تُعد واقعة إلقاء أكياس المياه أو الحجارة على السيارات أو القطارات من الظواهر المنتشرة بشكل كبير بين العديد من الأطفال، والبعض يأخذها على سبيل المزاح، ولكن من الممكن أن تتحول إلى كارثة تزج بهم خلف القضبان، وآخر هذه الوقائع كانت واقعة الإسماعيلية المتهم فيها 5 أطفال يتراوح سنهم ما بين ثلاثة عشر عاما إلى ثمانية عشر عاما، ونتج عن ذلك وفاة أحد الأشخاص ليواجه هؤلاء الأطفال تهمة استعراض القوة وضرب أفضى إلى موت.

الرأي القانوني

ويقول عبدالرازق مصطفى، المحامي والباحث والخبير الحقوقي وعضو الائتلاف المصري لحقوق الطفل، إن هذه الوقائع إذا نشأ عنها جريمة «حدوث إصابة لأحد الأشخاص أو إتلافات في السيارة» حينها توجه النيابة العامة للقائم بهذا الفعل تهمة استعراض القوة وهي التي يعاقب عليها القانون فاعلها سواء كان طفلا أو بالغا.

عقوبة التدابير البديلة

وأضاف، أنه بالنسبة للطفل يتم تقسيم العقوبة إلى مرحلتين الأولى من سن 12 وحتى 15 عاما تكون عقوبته ما يسمى بـ«التدابير البديلة» والتي تنقسم إلى أكثر من اختيار بالنسبة لهيئة المحكمة والتي من حقها أن تختار الخيار المناسب على حسب حالة الطفل لأنه من الوارد أن تكون الجريمة التي ارتكبها بالصدفة، فكل قضية تتعامل فيها المحكمة على حدة.

إيداع دار رعاية

وتابع، أنه إذا نشأ عن تلك الفعل أذية لأكثر من شخص وكان هناك قصد مع سبق إصرار وترصد فتصل العقوبة إلى حد الإيداع داخل إحدى دور الرعاية ويكون ذلك من سن 13 إلى 15 عاما، لأنه لا يجوز حبس الطفل تحت سن الـ15 عاما، مشيرا إلى أنه إذا لم يقع أذى على السيارة أو صاحبها وحدث تنازل وتصالح يتم بين الطرفين، ولكن النيابة العامة تعرض الأمر على المحكمة ووقتها تعطي المحكمة أحد التدابير البديلة مثل الاختبار القضائي «المحكمة بترجع الطفل لأسرته ولكن يتابعه أخصائي اجتماعي أو يتم الحكم عليه بالعمل للمنفعة العامة أو ارتياد إحدى المكتبات العامة والمستشفيات لمساعدة بعض الموجودين بهذه الأماكن ويكون ذلك لعدد ساعات محددة».

دمج الطفل في المجتمع 

وأشار إلى أن فلسفة قانون الطفل هي ليست فلسفة عقابية بقدر ما هي لها علاقة بالرحمة والتهذيب النفسي ودمج الطفل في المجتمع وإعطائه فرصة أخرى طوال الوقت، فضلا عن أن الأسرة لا تعاقب على جرم ارتكبه الطفل إذا لم يشتركوا فيها، فيعاقب على الجريمة من ارتكبها بنفسه.

حبس 6 أشهر 

وأوضح أن الأطفال من سن 15 إلى 18 عاما، عندما يرتكب الطفل جريمة استعراض القوة، تتراوح العقوبة من 3 شهور فيما أكثر، ولكن في الغالبية العظمى يكون العقاب لمدة 6 أشهر إذا لم يحدث أي إصابة من جريمة استعراض القوة، ولكن بالنسبة للبالغين تكون العقوبة أشد من الأطفال.