في الوقت الذي يستعدّ فيه الجيش الروسي للسيطرة على ميناء ماريوبول الاستراتيجي المطلّ على بحر آزوف، وتوسيع هجومه في جنوب وشرق أوكرانيا، تَعرَّض الطراد الحربي الروسي "موسكفا" لأضرار بالغة جرَّاء انفجار كبير على متنه.

وبينما تُعَدّ "موسكفا" السفينة الرئيسية للقوات الروسية في البحر الأسود، فإن الضرر الذي لحق بها كان ضربة موجعة لموسكو، وانتكاسة عسكرية شديدة لها، في وقت دقيق.

ومع تناقل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية صور حريق السفينة ومشاهد الانفجار، تباينت الروايات بين السلطات الروسية والأوكرانية حول الأسباب الحقيقية لهذه الحادثة.

ويلفت مراقبون ومحللون إلى أنه لا أحد في كلا الطرفين يملك إلى الآن أدلّة واقعية حول المزاعم التي يصرّ عليها، في التعليق على الانفجار.

قد يبدو ذلك عادياً، بخاصة أمام حجم الدعايات الإعلامية للطرفين التي لم تتمكن في كثير من الأحيان أي جهة من إثبات مصداقيتها، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.

موسكفا.. أخطر سفينة في البحر الأسود

يُعَدّ الطراد الحربي "موسكفا" من أهمّ السفن العسكرية الروسية في البحر الأسود، التي تعود فترة انطلاقها إلى عام 1983، أي فترة الحقبة السوفييتية. وكانت السفينة تحمل في البداية اسم "سلافا"، وغُيّر لاحقاً إلى "موسكفا".

وفي حديثه عن هذه السفينة قال أدميرال روسي متقاعد في أبريل/نيسان 2021، إن "هذه أخطر سفينة في البحر الأسود".

وحسب ما أفادت به السلطات الروسية فإن "موسكفا" البالغ وزنها 12500 طن، كانت مجهزة بـ16 قاذفة صواريخ كروز من طراز فولكان P-1000، يصل مداها إلى 700 كيلومتر على الأقلّ، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الأسلحة المضادة للغواصات والطائرات.

ووفق ما كشفت عنه مصادر إعلامية، فقد كُلّفت السفينة في النصف الثاني من عام 2015، بشرق البحر المتوسط ​​لحماية القاعدة الجوية الروسية في حميميم بسوريا. وكانت حينها الأخيرة التي غادرت منها الطائرات الروسية لقصف مدينة حلب.

ومع بداية الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا شاركت "موسكفا" في هجوم على جزيرة "الثعابين" "سنيك" الواقعة في البحر الأسود بالقرب من الحدود الرومانية، وأُسِرَ خلالها 19 بحاراً أوكرانياً. وجرى بعد ذلك تبادلهم مقابل سجناء روس.

أسباب الانفجار.. روايات متباينة

تعددت الروايات وتباينت بين الروس والأوكرانيين، حول حقيقة الانفجار الذي جد على متن "موسكفا". وظهر عديد من التقارير المتضاربة، فيما لم يظهر أي دليل يدعم أي ادعاء.

وزعمت وزارة الدفاع الروسية أن "موسكفا" تعرضت لأضرار بالغة جراء انفجار ذخيرة على متنها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "نتيجة حريق في طراد الصواريخ موسكفا، انفجرت ذخيرة، ولحقت بالسفينة أضرار بالغة". وأردفت قائلة: "أُجلِيَ الطاقم بالكامل".

وقبل إعلان موسكو بساعات قال ماكسيم مارتشينكو حاكم المنطقة المحيطة بميناء أوديسا المطل على البحر الأسود، في منشور على تليغرام، إن "موسكفا" أصيبت بصاروخَي كروز صُنعا في أوكرانيا من طراز "نبتون" المضادّ للسفن، ولكنه لم يقدّم أدلة على ذلك.

بدوره قال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، إن "مفاجأة أصابت السفينة الرئيسية في أسطول البحر الأسود الروسي".

وأضاف في تسجيل على يوتيوب: "إنها تحترق بقوة، الآن، وفي هذه الظروف الجوية العاصفة لا نعلم ما إذا كان سيكون بإمكانها تلقّي المساعدة. على متنها 150 شخصاً"، مضيفاً: "لا نفهم ما الذي حدث".

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تعلن فيها كييف تدمير سفينة روسية، فخلال الشهر الماضي أيضاً ادعت أنها دمرت سفينة دعم إنزال روسية كبيرة هي السفينة "أورسك"، في بحر آزوف إلى الشمال الشرقي من البحر الأسود. ولم تعلّق حينها موسكو على ما حدث لتلك السفينة.

TRT عربي