسم به هذه المناطق.

انظر أيضاً

  • مدن الصفيح
  • فافيلا

مراجع

  1. ^ Kimani-Murage, E. W.; Ngindu, A. M. (2007). "Quality of water the slum dwellers use: the case of a Kenyan slum". Journal of Urban Health. 84 (6): 829–838. doi:10.1007/s11524-007-9199-x.
  2. ^ Mehta, Varshil; Mehta, Sonali (2016). "Assessment of HIV knowledge and awareness in adults of a slum area of Mumbai, India: a cross-sectional study". International Journal of Community Medicine and Public Health: 314–318. doi:10.18203/2394-6040.ijcmph20151583.
  3. ^ What are slums and why do they exist?نسخة محفوظة 2011-02-06 على مسقط واي باك مشين. UN-Habitat, Kenya (April 2007)
  4. ^ عامر, فتحي حسين (2011). . العربي النشأة والتوزيع. صفحة 13. مؤرشف من الأصل في 11 فبراير 2020.

مصادر

  1. الشعلان، فهد. لقاءة الأزمات الأمنية: منظور إداري. المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب- الرياض.
  2. القاضي، أحمد. المعايير التي تحكم سير العمل بغرفة العمليات الرئيسية أوقات الطوارئ والأسلوب الفهمي في إدارة غرف العمليات الميدانية. أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية. الرياض.
  3. الطيب، حسن أيشر. إدارة الكوارث. الإدارة العامة، العدد 65 رجب 1410هـ- يناير 1990م.
  4. أورفلي، علي. الأمن الصناعي المعاصر. دار الهاشم للنشر. بيروت- لبنان.
  5. د/ عبد الباقى إبراهيم " كيف من الممكن أن يقوم الساكن باستكمال مسكنه بنفسه " مجلة عالم البناء العدد 2- أبريل 1980
  6. م/ سهير زكى حواس " أحتياجات السكان ومدى تأثيرها على المشروعات السكنية القائمة " رساله ماجستير
  7. د/ ليلى أحمد محرم " مؤشرات ومظاهر النموالعشوائى للمجتمعات العمرانيه " ندوة حمايه البيئة والسكن القانونى 1990
  8. د/ ميلاد حنــا " الأسكان والمصيدة – المشكلة والحل " دار المستقبل العربى – القاهرة
  9. أ/ ممـدوح الـولى " سكان العشش والعشوائيات – دراسه أعدتها نقابه المهندسين – مصر " مطابع روزاليوسف
  10. د/ مـحـمد علـى " المرونة في الأسكان – النظرية والتطبيق " رسالهمن دكتور
  11. Goodman;William(ed.) Principles and Practice of Urban Planning. Washington
  12. Keeble، Lewis Principles and Practice of Twon and Country Planning. London
  13. Phelps, Burton. Mcdonald, Edward. The model incident command system series. Pre- fire planning. Fire engineering January 1985.
  14. Phelps, Burton & Mcdonald, Edward. The model incident command system series. Fire fighter casualties. Fire Engineering, January 1985.
  15. Phelps, Burton & Mcdonald, Edward. The model incident command system series. Communication. Fire Engineering March 1985.
  16. Fadden, Tim and athers, Wildfires incident command system, fire international 104. April/May 1987.
  17. Gustina, Della. Establishment & management of fire services. Lecture, west virginia University. Summer 1993.
  18. Yeager, George. The art of incident command. Fire engineering January 1997.
  19. Fire protection Hand book. Fourtent Edition. National fire protection Association (NFPA).

وصلات خارجية

  • نحواستراتيجية شمولية لمعاجة السكن العشوائي، الأردن كحالة دراسية
تاريخ النشر: 2020-06-02 02:18:35
التصنيفات: إسكان, تخطيط عمراني, تسوس حضري, تنمية, حقوق الإنسان, عشوائيات, علم سكان, موائل بشرية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, بوابة عمارة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P268

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

البطولة الاحترافية "إنوي" تنطلق متم شهر غشت أو مطلع شتنبر القادمين

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-07-18 15:16:09
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 50%

تشيلسي يُعين الأمريكي "توم جليك" في منصب المُدير التنفيذي

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-07-18 15:16:10
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

المديرية العامة للأمن الوطني تعلن توظيف حوالي 6 آلاف منصب

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-18 15:15:30
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 40%

الكشف عن سبب سقوط طائرة أوروبية بضواحي بولمان + صور

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-18 15:15:32
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 42%

ماكرون يستقبل الرئيس الإماراتي لبحث الطاقة

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-18 15:16:26
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 91%

عرس يتسبب في اندلاع حريق مهول بغابة بليونش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-18 15:15:28
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 40%

بالفيديو.. شاهد لحظة سرقة لص لمحتويات سيارة بمراكش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-18 15:15:29
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 39%

بعدما طالهم الإهمال.. هجرة جماعية للاعبي فريق الكوكب المراكشي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-18 15:15:27
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 40%

حرمان سجين من ذوي الإعاقة من الترويض الطبي.. سجن عين السبع يوضح

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-18 15:15:26
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 40%

عمران خان يدعو إلى انتخابات مبكرة بعد فوز كاسح في البنجاب

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-18 15:16:20
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 96%

موظفو مجلس النواب ينفون “إشاعة” عرقلة صرف منح عيد الأضحى

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-18 15:15:28
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 47%

تحميل تطبيق المنصة العربية