دعت الدول الغربية الاثنين إلى فتح تحقيق في ارتكاب قوات روسية "جرائم حرب" في منطقة كييف، في تهم نفت موسكو صحّتها فيما وصفتها أوكرانيا بأنها "إبادة جماعية".

وأعربت دول غربية عدّة والأمم المتحدة عن إدانتها للمشاهد الواردة من بوتشا التي زارها الرئيس الأوكراني الاثنين والواقعة في ضواحي كييف بعد انسحاب القوات الروسية منها والتي أظهرت جثثاً عدة لمدنيين في الطرق أو في مقابر جماعية.

ونددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه بالمشاهد "المروعة" واعتبرت أن المعلومات الواردة "تثير تساؤلات خطرة ومقلقة حول احتمال وقوع جرائم حرب وانتهاكات خطرة للقانون الإنساني الدولي" داعية إلى "الحفاظ على كل الأدلة".

"الطبيعة الحقيقية للأحداث"

ورداً على ذلك، قالت روسيا إنها ستُقدّم "وثائق" تُظهر، حسب قولها، "الطبيعة الحقيقية" للأحداث التي وقعت في مدينة بوتشا الأوكرانية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "اليوم، من خلال ممثلنا الدائم (لدى الأمم المتحدة)، سننظم مؤتمراً صحفياً ستُقدّم خلاله وثائق حول الطبيعة الحقيقية للأحداث".

ولفت إلى أن المؤتمر الصحفي سيُعقد عند الساعة 19,30 بتوقيت غرينتش في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

واعتبر لافروف أن الصور "مزيفة"، مستنكراً حملة "دعاية" و"تضليل إعلامي".

والاثنين، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى "محاكمة بوتين بتهم ارتكاب جرائم حرب" بعد اكتشاف الكثير من الجثث بملابس مدنية في بوتشا قرب كييف، وقال للصحفيين إنه يريد فرض "عقوبات إضافية" على روسيا.

وجدد الرئيس الأمريكي التأكيد أنه يعتبر نظيره الروسي فلاديمير بوتين "مجرم حرب"، مشدداً على ضرورة "محاسبته".

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، الاثنين، إن من "الواضح جداً" أن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب بحق المدنيين في أوكرانيا.

وقالت تراس في مؤتمر صحفي في بولندا: "نشعر جميعاً بالفزع من المشاهد في بوتشا، المجزرة والأدلة الواضحة على الجرائم الجنسية واستهداف المدنيين الأبرياء ومن الواضح جداً أن جرائم حرب ارتُكبت".

وأضافت: "أما فيما يتعلق بمسألة الإبادة الجماعية، فإنها مسألة تبت فيها المحاكم".

زيلينسكي في بوتشا

والاثنين زار زيلينسكي بوتشا حيث ندّد بـ"جرائم حرب" وقعت "وسيُعترف بها إبادة جماعية"، وهو ما كان قد أشار إليه في وقت سابق رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ونظيره البولندي ماتيوش مورافيتسكي.

وقال زيلينسكي إن "آلاف الأشخاص تعرضوا للتعذيب والقتل على أيدي الروس" مشيراً إلى "تقطيع الأطراف واغتصاب النساء وقتل الأطفال".

وكانت القوات الروسية سيطرت على بوتشا وإيربين المجاورة والمحاذية لكييف من جهة الشمال الغربي بُعيد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير. وفي الأسابيع التي تلته شهدت المدينتان معارك عنيفة تسببت في دمار كبير وبتهجير غالبية السكان.

وأعلنت القوات الأوكرانية أنها استعادت المدينتين في الأيام الأخيرة بعدما أعلن الروس تخفيف الخناق عن كييف وشمال أوكرانيا لتركيز الجهود العسكرية في شرق البلاد.

TRT عربي - وكالات