هواية اقتناء وتربية الحيوانات الأليفة تزداد يوما بعد يوم لدى الكثير من الأسر السعودية. وفي الآونة الأخيرة، دخلت سلالات الماعز «القزم» اهتمام الفتيات السعوديات باقتنائها وتربيتها والتباهي فيها كبديل للكلاب والقطط، إذ يدفعن مبالغ مالية طائلة لاقتنائها، وابتكار طرق جديدة للعناية بها، وتوفير الغذاء المناسب لها، وتهيئة الموقع الملائم لمعيشتها داخل المنازل أو المزارع.

100 رأس شهريا

أكد رئيس رابطة ملاك الماعز القزم في السعودية، سلمان الحفيتي، تحول اهتمام الفتيات السعوديات أخيرا من اقتناء وتربية الكلاب والقطط إلى الماعز «القزم»، حتى باتت تجارته رائجة في الأسواق المحلية، وتحقق أرباحا كبيرة للمربين، إذ تسجل مبيعاته الشهرية لمختلف فصائله وسلالاته أكثر من 100 رأس بأسعار تبدأ من 1500 ريال لفئة «ستاندر» حتى 75 ألف ريال للفصائل والسلالات النادرة، موضحا أن هواية تربية الحيوانات بشكل عام تسهم في بعث الطمأنينة والسعادة في نفوس المربين، وأن الكثير من كبار السن يرفضون اقتناء الكلاب والقطط، ويفضلون اقتناء الماعز «القزم» كبديل جميل، وبالتالي يوافقون على اقتناء أبنائهم وبناتهم الماعز «القزم»، وذلك تمسكا بعاداتنا وتقاليدنا في «رعي الأغنام»، علاوة على أنها ثروة وطنية، وفيها قبول وأنس وراحة ومرح للمربين، ونسبة التكاثر فيها عالية جدا، حيث إن جميع ولاداتها توائم (أكثر من 3 رؤوس في الولادة الواحدة).

فصائل الماعز

أفاد «الحفيتي» بأن هناك 3 فصائل رئيسية للماعز «القزم»: أمريكي وألماني وتشيكي، والنوع الرابع هو عبارة عن خليط (ميكس) بين هذه الفصائل الثلاث، وهو النوع المتداول في الخليج العربي، ويعد سلالة «فاخرة»، حيث تمتاز بقصر القامة (لا يتجاوز 60 سنتيمترا)، واتساع في الرأس والأيدي والأقدام والمناكب، وألوانها «الأبيض والكريمي»، وتعد الأكثر طلبا وقبولا عند المربين، مشيرا إلى أن سلالة «بيور الأمريكي» يتجاوز سعرها 60 ألف ريال.

سلالة مرحة

أوضح «الحفيتي» أن الماعز «القزم» سهلة التربية، وتربى في الأرياف وحدائق المنازل، ولا تتطلب مكانا كبيرا، إذ إن 4 رؤوس منها تحتاج إلى حظيرة مساحتها 2×2 متر مربع، ولا تستهلك أعلافا كثيرة، حيث إنها تتناول ربع الكمية التي تتناولها سلالات الأغنام الأخرى، وبعض سلالتها تستخدم في أوروبا للحليب، وتعتمد لها شهادات المنشأ على هذا الأساس، وحليبها دسم جدا، ويتناسب مع حجمها ويلبي حاجة الأسرة، وهي سلالة مرحة بشكلها وسلوكها، لذا تقبل عليها جميع شرائح وفئات المجتمع، وتأنس بها، وتحقق جذب الزوار ورضاهم في المهرجانات والملتقيات والفعاليات العامة، إذ لا تحتاج إلى أماكن كبيرة في أثناء إقامة المعارض، وتبقي المكان نظيفا، ولا تتطلب الترويض مثل الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة.

جدوى اقتصادية

أضاف «الحفيتي» أن لهذه السلالة جاذبية في التربية، لذا تقبل على تربيتها الأسر والنساء والأطفال في الأرياف والبيوت، وتملأ عواطفهم وأوقات فراغهم بالأنس والسعادة، ولها مردود مالي على المربي الصغير على مستوى الأسرة والأفراد، فهي قليلة الأعلاف، وكثيرة التوائم، وغالية الثمن، وتوفر دخلا لمن يمتهن تربيتها واقتناءها، لأنها أصبحت ذات جدوى اقتصادية، مشيرا إلى أن ملاك الماعز «القزم» قلة، ومنتشرون في جميع مناطق السعودية، ولديهم تنظيم مدني (رابطة ملاك الماعز القزم)، ويسعون دوما إلى أن يكّونوا نموذجا تنظيميا لجميع السلالات في الإدارة والرعاية والإنتاج والترقيم، وشاركت هذه السلالة داخليا في عدة مهرجانات وملتقيات ومحافل بجميع مناطق المملكة، ومن أبرزها «مهرجان أصول الأغنام»، وشاركت خارجيا في الإمارات والكويت، وحققت مراكز أولى في المسابقات.