في 2019 حُكم على جنان كفتانجي أوغلو (50 عاما) رئيسة فرع الحزب العلماني في اسطنبول، بالسجن نحو عشر سنوات بعد إدانتها بعدد من الاتهامات وخصوصا تهمتي "الدعاية الإرهابية" و"إهانة رئيس الدولة".
وتتعلق الاتهامات في معظمها بتغريدات نشرتها كفتانجي أوغلو بين 2012 و2017.
وأيدت محكمة الاستئناف العليا الخميس إدانة كفتانجي أوغلو بثلاثة اتهامات مع حكم بسجنها أربع سنوات و11 شهرا و20 يوما.
ولم يتضح بعد ما إذا كان القرار يعني إيداعها السجن على الفور.
ويعد حزب الشعب الجمهوري ثاني أكبر الأحزاب في البرلمان التركي ويشغل فيه 135 مقعدا.
ودعا زعيم الحزب كمال كيليتشدار أوغلو نواب كتلته للتوجه إلى مقر الحزب في اسطنبول.
وكتب في تغريدة عقب صدور الحكم "جميع نواب حزبنا، توجهوا فورا إلى مقرنا في منطقة اسطنبول".
أدت كفتانجي أوغلو، وهي طبيبة، دورا رئيسيا في فوز مرشح الحزب أكرم إمام أوغلو في انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول في 2019، وكانت تلك المرة الأولى التي يخسر فيها حزب رجب طيب إردوغان رئاسة أكبر بلدية تركية منذ 25 عاما.
وقال إمام أوغلو في تغريدة إن كفتانجي أوغلو "رفيقتي التي نسير معها لتغيير اسطنبول".
أضاف "اعتبر هذا الحكم سياسيا وأدينه. أقف إلى جانب رئيسة" فرع الحزب.
انتقام
كثيرا ما تتهم مجموعات حقوقية إردوغان باستخدام القضاء أداة سياسية، وخصوصا بعد إقالة آلاف القضاة في أعقاب محاولة انقلاب عام 2016.
انتقد إردوغان كفتانجي أوغلو بشدة بعد تعيينها رئيسة لفرع الحزب في اسطنبول في 2016.
وعلقت سيرين سيلفين كوركماز من معهد إسطنبول للأبحاث بالقول إن "إردوغان يصعّد القمع مع خسارته الأرض وسط تصاعد الضغط الاقتصادي في البلاد".
أضافت أن "كفتانجي أوغلو شخصية صاعدة في حزب الشعب الجمهوري وهدف متكرر للحكومة ... يسعى (الحزب الحاكم) للثأر بعد خسارته اسطنبول بإرسالها إلى السجن".
تعهدت كفتانجي أوغلو عدم الاستسلام عقب إدانتها في 2019.
وقالت آنذاك "يعتقدون أن بإمكانهم إخافتنا لكن سنواصل رفع الصوت".
من التغريدات التي استخدمها الادعاء ضد كفتانجي أوغلو واحدة انتقدت فيها وفاة فتى عمره 14 عاما أصيب بقنبلة غاز مسيل للدموع خلال تظاهرات "حديقة جيزي" عام 2013.
ويأتي الحكم القضائي الخميس في أعقاب حكم بالسجن مدى الحياة اصدرته محكمة في اسطنبول بحق ناشط ومنتقد آخر لإردوغان هو عثمان كافالا الشهر الماضي.
دين كافالا (64 عاما) وهو رجل أعمال ومساهم في العمل الخيري "بمحاولة قلب حكومة" رجب طيب أردوغان في 2013.
- إفراج موقت -
في قضية منفصلة، أمرت محكمة تركية بالإفراج عن المحلل العسكري البارز وأحد مؤسسي حزب الديموقراطية والتقدم (ديفا) المعارض، متين غورجان بانتظار محاكمته، على ما أعلنت وكالة الاناضول الرسمية للأنباء.
وكان غورجان قد أودع السجن في تشرين الثاني/نوفمبر بتهمة "التجسس السياسي والعسكري".
ويتهمه المدعون بنقل معلومات سرية إلى دبلوماسيين أجانب.
وخرج غورجان من سجن بأنقرة وكان في انتظاره محاموه وأفراد من الأسرة في أعقاب صدور قرار المحكمة، وفق الوكالة.
العام الماضي انتقد غورجان الاتفاقيات التي أبرمتها الحكومة مع الإمارات العربية المتحدة معتبرا أن من شأن ذلك أن يجبر تركيا على تقديم تنازلات مقابل استثمارات تعهدت بها دولة الإمارات.
© 2022 AFP
