أجمع عدد من المختصين والمواطنين على أن الإطارات تشكل أحد أكبر المواد استهلاكًا، بالتوازي مع أعداد السيارات على مستوى العالم، الأمر الذي يتطلب جهدًا في كيفية إتلافها، أو التعامل معها بعد الاستخدام، مؤكدين أن إعادة التدوير هي الحل الأمثل للاستفادة منها.
مشاريع ريادية
نوَّه الأستاذ المساعد بكلية الصحة العامة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. سعد الدهلوي، إلى أنه من الممكن العمل على مبادرات تشجيعية من قبل وزارة البيئة والمياه والزراعة، ووزارة الاستثمار على سبيل المثال؛ لتشجيع المستثمرين السعوديين على البدء في مشاريع ريادية لإعادة تدوير الإطارات التالفة ولكن بطريقة مبتكرة، تعود بالنفع على البيئة، من حيث الاستدامة، وعدم وجود ملوثات، وعلى المجتمع، من حيث الاستفادة منها في إنتاج مواد أخرى ذات استخدامات عديدة.
المردود المادي
وأضاف: تعود هذه المشاريع على المستثمر نفسه، من حيث المردود المادي، مبينًا أن هناك خطرًا في إعادة تدوير الإطارات لإطارات أخرى، ويتمثل في الخطورة على قائد المركبة، وأنه لابدّ من إعادة النظر في تقليل استخدام السيارات، إذا وجدت وسائل النقل العام، وتوفير أرصفة للمشي.
منجم ذهب
فيما ذكر د. سعد البركي أن مثل هذه الصناعات التحويلية بمثابة «منجم ذهب»، إذا ما تم الالتفات لها بجدية، خاصةً لوجود العديد من التطبيقات الممكنة لها، سواء في أرصفة الموانئ، أو مناطق لعب الأطفال وساحات اللعب في المدارس، إضافة إلى الأسفلت بنسب بسيطة، وكذلك الحواجز المرورية.
مشكلة بيئية
من ناحيته، لفت د. عبدالله بجيلي إلى أن هذا الأمر يشكل مشكلة بيئية موجودة في معظم دول الوطن العربي، وأن من الحلول الرائدة هو استخدام الإطارات التالفة في إنتاج الطاقة لمصانع الأسمنت، بدل استخدام وقود الديزل، مضيفًا: يجب التحكم في الانبعاثات «الديوكسين والفيوران» عند تصميم الكرنكات، التي يجب ألا تقل عن 1200 درجة مئوية.
إطارات ملونة
وبيَّن المختص في الشؤون البيئية الوليد الناجم أن أمانة المنطقة الشرقية استحدثت منذ فترة ساحة التدوير في مدينة الخبر، والتي اعتمدت على مكوناتها المُعاد تدويرها، باستخدام الإطارات الملونة بالدهان كحاجز للساحة، والأرضية من فتات الإطارات؛ لمنع الانزلاق وامتصاص الصدمات وأحواض الزرع من سطل الدهان والممرات مرصعة بالرخام المتبقي من مواد البناء.
الطاقة الشمسية
وأضاف: كذلك تعتمد ليلًا الإنارة على الطاقة الشمسية هذا النموذج محفز للمجتمع بأهمية إعادة التدوير من اجل المحافظة على البيئة، وتتميز إعادة التدوير بتكاليف أقل، في ظل وجود المواد الأساسية التي تحفز الفرد على ممارسة الحرفة ويكون له دخل مادي مثل فن «الديكوباج» نوع من أنواع الفنون المنزلية بتحويل الأواني التالفة وتجديدها بإضافة الألوان والرسومات أو تزيين قطع الأثاث.
حملات تفتيشية
وتتابع لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية، بالتعاون مع وزارة التجارة والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة وشرطة المنطقة؛ لمنع بيع الإطارات المستخدمة والمتهالكة وغير المطابقة للمواصفات والمقاييس، من خلال رصد مخالفات ومصادرة الإطارات المخالفة في المحلات، والعمل على منع بيع الإطارات المستعملة والمتهالكة في مراكز صيانة السيارات على كافة الطرق الداخلية والخارجية بالمنطقة، وذلك بهدف التوعية ونشر ثقافة تدوير الإطارات القديمة وليس بيعها، ونتيجة لتحليل بيانات الحوادث كان السبب الأكبر للحوادث هو الانحراف المفاجئ وأحد أسبابه المعروفة انفجار الإطارات.
شكل جمالي
من جهته، ذكر المواطن «عدنان العيد» أن هناك طرقًا مختلفة للتخلص من الإطارات غير الصالحة للاستخدام، من حيث إعادة التدوير، والعمل على أن تكون ذات فائدة، سواء في المنزل، أو في الاستراحات، أو حتى في الأماكن المفتوحة، وهذا يصنع منها فائدة، بعيدًا عن إعادة تصنيعها، والتي تشكل خطورة على المركبات، مؤكدًا ضرورة تعزيز ثقافة إعادة التدوير.
عبء كبير
وبيَّن «نايف العسوم» أن العالم يتسع يومًا بعد يوم، وبالتالي عدد المركبات يزداد، الأمر الذي يضع البيئيين في حيرة من أمره، جراء تدوير الإطارات، والتي تشكل عبئًا كبيرًا على البيئة، وكيفية التخلص منها.
تعاون مستمر
وأضاف: يجب أن يكون هناك تعاون مستمر مع المصانع التي تُعيد التدوير، والاستفادة منها في مشاريع تنفع البشرية، ما يعزز دورها، ويخلق جوًا، أما من جانب السلامة المرورية، فإن ترك الإطارات حتى تتهالك يسبب ضررًا كبيرًا على المركبات، وعلى مستخدمي الطريق؛ لما تسببه من انبعاثات تكون خطرة على البيئة.
