الشائعات التي أتحدث عنها هنا هي تلك التي لا تكون صحيحة وتهدف إلى تضليل المتداولين المستهدفين بتدليس المعلومات في سوق الأسهم من قبل الذين يروجون لها. الواضح في سوق الأسهم أن بعض المستثمرين، خاصة الكبار منهم يسعون إلى نشر الشائعات عبر قنوات وأشخاص لخدمة مصالحهم ما يساهم في خفض أو رفع قيمة الأسهم المستهدفة التي يضاربون فيها.
الملاحظ أن المنتديات وساحات النقاش والحوارات حول سوق الأسهم تعد إحدى هذه القنوات المثيرة للجدل، لذلك يجب أن يكون المستثمر والمتداول على وعي بما يدور فيها من شائعات غير صحيحة تضر به وبالاقتصاد الوطني. لقد انتشرت شائعات عديدة حول الأسباب التي أدت إلى انتكاسة سوق الأسهم السعودية بشكل مخيف في مارس 2006، حيث خالفت ما نعرفه من قوة اقتصادنا الوطني. وقد ساعد على تزايد هذه الشائعات الآذان الصاغية للمستثمر والمتداول الذي لا يملك معلومات صحيحة تغنيه عنها. والحقيقة أن قلة المعلومات لدى المستثمرين في سوق الأسهم تجعلهم يصدقون الشائعات ويزيدون من تدويرها بين البسطاء الذين لا يعرفون التحليل المالي في سوق الأسهم.
جودة ووفرة المعلومات الصحيحة في سوق الأسهم تساعد المستثمر على صنع قراره المناسب حول الاستثمار في الأسهم وتقلل من نسبة المخاطر، لكننا نشهد شحا واضحا وكبيرا في كمية ونوعية وجودة المعلومات عن سوق الأسهم السعودية ما يزيد من انتشار الشائعات بين المستثمرين، وهذا ما لمسناه من خلال تعاملات المستثمرين الذين قاموا ببيع عدد كبير من الأسهم خوفا من تدهور المؤشر بدرجة لا يعود فيها إلى مستويات مشجعة ما زاد من خسائرهم. توافر قواعد المعلومات المتخصصة والمحدثة يخدم المستثمرين في أي مجال ينوون الاستثمار فيه.
توالت تراجعات المؤشر بتتابع الشائعات التي تفقد المستثمرين الثقة في سوق الأسهم متجاهلين حقيقة قوة الاقتصاد الوطني الذي يمر بمرحلة اقتصادية من أقوى مراحله منذ فترة الطفرة في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي. تنمو الشائعات بين الناس في الثقافات والدول التي تفتقر للمعلومات الصحيحة، وهي أكثر شيوعا في الدول النامية والفقيرة لأنها تفتقر للمعلومات الكافية والدقيقة. ويحاول الذين يسوقون الشائعات ربطها ببعض ما يدر في المجتمع من أخبار صحيحة ليصدقها الأشخاص الذين توجه نحوهم الشائعة لتصديقها ونشرها بين الآخرين، ومن هنا تتكاثر جرثومة الشائعة بسرعة.
كلية الأعمال KFUPM
@dr_abdulwahhab