الأزهر: عرض القضايا الدينية والمجتمعية في قوالب مشبوهة يظلمها ولا يساهم في حلها


أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية  أن تشويه المفاهيم الدينية والقِيم الأخلاقية، بهدف إثارة الجَدَل، وزيادة الشُّهرة والمُشاهدات؛ أنانيَّة ونفعيَّة بغيضة، تعود آثارها السَّلبية على استقامة المُجتمع، وانضباطه، وسَلامه، ولا عِلم فيها ولا فنّ.

وشدد على أن تعمُّد تقديم عالِم الدّين الإسلامى بعمامته الأزهرية البيضاء فى صورة الجاهل، الإمّعة، معدوم المروءة، دنيء النفس، عَيِيّ اللسان -فى بعض الأعمال الفنيّة-؛ تنمُّرٌ مُستنكَر، وتشويه مقصود مرفوض، لا ينال من العلماء بقدر ما ينال من مُنتقصيهم، ولا يتناسب وتوقير شعب مصر العظيم لعلماء الدِّين ورجاله.


وأوضح أنه لا كهنوتية فى الإسلام، ولم يدَّعِ أحد من الأئمة والفقهاء العِصمة لنفسه، بل كلهم بيَّن ما رآه حقًّا وَفق أدوات العلم ومعايير التخصُّص على وجه الإيضاح، لا الإلزام، ونسبة هذه الأوصاف الشائنة للعلماء تدليسٌ، ووصِاية، وخلطٌ مُتعمَّد؛ يهدف إلى تشويههم، وإسقاط مكانتهم ومقامهم، كما يهدف إلى تشويه مفاهيم الدين الحنيف، وتفريغه من مُحتواه وأن الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وتحريف معانيها عمّا وُضِعت له عمدًا، وعَرْض تفسيرات خاطئة لها على أنها صحيحة بهدف إثارة الجدل؛ جريمة كُبرى بكل معايير الدين والعلم والمهنية.

وتَنكّرٌ صارخ للمُسلَّمات كما أن السُّنة النّبويّة الصّحيحة ثانى مصادر التشريع الإسلامى بعد القرآن الكريم، وهى التطبيق العملى له، وأُولَى أدوات فهمه واستنباط أحكامه، التى دلَّ القرآن على اعتبارها وحيًا إلهيًّا من قول سيدنا رسول الله  وفعله وتقريراته، ومحاولة تهميشها وتنحيتها؛ محاولةٌ لهدم عِماد من عُمُد الدين، واعتداءٌ مرفوض على مكانة صاحب السُّنة سيدنا محمد.


وأكد أن اجماع العلماء المُتخصصين المُجتهدين فى أحد العصور على حكم شرعى حُجَّة مُعتبرة، لا يجوز مخالفتها، لا لكون آحاد هؤلاء العلماء معصومًا كما يُزعَم، بل لاستحالة خطئهم مُجتمِعين فى فهم نصٍّ، دلَّت على صِحَّته أدوات العلم والاستنباط، التى تخصَّصوا فيها وأتقنوها. شريعة الإسلام شريعة مُتكاملة معصومة تُصلِح كلَّ زمان ومكان، واجتهادات الفقهاء على مَرّ العصور رسَّخت منهجًا للفهم والتطبيق يستفاد منه فى استخراج آراء جديدة تناسب تطوّر الواقع ومُستجداته، وتراعى مصالح النّاس.


وأكد أن تجديد الفكر وعلوم الإسلام حِرفة دقيقة يُحسنها العلماء الراسخون، قبل نشره على الشاشات أو بين غير المُؤهَّلين، والفكر المتطرف فى أقصى جهتيه جامد يرفض التجديد بالكلية فى جهة، أو يُحوِّله إلى تبديد للشَّرع وعند جمعِ النصوص الشّرعية المتعلقة بحكم من الأحكام الفقهية، نرى صورةً كاملةً من تشريعات حكيمة، قرّرت حقوقَ كلّ طرف فيها، وواجباتِه، فى فقهٍ مَرنٍ ومُتكامل، يراعى المصلحة، ويزيل الضَّرر، ويجعل لكلِّ حالةٍ حُكمًا يُناسبها، ولا يكون ذلك إلا بجمع الأدلة الواردة فى المسألة الواحدة، وباعتبار مُقرَّراتِ الدين وضوابطِه ومقاصدِه من قِبل أهل الفُتيا والاختصاص.

وأوضح أن الإسلام أعطى الأمَ حقَّ حضانة أولادها عند وقوع الانفصال حتى يستغنوا عنها إذا لم يكن عارض أو مانع من الحضانة، ولا ينبغى مطلقًا أن يكون الطفل بين يدى والديه أداة ضغط أو دليلَ انتصارٍ مُتوَهَّم وأنه إذا لم يوجد نزاع، وتراضَى الوالدان على صورة معينة للحضانة تُحقِّق مصالح الطِّفل، وتُراعى حقوقه النَّفسية والتَّربوية، فإنَّ الشَّرع الحنيف يُقرُّ هذا التَّراضي، أيًّا كانت حال الأم والأب، والمسلمون عند شروطهم.


وفى حال النِّزاع، تميزت الشريعة الإسلامية بمرونة فائقة فى مسائل حضانة الأولاد ورؤيتهم، وأعطت القاضى حق تقدير المواقف، كل حالة بحسبها، بما يراعى مصلحة الأطفال، دون جمود أو إهدار لمصلحة الطفل، أو حقوق كِلا والديه، على عكس ما يُروَّج له.


وأشار إلى أن طرح القضايا الدينية والمجتمعية العادلة فى قوالب مشبوهة يظلم هذه القضايا، واستخدام المنهج الانتقائى الموجه فى عرض مشكلة مجتمعية، لا يعرضها من جميع جوانبها، ولا يساهم فى حلها، بل يفاقمها، ويزيد الاستقطاب حولها، ويعكِّر السِّلم المُجتمعيّ، ويُصدّر للعالم صورة مُجتزأة وسلبية عن المجتمع المصرى على غير الحقيقة والواقع.


وشدد على أن الشَّحن السَّلبى المُمنهج فى بعض الأعمال الفنيّة تجاه الدّين؛ بنسبة كل المعاناة والإشكالات المُجتمعية إلى تعاليمه ونُصوصه؛ تحيزٌ واضح ضدّه، واتهام له بضيق الأفق والقُصور، ونذير خطر يؤذن بتطرف بغيض فيه أو ضدّه، ويهدّد السِّلم المجتمعي.


وأضاف أن الزّواج فى الإسلام منظومة راقية مُتكاملة تحفظ حقوق الرّجل والمرأة والطّفل، والترويج للعلاقات غير المُشروعة وتبريرها  طرح كريه مُناف للدّين والقِيم، وتغذيةُ روح العدائيَّة والنِّديَّة فى الأسرة جريمة منكرة، وإذكاء للصّراعات الأسرية والمجتمعية، فى وقتٍ تسعى فيه مُؤسسات الدولة للحفاظ على الأسرة، حجر الزاوية فى المجتمع، وركنه الركين، وشهر رمضان شهر عبادة وطاعة وتوقير للدين، لا زمانًا لتشويهه، أو الافتراء على علمائه، أو تزيين المنكرات والفواحش. وأشار إلى أن التستر خلف لافتات حقوق المرأة لتقسيم المجتمع، وبث الشقاق بين الرجال وزوجاتهم بدلًا من محاولة زرع الودّ والمحبة وعرض النماذج المثلى للأسرة الصالحة والمجتمع المصري، وتصوير بعض الأفراد للتراث الإسلامى كعدوٍ للمرأة، واستخدام الإعلام والدراما لتشويه هذا التراث؛ فكر خبيث مغرض يستبيح الانحرافات الأخلاقية ويحاول تطبيعها، كما يستهدف تنحية الدين جانبًا عن حياة الإنسان وتقزيم دوره، ويدعو إلى استيراد أفكار غربية دخيلة على المجتمعات العربية والإسلامية، بهدف ذوبان هُوُيَّتِها وطمس معالمها.

اقرأ ايضا

الإمام الأكبر: تطوُّر مؤسّسى غيـــــــر مسبوق لترسيخ منهج الأزهر الوسطى

تاريخ الخبر: 2022-04-16 18:18:38
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

دورة مدريد لكرة المضرب: الروسي روبليف ي قصي ألكاراس حامل اللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:24:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية