عبارة باطلة لمثل عربى قديم لأكثم الصيفى حتى ولو نقل بعضهم عن ابن المبارك أنه قال: (إن الأقارب عقارب خيرها أبعدها وشرها أقربها) لعله يريد به حكم حالة بعينها، وهذا المثل به نظر فوصف الأقارب بالعقارب إساءة للأقارب.
الإنسان يقتل العقرب عندما يعترضه تجنبا لإيذائه، وأيضا قول به كذب لوصف الإنسان بما يخالف وصف الشرع له من التكريم، كما أنه يحض على قطيعة الرحم التى أمر الله تعالى أن توصل قال عز وجل: «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى» وإن أساءوا لقول الرسول : (أفضل الصدقة الصدقة على ذى الرحم الكاشح) أي المبغض، ومن الإفساد فى الأرض قطع الأرحام ورتب الله سبحانه الوعيد الشديد على هذا الفعل بقوله: «فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم»، ويقول الرسول: (الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلنى وصله الله ومن قطعنى قطعه الله) وهذه عقوبة ثانية، وقال الرسول: (من سره أن يبسط له فى رزقه وأن ينسأ له فى أثره فليصل رحمه) ومن يجد فى حياته عكس ذلك فهذه عقوبة ثالثة لقاطع الرحم.
ومع شيوع الشر ينال بعض الناس من الأقارب ألوانا من الإيذاء وعلى المتضرر أن يتعامل معهم بذكاء فى حدود الشرع بعدم الاحتكاك بهم فيما يسبب المشاكل وإن لم يستطع تحمل الأذى فلا مانع شرعا أن يتجنبهم ويقتصر على التواصل معهم كل حين وفى المناسبات هاتفيا بنية تجنب الأذى وليس بنية القطيعة ، وعن تحذير الرسول صل الله عليه وسلم من دخول الحمو لزيارة زوجة الإبن وهى بمفردها فذلك لأنها امرأة أجنبية عنه ولا يحق للقريب ولا الغريب زيارتها وهى بمفردها لقطع السبل أمام إغواء الشيطان.
سنية عباس
