ذ. محمد النويني، محام وباحث في القانون الدولي الإنساني
أعتقد أنه إلى حد الآن هناك مواقف مشرفة للجسم المهني الرسمي للمحامين وطنيا وعربيا اتجاه مشاركة الفرق الصهيونية لكرة القدم، بمنافسات كأس العالم للمحامين، المزمع تنظيمه بمدينة مراكش نهاية هذا الأسبوع.
بحيث انحازت كل التعبيرات والمنظمات المهنية لعدالة القضية الفلسطينية، وانسجمت مع مواقفها الدائمة المناصرة لكل القضايا الإنسانية العادلة والنبيلة، ابتداء من البيان الصادر عن جمعية هيئات المحامين بالمغرب حيث أعلنت أنها “غير معنية بهذه التظاهرة”، وكذا “رفضها المشاركة فيها نظرا لمحتواها التطبيعي مع الكيان الصهيوني”.
كما دعت جمعية هيئات المحامين بالمغرب إلى “عدم المشاركة في هذه التظاهرة تحت أي اعتبار”.
في حين أدانت فدرالية جمعيات المحامين الشباب بالمغرب هاته الحملة التطبيعية واصفين إياها بـ”محاولات إقحام وفد صهيوني ضمن المشاركين في فعاليات كأس العالم للمحامين في كرة القدم”، مشددين على كونهم “لا يرضون لأنفسهم الانخراط في تطبيع بائس يفرغ القضية الفلسطينية من قيمتها المعنوية”، مضيفين أنهم “لا يقبلون أن يكون تعاطيهم مع القضية الفلسطينية مناسباتيا ولا نفعيا ولا مغلفا بمصالح ذاتية بائدة”، وأكد المحامون الشباب بالمغرب عن رفضهم “استقبال الصهاينة في مناسبة ذات بعد مهني تنظم بالمغرب”.
نفس الموقف المقاطع لهاته التظاهرة الرياضية عبرت عنه هيئة المحامين بمراكش بقولها “أن قرار عدم المشاركة يأتي انسجاما مع المواقف المبدئية الثابتة للهيئة من القضية الفلسطينية العادلة”.
وعلى نفس المنوال نسجت الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب موقفها من الحدث، حيث أنها ثمنت في بيان لها إعلان جمعية هيئات المحامين بالمغرب مقاطعة الفعالية الكروية “كأس العالم للمحامين” المزمع تنظيمها بمدينة مراكش بسبب مشاركة فرق من المحامين الإسرائيليين وحمل العلم الإسرائيلي.
وذكرت الأمانة العامة في بيانها، أن إعلان جمعية هيئات المحامين بالمغرب، خلال اجتماع مكتبها بالقنيطرة يوم 14 أبريل 2022، يشرف المحامين بالمغرب بقدر ما هو تشريف لكل المحامين في أرجاء الوطن العربي.
أفتخر بالانتماء إلى هذا الجسم العصي على الخنوع والخضوع والهرولة نحو التطبيع، مع كيان قاتل للأطفال وغاصب للأرض، ومنتهك لكل المواثيق والعهود الدولية.