يعيش حارث البالغ من العمر 24 عاما أفضل فترة في موسمه، حيث ساهم بشكل كبير في النتائج اللافتة التي حققها رجال المدرب الارجنتيني خورخي سامباولي آخرها تسجيله هدف الفوز في مرمى فريقه السابق الضيف نانت (3-2) في المرحلة الثالثة والثلاثين رافعا غلته إلى أربعة أهداف في 19 مباراة في الدوري.
هدف ثمين عزّز به مرسيليا موقعه في المركز الثاني المؤهل مباشرة الى مسابقة دوري الابطال بعدما رفع رصيده الى 62 نقطة، بفارق ست نقاط امام اقرب مطارديه الثلاثي رين وستراسبورغ وموناكو.
صفقت جماهير ملعب "فيلودروم" بحرارة للواعد المغربي على أدائه الرائع خلال استبداله في الدقيقة 90.
تأثر حارث الذي يلعب مع مرسيليا على سبيل الاعارة حتى نهاية الموسم دون خيار الشراء، باللفتة الطيبة من الجماهير، وقال في تصريحات صحافية في المنطقة المختلطة "بالطبع، هذه أشياء مهمة بالنسبة لي مقارنةً بالجزء الأول من الموسم والذي لم يكن سهلاً. لذا فإن رؤية أن أدائي يتم تقديره والإشادة به من قبل المشجعين هو شيء مهم. خاصة هنا في مرسيليا عندما نعرف جمهورنا".
شهد موسم حارث مع مرسيليا فترات مخيبة وأخرى جيدة. وصل إلى مرسيليا في الساعات الأخيرة من فترة الانتقالات الصيفية، وحتى بعد ذلك بقليل بما ان عقده لم تتم المصادقة عليه من قبل الاتحاد الفرنسي للعبة إلا بعد إغلاق سوق الانتقالات.
لجأ مرسيليا إلى خدماته على وجه السرعة من خلال إشراكه في المباراة ضد موناكو في أوائل أيلول/سبتمبر، فقدم مباراة رائعة.
لكن التتمة كانت أكثر تعقيدًا، حيث شارك مرات قليلة وعلى فترات متباعدة حتى نهاية عام 2021، قبل ان يغيب نهائيا عن رادارات مرسيليا خلال الشهرين الأولين من عام 2022.
تغير كل شيء في منتصف آذار/مارس الماضي بمباراة كاملة أمام المضيف بريست (فاز مرسيليا 4-1)، حيث نجح المغربي، صاحب هدف وتمريرة حاسمة، في تعويض غياب القائد والنجم ديميتري باييت. منذ ذلك الحين، تم إشراكه بانتظام في التشكيلة من قبل المدرب سامباولي، فأبان عن علو كعبه بمراوغاته وحيويته وتمريراته الحاسمة.
وهكذا لعب أساسيا الخميس الماضي في مباراة إياب ربع نهائي مسابقة كونفرنس ليغ ضد باوك سالونيك (1-0) حيث حجز الفريق المتوسطي بطقته إلى دور الأربعة.
والأحد الماضي في الكلاسيكو أمام باريس سان جرمان في "بارك دي برانس" (خسر مرسيليا 1-2)، قدم مستوى جيدا عندما دخل مطلع الشوط الثاني بديلا للدولي التركي جنغيز أوندر، ثم واصل تألقه الاربعاء أمام نانت، فريقه السابق الذي ساهم في بروزه على الساحة الفرنسية، قبل احترافه في ألمانيا.
"المهم هو الاستمرارية"
قال حارث مطلع الشهر الحالي لتفسير عودته الى الواجهة في تشكيلة مرسيليا: "لم أغير أي شيء بالتحديد، أنا فقط أحاول الحفاظ على مستواي. لقد منحني المدرب (سامباولي) المزيد من الحرية ووقت اللعب وأعتقد أنني كنت عند حسن ظنه".
واضاف "كان الأمر صعبًا. سأكون كاذبا إذا قلت إنها كانت لحظات جيدة. كان لدي القليل من وقت اللعب وكان الأمر معقدًا عندما كنت أدخل بديلا. لكنني كنت أؤمن دائمًا بنفسي، وأنا أعرف قيمتي في الملعب. من المهم بالنسبة لي وللفريق أن تكون هناك استمرارية في نهاية الموسم".
يحظى حارث بتقدير كبير داخل مجموعة مرسيليا خصوصا من قبل باييت الذي يمتدحه بانتظام، ويبدو أيضًا أنه نال أخيرًا إعجاب سامباولي.
"المستقبل؟ سنرى"
واعترف المدرب الأرجنتيني مؤخرا "في بعض الأحيان عندما يتطلب اللعب ذلك، يكون التحول ضروريًا. إذا كان الخصم يضغط عاليا، يجب أن نلجأ إلى المساحات، وحارث جيد في هذا الأسلوب وقام بعمل جيد جدًا مؤخرًا في هذا الصدد".
مراوغ وفعال في المواجهات الثنائية في حالة الاستحواذ، سريع بالكرة، يمكن أن يلعب حارث أدوارا عدة اعتمادًا على مجريات المباريات.
قال عقب انضمامه الى مرسيليا الصيف الماضي"مرسيليا، ليس هناك الكثير لنقوله، كلنا نعرف ذلك، إنه أحد أكبر الأندية في فرنسا وأوروبا. أنا سعيد جدًا لوجودي هناك، إنه مصدر فخر".
حتى لو كان عقده مع شالكه مستمر حتى عام 2024، فإن العودة إلى صفوفه ليست بالضرورة في مخيلته. ومع مرسيليا؟ "هنا حظيت بوقت للعب لذا أفضل التركيز على اللعب. المفاوضات، سنرى في نهاية الموسم".
© 2022 AFP
