أرسلت الدكتور كوثر محمود نقيب التمريض، خطابًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بشأن المسلك الإعلامي المنافي لدور هيئة التمريض والذي وصل للإساءة إلى مهنتهم وأعضائها كهيئة تمريض.

وطالبت نقيب التمريض، الرئيس السيسي خلال خطابها، بتبني حملة إعلامية تتضمن إبراز الصورة المشرفة لمهنة التمريض وأعضائها وإظهار إيجابيات مهنة التمريض وطبيعة العمل والجهد المبذول، وجاء نص الخطاب كالتالي:

“يطيب لي أن أتوجه لسيادتكم بإسم نقابة تمريض مصر، بأسمى آيات التهنئة بمناسبة شهر رمضان الكريم داعين الله أن يعيده على سيادتكم وعلى مصرنا الحبيبة بالخير واليمن والبركات”.

ونظرًا لما عهدناه من سيادتكم على حرصكم وتقديركم لمهنة التمريض وأعضائها، وثنائكم الكريم على الدور الكبير لهيئة التمريض فى المنظومة الصحية لتقديم الرعاية الكاملة للمرضى، وهو الواجب الرئيسي لهيئة التمريض.

السيد الرئيس؛ التمريض هم بمثابة العمود الفقري لإنجاح المنظومة الصحية وهم من شاركوا في مواجهة أزمة كورونا، ومازالو هم من ساهموا في إنجاح منظومة التأمين الصحي الشامل بمحافظات المرحلة الأولى، بالإضافة إلى مشاركتهم الفعالة في إنجاح المبادرات الرئاسية، ومنهم من تعاون في حملات التطعيمات المختلفة لمساعدة مجتمعنا في القضاء علي الأمراض المختلفة.

فالتمريض يهتم بالفرد ككل؛ جسمًا وعقلًا وروحًا ويعمل على تقدم وحفظ الفرد روحيًا وعقليًا وجسمانيًا ومساعدته على الشفاء عندما يكون مريضًا، ويمتد الاهتمام بالمريض إلى أسرته ومجتمعه، ويشتمل على العناية بالبيئة التي يعيش بها وتقديم التثقيف الصحي عن طريق الإرشاد والقدوة الحسنة.

هذا بالاضافة الى دور الممرضة كأم وربة منزل فالغالبية من أعضاء التمريض أمهات، وهو ما يجعلهن ربات بيوت عظيمات، نظرًا لطبيعتهن الحنونة والمجتهدة، ويصدرون للمجتمع المصري شباباً يعرف قيمة التضحية والاهتمام والفناء في تأدية الواجب والتي رآها في أمه كقدوة له.

وهذا كله يتطلب تضافر الجهود من أجل مساعدتهم على أداء واجبهم الوطني والمجتمعي والأسري، إلا أنه ظهر في الآونة الأخيرة مسلكاً اعلامياً يتنافى مع الدور العظيم لأعضاء هيئة التمريض بل وصل للإساءة إلى مهنتهم وأعضائها كهيئة تمريض بشكل يظهر الممرضة الأم بمظهر غير لائق، مما يمثل خطورة مجتمعية وصحية في تأثير تلك المشاهد أو المسالك الإعلامية على نفسية التمريض، والذي هو أمر غير مطلوب ويؤثر سلبًا على أدائها المهني والأسري، حيث تعمدت الدراما المصرية إظهار مهنة التمريض بشكل يضعف من قوة وانسانية المهنة وعدم إبراز الدور الإيجابي لهم عكس جميع الدول التي تعتبر أن هيئة التمريض تقوم بعمل جليل، وواجب علي صانعي الدراما المساعدة في بناء جسور الثقة بين المواطنين وأصحاب المهن السامية وليس الاستهانة والتقليل من الأدوار الحيوية التي يقومون بها.

لذلك كان لزاماً علينا من واقع مسؤوليتنا المهنية والنقابية أن نضع بين أيديكم مستقبل مهنة من أهم المهن في المنظومة الصحية بل وأخطرها على الإطلاق وذلك ثقة منا في أنكم ستتخذون ما ترونه مناسباَ في سبيل تغيير المفهوم الخاطئ المأخوذ عن المهنة لدى المجتمع وإعطاء التقدير المعنوي والأدبي المستحق لأفراد هذه المهنة بهدف تحسين صورة التمريض في المجتمع المصري، وإصدار توجيهكم الكريم بتبني حملة إعلامية تتضمن عرض الصورة المشرفة لمهنة التمريض وأعضائها وإظهار إيجابيات مهنة التمريض وطبيعة العمل والجهد المبذول من خلالهم، وإدراج أهمية دور التمريض فى المناهج الأساسية لطلبة المدارس.

ختامًا، تسعى النقابة العامة وفروعها جاهدة للارتقاء بمستوى مهنة التمريض والحفاظ على هويتها، والإصرار على تحسين الصورة الذهنية للمهنة لدى المجتمع المصري".