تساءلت صحيفة "الاقتصادية" السعودية، عن كيفية نجاة الثروات من الحرب خاصة في ظل الأزمة الروسية- الأوكرانية ؟ وما نتج عن ذلك من تدهور في عملات الدول المتحاربة.

وأشارت الصحيفة - في افتتاحيتها بعنوان (الثروات.. معادلات القيمة والندرة)، اليوم الخميس - إلى أن الإجابة عن هذا السؤال متركزة في الذهب، لأنه قابل للتحويل إلى أي عملة واستبداله بأي سلعة، لكنه صعب التخزين وشديد الخطورة عند الانتقال بين الحدود، موضحة أنه خلال الحرب الأخيرة ظهرت بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة كطوق نجاة للأوكرانيين.

ولفتت إلى أن تلك العملات المشفرة حققت الشرطين، كونها قابلة للتبادل مع أي عملة وأي سلعة، ويمكن فوق ذلك نقلها وتبادلها من خلال جهاز محمول والوصول إلى شبكة الإنترنت من أي مكان في العالم، موضحة أن العملات المشفرة قامت بدور في حفظ الثروات، وكأصل يختاره المستثمرون لمعالجة المخاطر الشديدة وعدم استقرار الأسعار والاضطرابات الجيوسياسية من النوع الذي تجسده الأزمة الروسية - الأوكرانية.

وأوضحت أن الواقع المستجد جعل الأصول المشفرة - كما يسميها صندوق النقد الدولي - جزءً لا يتجزأ من ثورة الأصول الرقمية على الرغم من أن صندوق النقد الدولي في 2018 أعرب - على موقعه الإلكتروني - عن قلقه من هذه العملات عندما كانت وجهة النظر السائدة حينها أنها لا تفي بالوظائف الأساسية للنقود كمخزن للقيمة، ووسيلة للتبادل، ووحدة حساب، نظرًا إلى أن قيمتها شديدة التقلب، فليست لها فائدة تذكر كوحدة حساب أو مخزن للقيمة.

وأكدت الصحيفة أن تكلفة إنتاج عديد من العملات المشفرة مرتفعة، ما يعكس الكمية الكبيرة من الطاقة اللازمة لتشغيل أجهزة الكمبيوتر التي تحل ألغاز التشفير، موضحًا أن لا أحد ينكر أن الأوضاع الاقتصادية العالمية قد تغيرت بعد الجائحة والحرب التي تلتها مباشرة، فكما تشير التقارير إلى أن الحماس تجاه العملات المشفرة قد اجتاح ملايين المستثمرين اليوم، ما جعل البعض يدعي أنه في عالم ما بعد الجائحة، يمكن أن تحل عملة بيتكوين محل الذهب.

واختتمت الصحيفة بسؤال أهم وهو: هل فعلا تغير الاقتصاد العالمي حتى هذه الدرجة؟ المسألة ليست ببساطة مقارنة بين الذهب والعملات المشفرة، لكن تجربة الروس والأوكرانيين مع بيتكوين كانت مثيرة للحماس وسمحت لهم بتجاوز أنظمتهم المالية التقليدية الهشة، كما أن حكومة أوكرانيا جمعت أكثر من مائة مليون دولار من التبرعات بالعملات المشفرة من جميع أنحاء العالم لتمويل دفاعاتها، واكتشف اللاجئون الأوكرانيون أن تحويل أموالهم إلى عملة مشفرة على الهاتف يوفر عملة محمولة أكثر سهولة من الذهب.