متعة القيامة في حايتنا
متعة القيامة في حايتنا
إن برهان صدق الحياة المسيحية هو قيامة المسيح التي يجوزها الإنسان في أعماقه, فيتغير جذريا شاملا صياغة أفكاره وآماله, ونظرته للحياة كلها فالقيامة إحلال وتجديد طاقة الأمل المضيئة للإنسان بعد ظلام كلمة الموت وما تحمله في نظر الناس من حزن وفجيعة يري هؤلاء من خلالها إن من مات قد انتهت حياته وضع وجوده وكان له الأفضل أن يبقي حيا في هذا العالم ولكن بالقيامة تندثر هذه الكلمات ويشع النور ويتبدد الظلام ويتجدد روح الأمل والحياة في حياة أبدية أفضل بكثير من الغربة في هذا العالم الزائل, عندما تقوم الأجساد يعطيها الله صفات جديدة منها أن تصير الأجساد سماوية وروحانية ونورانية وغير قابلة للفساد وممجدة وقوية وخالدة.. لقد تحقق الحلم وتأكد الخبر ولم تعد البشرية تتطلع إلي الزبدية كمعاني تجريدية خيالية و مستقبل مجهول, بل صارت الأبدية فينا حقيقة واقعة من خلال تلاقينا مع المسيح واتحادنا به مع ذبيحة الأفخارستيا التي هي طاقات قيامته وعندما نأخذها من خلال نعمة التناول فتصير فينا قوتها فيصبح الإنسان قائما مع المسيح ذاته..
بالقيامة يكون الأرتقاء من عالم الماديات إلي عالم الروح إلي رؤية الله الطوباوية والحياة في شركة القديسين والأنضمام إلي صفوف السمائيين للترتيل والتسبيح لكي نكون شركاء في الطبيعة الإلهية فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في (غل 2: 20) فكل من قبل قيامة المسيح فائقة الوصف ينال سر الشركة المقدسة فيه ويصير عضوا في جسده الحي, هنا يشرح لنا القديس بولس الرسول إمكانية دخول المسيح هياكلنا البشرية والحواس مغلقة ولا نحس به في دخوله ولكن نشعر به وهو يعطينا سلامه علي شبه دخوله العليقة التي كان بها تلاميذه مجتمعين فيها والأبواب كانت مغلقة.