إزاء الاعتداءات الأخيرة بالمسجد الأقصى المبارك، أتى الموقف المغربي مُعبرا عن الرفض التام لأي إجراءات من شأنها فرض وقائع جديدة في القدس ترمي لتغيير طابع المدينة وموروثها الحضاري والديني.
وكان جمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين بالرباط، قد أكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إدانة واستنكار المملكة للاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة بحق المصلين في المسجد الأقصى وسائر أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف المناطق الفلسطينية يأتي منسجما ومتوائما مع الموقف العربي والإسلامي عموما.
وفي هذا السياق، أكد عبد القادر عبد المعطي العزة، متخصص بالعلوم السياسية والقانون الدولي، على أن “ارتباط المغرب بالقضية الفلسطينية هو ارتباط عقائدي تاريخي وإسلامي قبل أن يكون إنسانياً، وموقف المملكة المغربية تاريخيا منسجم ومتوائم مع الموقف العربي والإسلامي عموما إزاء الاعتداءات الأخيرة على مدينة القدس”.
وأردف الباحث الفلسطيني، خلال حديثه للأيام 24، أن “البيان الصادر عن الملك محمد السادس بصفته رئيس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، يُدين ويستنكر جرائم الاحتلال بمدينة القدس، وإنه موقف رافض لفرض وقائع جديدة في القدس ترمي لتغيير طابع المدينة وموروثها الحضاري والديني”.
“موقف المغرب ثابتاً وواضحا في دعم ومناصر للقضية الفلسطينية مع تشبثه بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف” يؤكد العزة، الحاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة محمد الخامس بالرباط.
وزاد المتحدث نفسه، على أنه “ضمن هذا التأكيد وضمن الرؤية الاستراتيجية للملك والتقدير السياسي والدبلوماسية المغربية الهادفة إلى بناء علاقات متعددة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية، للمغرب دور مهم وفاصل في المرحلة القادمة وبالخصوص عندما تنضج الأوضاع الإقليمية والدولية القائمة، دور يهدف إلى إحقاق العدالة الدولية للشعب العربي الفلسطيني”.
وختم العزة، حديثه للأيام 24 مشيرا بأنه “صحيح أن وضع المملكة المغربية اليوم قد تغير، وأنه راكم العديد من المكتسبات على المستوى الوطني، إلا أن استئناف العلاقات مع إسرائيل لن يكون بالتأكيد على حساب القضية الفلسطينية والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني”.
