قالت «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» إن نتائج الانتخابات الأخيرة في صربيا والمجر بمثابة انتصارات للكرملين.
وبحسب مقال لـ «إيفانا ستراندر» و«داليور روهاك»، مما لا يثير الدهشة، أن بوتين كان من بين أول مَن هنَّأ ألكسندر فوتشيتش وفيكتور أوربان على إعادة انتخابهما، فكلاهما كان يفعل ما يطلبه منذ سنوات.
وأضاف الكاتبان: مارست كل من واشنطن وبروكسل «الصبر الإستراتيجي» في التعامل مع المجر وصربيا، على أمل حدوث تغيير.
وأردفا: مع ذلك، عندما تقف كل من بودابست وبلغراد علنًا إلى جانب روسيا ضد المجتمع الأطلسي الأوسع في وقت الحرب، فإن نهج كل الجزرات لم يعد ممكنًا. وتابعا: خشية أن يتحول الناتو والاتحاد الأوروبي إلى نمور من ورق بسبب أقرب حلفاء بوتين الأوروبيين، يجب على المنظمتين إبراز أسنانهما.
وأضافا: يستغل كلا الزعيمين المظالم بشأن الأراضي المفقودة والهيبة لبلديهما. في الذكرى المئوية لمعاهدة تريانون 1920، دعا أوربان الجيل الحالي إلى التغيير في تسوية ما بعد الحرب العالمية الأولى، واستعادة «المجر الكبرى». وبالمثل، لم يقبل القوميون الصرب مطلقًا زوال يوغوسلافيا وظهور دول مستقلة مثل الجبل الأسود والبوسنة والهرسك مع سكانها من العرق الصربي.
وأردفا: إن التوق إلى المجد الإمبراطوري السابق الذي روّج له فوتشيتش وأوربان يحمل نفس احتمالات العنف والدمار مثل التي يقوم بها بوتين في أوكرانيا.
وأضافا: منذ أن أصبح رئيسا في عام 2017، خفف فوشيتش من حدة لهجته وتعهّد بتقريب صربيا نحو الاتحاد الأوروبي رغم أنه بشكل أساسي، اتبع نفس جدول الأعمال الذي اتبعه أسلافه.
وتابعا: دعت الحكومة الصربية إلى إنشاء «العالم الصربي»، وهو منطقة بلقان موازية لـ «العالم الروسي» في عهد بوتين، حيث يعيش جميع الصرب ويتحدون في إطار ثقافي مشترك.
وأردفا: في الجبل الأسود، تسعى صربيا لممارسة نفوذها من خلال الكنيسة الأرثوذكسية. وفي البوسنة، تهدد جمهورية صربسكا التي يسيطر عليها ميلوراد دوديك، بانتظام بالانفصال.
واستطردا: في كل هذا، تتصرف صربيا إلى حد كبير وفقًا لرغبات موسكو. وتعتمد اعتمادًا تامًا على الطاقة الروسية، التي تستخدمها روسيا بنجاح كأداة تفاوضية. على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات صارمة على روسيا، ناقش بوتين وفوشيتش هذا الأسبوع المزيد من التعاون في مجال الطاقة. كما زوَّدت موسكو بلغراد بالأسلحة، مؤمنة دور صربيا كقوة إقليمية؛ الأمر الذي يهدد دول الناتو المجاورة.
ولفتا إلى أن زعزعة استقرار صربيا في غرب البلقان يلبي أهداف بوتين من خلال تشتيت انتباه قادة الناتو وإرهاق تماسكهم.
