أبرزت صحيفة «ذي غارديان» النيجيرية الأسباب التي تحول دون انتصار الأجهزة الأمنية على الإرهاب الذي يضرب البلاد.
وبحسب مقال لـ «أولانومي أوجو»، مع استمرار نيجيريا في إحصاء خسائرها من الموجة الأخيرة من الهجمات التي شنتها عصابات قطاع الطرق على المرافق العامة والتشكيلات العسكرية والأبرياء في ولاية كادونا، حدد بعض كبار أعضاء مجتمع الاستخبارات الأسباب التي قد تجعل من الصعب على البلاد أن تكسب الحرب ضدها.
وأضاف: بينما تم إدراج تحدي القوى العاملة ونقص التعاون بين الأجهزة الأمنية كجزء من المشاكل من ناحية، فإن إخفاء فشل الاستخبارات داخل قطاع الأمن وغياب الإرادة لدى القيادة السياسية لإنهاء الحرب كعقبات رئيسية.
وأردف الكاتب: لم تكن هجمات كادونا الأخيرة سوى تكرار للعديد من هذه الحوادث في جميع أنحاء البلاد، والتي يبدو أن الأجهزة الأمنية ليس لديها الآن إجابات أو ما يكفي لإحباطها أو صدها.
ومضى يقول: في دولة لديها سلسلة كاملة من وكالات الاستخبارات والأمن، والمجهزة لاعتراض المعلومات أو جمع المعلومات بهدف استخدامها لإحباط هجمات قطاع الطرق أو الإرهابيين، من المربك أن يطلق «مسلحون مجهولون» أو «قطاع طرق» بشكل متكرر الهجمات على المرافق العامة والأرواح الأبرياء، مخلفة وراءها الموتى والدمار.
وتابع: ردًا على الهجمات الأخيرة، قال ضابط مخابرات الجيش المتقاعد، الكولونيل حسن ستان لابو: إن فشل الاستخبارات يمكن أن يكون التفسير للهجمات التي جاءت متقطعة الواحدة تلو الأخرى.
وأشار الضابط المتقاعد إلى أن قضايا القوى البشرية العاملة، التي تم تحديدها دائما، لا تزال تُربك قطاع الأمن بأكمله، وتظل السبب الرئيسي وراء عدم الانتصار في حرب الإرهاب بعد.
وأردف لابو: إن بلدا يزيد عدد سكانه على 250 مليون نيجيري يخوض معركة إرهابية طويلة الأمد، لا يزال يعاني مشاكل القوى البشرية، هل يمكن القول إن هذا البلد جاد؟ أتوقع أن كامل امتداد طريق «كادونا- زاريا» البالغ طوله 30 كيلو مترا، كان من الممكن أن يتم ضمه الآن إلى أفراد أمن يرتدون ملابس مدنية، عن طريقهم كان من الممكن أن تكون هناك معلومات حيوية مطلوبة لإحباط الهجمات.
وأوضح الضابط المتقاعد أنه في حيرة من سبب عدم وجود أفراد في تلك المجتمعات بالفعل لدى الوكالات الأمنية، مشددا على جدية التحدي، وطلب بأمر تنفيذي من القيادة السياسية للتغلب على معضلة القوى البشرية.
ومع ذلك، قالت تانوا أشيرو، محلل المخابرات السابق في سلاح الجو الأمريكي: من المعلومات المتاحة، كانت هناك معلومات استخباراتية كافية حول هجمات كادونا، لكن المخابرات فشلت بسبب سوء التعامل مع المعلومات.
وأكدت أشيرو أنه يجب على وكالات الاستخبارات تقديم خطة عمل مدروسة جيدا يمكن اتخاذها للتخفيف من المخاطر الفورية وطويلة الأجل.
وتابعت بقولها: على الشرطة تكثيف دورها في الأمن الداخلي، من المفترض أن تكون لديهم علاقات جيدة مع المجتمعات المحلية وكسب ثقتها، والعمل معها لاجتثاث المجرمين، لكن هذا أيضا غير موجود، يلعب أمن الحدود دورا كبيرا أيضا في منع التدفق العابر للحدود للمقاتلين والأسلحة.
ونقل التقرير عن ضابط الاستخبارات المتقاعد عمر بابنغيدة عليو، قوله: في الهجمات الأخيرة، رأينا القوات المسلحة منتشرة على نحو ضعيف، جنودنا يموتون كل يوم لأن الشرطة والدفاع المدني والعديد من وكالات الأمن وإنفاذ القانون الأخرى لا تقاوم.
