قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، إن الشيخ إبراهيم حمروش، كان عميدًا لكلية اللغة العربية حينما كان الشيخ محمد متولي الشعراوي طالبًا بها، وقال عنه الشعراوي في كتبه: «وأنا لم أنسِ مآثر الشيخ العظيم الذي تولي مشيخة الأزهر بعد ذلك، فقد أتممت تعليمي بالكلية وهو شيخ لها وفي السنة النهائية جد في حياتي ظرف سياسي لم أكن لأتأخر عنه، فقد كنت وفديًا محبًا لرئيس الوفد مصطفى النحاس، وسر حبي له أنه كان أقرب السياسيين إلى الله ومن هنا نشأت علاقتى بالوفد، وهذا تطلب مني عمل سياسي يستغرق وقتًا، وهذا كان امتحان الشهاده العالية وهي السنة النهائية في الكلية، مع إن أبي غضب من تصرفي، إلا أنني أجلت امتحاني للدور الثاني كي ألبي المطلب السياسي الذي رغب فيه النحاس، وهو الذي قال لي أجل الامتحان للدور الثاني».

وأوضح الأزهري: «الشعراوي قال: كنت طالبًا ممدوحًا في العلم من مشايخي وزملائي وانتهى امتحاني في الدور الثاني يوم خميس، وكانت مسابقة التعيين بالأزهر ستغلق أبوابها يوم السبت الذي يليه وكانت المسابقة تفتح أبوابها كل 4 أعوام، واتصل الشيخ حمروش بشيخ الأزهر طالبًا تأجيل امتحان المسابقة أسبوع كي تتاح الفرصة لطلاب الدور الثاني، ولكن الإمام الأكبر رفض، فطلب الشيخ حمروش من شيوخ الكلية تصحيح امتحان الدور الثاني في اليوم ذاته، وانتهى تصحيح الأوراق وأعلنت النتيجة وتقدم الشعراوي قبل إغلاق الباب بدقائق، ودخلت الامتحان بعدها وكان ترتيبي الأول على المتقدمين من الدور الأول والثاني».

الإمام الشعراوي كان أول المعينين في معاهد الأزهر

وأوضح «الأزهري» خلال برنامج «يحب الجمال» مع الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع على فضائية «DMC» أن الإمام الشعراوي كان أول المعينين في معاهد الأزهر في هذا العام، وكان التدريس بتلك المعاهد له فرحة كبيرة لأنه وظيفة يحسب بها صاحبه من العلماء، لافتًا إلى أن الشيخ الشعراوي كان دائم الشكر في الشيخ حمروش الذي دعمه معترفًا بفضله عليه، وكان فياضًا بالعلم والمعرفة.

رسالة «الأزهري» لأساتذة للجامعات المصرية

وأشار «الأزهري» إلى أن الأساتذة كانوا يرون بعدا في الطلاب وعلموا أن الشعراوي سيصبح من العلماء فجعلوه لا يقيد بمجموعة من اللوائح التي لم تضع في اعتبارها أن طالبا نابغا قد يتأخر لأمر خارج عن إرادته.

وأكد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، أن نماذج الشيخ حمروش قليلة في هذه الأيام في الجامعات، موجهًا رسالته لأساتذة الجامعات، موضحًا: «العلم ليس فقط شق أكاديمي، العلم لا ينبت إلا في محضن ومحيط واسع يقبل فيه الأستاذ على طلابه ويعطيهم عطاء روحيًا ومعرفيًا ونفسيًا وعقليًا ووجدانيًا، حينها فقط يثمر العلم، وإن جرد العلم من تلك المعاني لم يثمر»، مشددًا أن العلم من لابد فيه من أبوة كاملة من الأستاذ تجاه التلميذ.