نشرت وزارة الأوقاف الحلقة الخامسة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجاءت تحت عنوان «أسباب استجابة الدعاء»، حاضر فيها كل من: الشيخ سيد عبدالمجيد وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد والقرآن الكريم، والدكتور عمر الكمار مدير عام البحوث والفتاوى، وقدم للملتقى الإعلامي عمر حرب المذيع بقناة النيل الثقافية.

التنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام

ويأتي الملتقى في في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام لنشر الفكر الإسلامي الصحيح، ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

وفي كلمته أكد الشيخ سيد عبدالمجيد على أن الدعاء هو سلاح المؤمن، وهو أمر من الله، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أمرنا به ووعدنا بالإجابة فقال سبحانه: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، والدعاء له مكانة كما قال النبي: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»، وواجبنا أن نتوجه إلى الله، باليقين والثقة، مبينًا أسباب استجابة الدعاء ومنها: تحري الأوقات كشهر رمضان، و تحري الحلال جاء سيدنا سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ، ادعُ اللهَ أنْ يجعَلَني مُستَجابَ الدَّعوةِ، فقال النبيُّ: «يا سعدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستَجابَ الدَّعوةِ» ، ومن أسباب استجابة الدعاء: بر الوالدين ، وقد كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم قال: لك والدة؟ قال: نعم قال: سمعت رسول الله يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره» ، ومنها:عدم الاستعجال قال: «لا يزال يُستجاب للعبد، ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ، ما لم يستعجل»، ومنها: حضور القلب حالَ الدعاء، قال: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافلٍ لاهٍ» أي: يكون قلبك حاضراً وأنت تدعو، متفهماً لما تقول، وتذكر من تخاطب، فإنك تخاطب رب العزَّة فلا يليق بك وأنت العبد الذليل أن تخاطب مولاك بكلامٍ لا تعيه.

الدعاء من أجل العبادات

ومن جانبه أكد الدكتور عمرو الكمار أن الدعاء من أجل العبادات وأحبها إلى رب البريات، وهو سمة العبودية قال: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ، مشيرًا إلى أهميته من خلال قوله تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ» وتوسطها لآيات الصيام إنما جاء لحكم جليلة منها: أن الصيام سب من أسباب استجابة الدعاء قال: «إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد»َ.

وأوضح أن النبي كان يختار في دعائه جوامع الدعاء وهو الذي يحوي الكلمات القليلة مع سعة المعنى وشموله، واحتوائه على أجلّ المقاصد، وأعلى المطالب، فقد قالت السيدة عائشة: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَحِبُّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ» وعلى المسلم أن يوقن باستجابة الدعاء ، مبينًا أن من موانع استجابة الدعاء عدم تحري الحلال قال: «أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ » و قال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ» ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعثَ أغبرَ، يمدُّ يديه إلى السماء: يا ربِّ، يا ربِّ، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِي بالحرام؛ فأنَّى يُستجاب لذلك؟ ، مختتمًا حديثه عن عقوق الوالدين وانه سبب من أسباب عدم قبول الدعاء.