المفتي يوضح المقصود بـ«أمرت أن أقاتل الناس حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»


ما المقصود بقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ..» الحديث؟
يوضح المقصود بهذا الحديث د. شوقى علام مفتى الجمهورية بقوله: الأمرَ الواردَ فى هذا الحديث مخصوص بحضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم دون غيره من أمته، حيث جاء بصيغة: «أُمِرْتُ»، وموجه إليه صلى الله عليه وآله وسلم من حيث كونه إمامًا، لا من حيث كونه نبيًّا ولا رسولًا. كما أن التعبير بكلمة: «أُقَاتِل» تشير إلى الدفاع والمقاومة ردًّا للعدوان.

وكذلك كلمة: «النَّاس»، إنما هى من قبيل العامّ الذى أُريد به الخاص، حيث بينت السنة ذاتها المقصود بالناس فى هذا الحديث، وأنهم المشركون المحاربون المعتدون دون غيرهم، ففى رواية النسائى: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الْمُشْرِكِينَ..» الحديث.


وبنظرةٍ فَاحصةٍ على دلالة التعبير بكلمة «أقاتل» الواردة فى البيان النبوى الشريف والتى تعنى رد ومقاومة العدوان، يتبين أنها وردت على وزن «أفاعل» من المفاعلة، التى تدل على مشاركة فى الفعل بين طرفين: أحدهما، المبدوء بالقتال ويُسمى (مُقَاتِلًا) لدى نهوضه للمقاومة والدفاع، والآخر البادئ بالعدوان، وفى هذه الحالة يُسمَّى (قاتلًا).

وعلى هذا، فهناك فرق كبير فى المعنى بين التعبير بكلمة «أقاتل» التى تشير إلى الدفاع والمقاومة ردًّا للعدوان، وبين لفظة «أقتل» التى تعنى البدء بالعدوان والمبادرة بالهجوم بقصد القتل، لذلك عَدَلَ البيان النبوى الشريف عن التعبير بها، وهذا الفرق الشاسع بين المعنيين لا يخفى على إدراك العربى الفصيح. وبناء على هذا: يصحّ على أصل ومعهود كلام العرب للقائل أن يقول: (لأُقاتِلن من اعتدى على مالى)، حيث إن مقاتلته لهم إنما تأتى بعد توجههم إليه بالعدوان.


فإذا ما انتقلنا إلى معنى كلمة «النَّاسَ» التى وردت فى الحديث النبوى الشريف، والتى استُشْكِل معناها على فهوم الكثير، ممن لا دراية له بلغة العرب، ولا أدوات فهم أساليبها، نجد أن لغة القرآن الكريم التى جاءت على أصلِ وَمعهودِ كلام العرب وأساليبهم البيانيَّة والبلاغيَّة، تطلق كلمة «الناس»، وتُعبِّر بها عن بعض الناس قَلَّ عددهم أو كثُر، وقد تُعَبِّر بها عن واحد منهم فقط، من ذلك قول الله عز وجل: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ قال الإمام البيضاوى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ﴾، يعنى: الرَّكب الذين استقبلوهم من عبد قيس، أو نعيم بن مسعود الأشجعى، وأطلق عليه الناس لأنه من جنسهم، كما يقال: فلان يركب الخيل.

وما لَه إلا فرس واحد. و﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ﴾ يعنى أبا سفيان وأصحابه اهـ. ومن ثمَّ فإن إطلاق لفظ الناس هنا يُعدُّ من الخطاب العام الذى يراد به الخصوص.


وهذا الأسلوب يندرج فى علوم القرآن تحت ما يُعرف بالعام الذى أُريد به الخاص، وعلى هذا الأساس، وعلى أصل لسان العرب ومعهود خطابهم، تأتى كلمة «النَّاس» الواردة فى الحديث النبوى الشريف من قبيل العام الذى أُريد به الخاص.

اقرأ ايضا | متى يكون الصوم فرضًا على الفتى؟ «الافتاء» تُجيب

تاريخ الخبر: 2022-04-02 18:17:09
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:10
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:06
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:25:56
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:04
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية