الجاكاراندا (Jacaranda mimosifolia) الشجرة الاستوائية التي تنتج عناقيد من أزهار أرجوانية معطرة، وتشكّل فروعها المقوسة مظلة مقلوبة، فتصنع ظلًا بأوراقها الشبيهة بالسرخس، والتي يصل طولها إلى 20 بوصة.. هذه الشجرة متساقطة الأوراق، وتزهر وتتفتح الأشجار الناضجة منها -8 سنوات أو أكبر- في أواخر الربيع حتى أوائل الصيف. أما في المناطق الأكثر دفئًا، فيمكن لهذه الشجرة أن تزهر في أي وقت، ويعتبر موطنها الأصلي أمريكا الجنوبية، وتصنف من أنواع الأشجار الغازية في أجزاء عديدة من العالم.

وتحتضن مدينة أبها من هذه الغازية البنفسجية أكثر من 13 ألف شجرة، التي تكسو أغصانها الكثيفة أزهار بنفسجية وأرجوانية، تصل أبعاد الزهرة الواحدة إلى 5.2 سنتيمترات، وتتساقط بعد نحو الشهر، وفي بعضها تكتسي الزهرة باللون الأبيض.

وجهة يومية

أصبحت أشجار «الجاكاراندا» في مدينة أبها وجهة يومية لقاصدي جمال الطبيعة، وقضاء أوقات ممتعة وسط الغابات البنفسجية، بل صار يطلق على أواخر الربيع «موسم الجاكاراندا» الذي ينتظره الجميع، خاصة في شارع الفن بوسط مدينة أبها، الذي يشتهر بكثافة هذه الأشجار به، بل إن مئات الزوار يوميا من مختلف الفئات العمرية يحرصون على توثيق جماليات هذا المكان.

مقاومة للآفات

تعتبر أشجار الجاكاراندا خيارًا مناسبا للمساحات الخارجية الكبيرة في المناخ المعتدل، حيث إنها مقاومة للآفات والأمراض، وتتحمل الجفاف بشكل معتدل على الرغم من أنها تتطلب الري في فترات الجفاف الطويلة، وعادة ما تسمح أوراقها، التي تشبه السرخس، بمرور الضوء المنتشر. لذلك من الممكن زراعة العشب تحت هذه الشجرة. كما يمكن زراعة أشجار الجاكاراندا في الداخل، إلا أنها عادة لا تزهر، لذا يجب أن تزرع في الهواء الطلق. كما أنها ليست جيدة للاستزراع في الأحواض على المدى الطويل.

جذور سطحية

يمكن أن تصبح جذور هذه الشجرة سطحية وكبيرة، مما يؤذي الأرصفة أو أي هياكل قريبة منها. أما زهور الجاكاراندا يمكن أن تخلق بساطا بنفسجيا قد يسبب الكثير من القمامة، وذلك عند سقوطها، وهذه العادة الفوضوية في هذه الشجرة تجعلها خيارًا سيئًا بالقرب من حمامات السباحة والممرات والباحات بسبب احتياجها الدائم إلى التنظيف، لأنه إذا لم تتم إزالة هذه الزهور بسرعة فقد تتعفن، وتنتج عنها مواد لزجة وزلقة. كما أنها عندما تنمو في الداخل يمكن أن تجذب حشرات المن والذباب الأبيض. ووصفت شجرة الجاكاراندا بـ«الغازية»، لأنها عميقة الجذور، وتتنافس مع أي حياة نباتية أخرى، وقليل من النباتات يمكن أن ينمو تحتها مثل الأعشاب فقط، لذا فهي تقلل التنوع البيولوجي في المناطق التي توجد بها.

المناخ المعتدل

ساعد المناخ المعتدل بأبها خلال فصلي الربيع والصيف على نجاح أمانة منطقة عسير في استزراع هذا النوع من الأشجار، حيث عملت الأمانة على توسيع نطاق زراعته حتى شمل الكثير من الطرق الرئيسية والمرافق العامة والحدائق والميادين.