يبلغ تعداد المهاجرين المغاربة في أوروبا أزيد من 4.5 مليون نسمة، أغلبهم يعيشون في دول أوروبا الغربية، خصوصاً فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا. ودأب هؤلاء المهاجرون على العودة كل صيف من أجل قضاء العطلة في بلدهم الأم، في أضخم عملية عبور في العالم.

وتنظم السلطات المغربية استقبال المهاجرين تحت اسم عملية "مرحبا"، حيث يُسهَر على توفير الرعاية الضرورية للوافدين بحراً وجوّاً من المملكة على أبنائها المغتربين، وتُسهَّل إجراءات عبورهم وعودتهم.

أضخم عملية عبور في العالم

حسب الإحصائيات، يُعَدّ المهاجرون المغاربة ثاني أكبر جالية مهاجرة في أوروبا بعد الأتراك، ويتوزع معظمهم على الدول الغربية للقارة، حيث يبلغ تعدادهم في فرنسا 1.35 مليون نسمة، وفي إسبانيا 890 ألف نسمة، و360 ألفاً في بلجيكا، وفي هولندا 295 ألفاً وفي ألمانيا 147 ألف مغربي.

ودأب هؤلاء المهاجرون على العودة كل صيف من أجل قضاء العطلة في بلدهم الأم، في أضخم عملية عبور عالمياً. وحسب أرقام وزارة التجهيز المغربية، سجلت عملية "مرحبا 2019" عبور ما يزيد على 968 ألف مهاجر مغربي نحو أراضي المملكة، فقط في الفترة من 5 يونيو/حزيران إلى 15 يوليو/تموز 2019.

واختار أكثر من نصف أولئك المهجارين السفر بحراً، حيث عبروا من ثلاثة محاور: ميناء طنجة المتوسط، وميناء باب سبتة، وميناء الناضور. ويفضل المهاجرون المغاربة العبور بحراً لإمكانية القدوم بسياراتهم، بما يغنيهم عن البحث عن وسائل نقل خلال فترة اصطيافهم في المملكة. هذا ما يبرزه أيضاً تسجيل عبور أكثر من 108 آلاف عربة وسيارة خلال تلك الفترة من سنة 2019.

وتُنظَّم عملية الاستقبال "مرحبا" على مستوى 20 مطاراً مغربياً، إضافة إلى أربعة موانٍ شماليَّ البلاد. وتُقام كذلك مراكز استقبال وتوجيه تابعة للعملية في المواني الأوروبية المعتمدة لعبور المهاجرين، وهي ميناء ألميريا والجزيرة الخضراء ومورتيل في إسبانيا، وميناءا سيت الفرنسي وجنوة الإيطالي.

عودة بعد انقطاع

وشهدت العودة الموسمية للمهاجرين المغاربة َضعفاً كبيراً في نسختها الماضية، جراء الإغلاق التامّ للحدود خلال الجائحة الصحية، والأزمة التي عصفت بالعلاقات المغربية-الإسبانية خلال ذات السنة، إذ استُثنيَت المواني الإسبانية من عملية العبور خلال نسختها السابقة. في المقابل يفضل المهاجرون العبور من إسبانيا لقصر مدة الرحلة البحرية وانخفاض تكلفتها.

وجاءت زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للمغرب في 7 أبريل/نيسان الجاري لإعلان نهاية القطيعة بين البلدين وإرساء الثقة بينهما. وخلالها أعلن المسؤول الإسباني عودة عملية "مرحبا" إلى مواني بلاده، بعد أن أدّى غيابها إلى خسائر كبيرة لقطاع النقل والقطاعات الموازية له، إذ تدرّ تلك العملية الموسمية على المواني الإسبانية أكثر من مليار و150 مليون يورو سنوياً.

واستؤنفت الرحلات البحرية بين المغرب وإسبانيا عقب زيارة سانشيز للمملكة، وشرعت مدريد في التحضير لعملية العبور "مرحبا 2022"، فترأست إيزابيل غويكوتشيا نائبة وزير الداخلية الإسباني يوم الاثنين اجتماعاً لدراسة خطة الأسطول وخطط التنسيق الإقليمية وخطط كل من المواني المشاركة وخطط الأمن والمرور، إضافةً إلى تدابير المساعدة الصحية والاجتماعية.

TRT عربي