هكذا نجحت الدبلوماسيّة المغربيّة في استغلال اجتماع التحالف ضد "داعش" لكسب دعم متواصل للحكم الذاتيِّ بالأقاليم الجنوبيّة

 

أخبارنا المغربية- ياسين أوشن

استطاعت الدبلوماسية المغربية أن تحول الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، المنظم بمدينة مراكش، إلى مناسبة تمكنت من خلالها الرباط من كسب دعم عدد من الدول المؤيدة لمقترح الحكم الذاتي، من أجل حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية الذي دام لعقود من الزمن.

وتعد هولندا آخر دولة أوروبية أعلنت دعمها مبادرة الحكم الذاتي الذي يتبناه المغرب منذ سنة 2007. كما جددت عدد من الدول دعم المغرب في قضية وحدته الترابية؛ منها سلوفاكيا وصربيا وإيطاليا وإسبانيا والبحرين والمجر والكويت وإفريقيا الوسطى وغينيا، كما جاء على لسان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".

إدريس قصوري، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، يرى أن "كسب الرباط دعم عدد من الدول في ما يخص موضوع الصحراء يأتي نتيجة تراكمات العمل المتواصل والدؤوب للدبلوماسية المغربية في مختلف المجالات، بقيادة وتوجيهات الملك محمد السادس".

وتابع قصوري، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أن "التطور الذي عرفه المغرب في مجال الهجرة وحقوق الإنسان والاقتصاد والصناعة والتكنولوجية وخلق علاقات استراتيجية مع عدد من الدول مبنية على أساس رابح-رابح...، كلها عوامل إلى جانب أخرى مكّنت الرباط من الظفر بدعم دولي لمبادرة الحكم الذاتي".

المحلل السياسي عينه أورد أن "أسطوانة 'تقرير المصير' المشروخة باتت مكشوفة ومفضوحة لدى عدد من الدول، التي خرجت من المنطقة الرمادية وأبدت دعمها للمغرب في ملف الصحراء"، مشيرا إلى أن "الاعتراف الأمريكي التاريخي كان بداية نهاية أفول أضحوكة 'تقرير المصير' التي تتبناها الجزائر ومعها صنيعتها البوليساريو".

وزاد الأستاذ الجامعي المذكور أن "العلاقات الدولية مبنية على المصالح، والمغرب كان يعمل على تطوير هذه العلاقات التي تُوجت بدعم مقترح الحكم الذاتي، عكس الجزائر التي تعاني وضعا داخليا صعبا يهدده الحراك الشعبي ومعه والأزمات الاقتصادية والاجتماعية...".

قصوري أردف أن لـ"داعش" سياقا وأرضية تنمو فيهما، مردفا في الإطار نفسه أنها "تنمو في بؤر التوتر وتنتعش في الحدود بين الدول وتحتضنها الجماعات الانفصالية؛ والبوليساريو من ضمن أسباب انتعاش 'داعش'، نظرا إلى أنها وفرت أرضية خصبة لها".

"وللقضاء على 'داعش'، يجب تجفيف منابعها"، يقول المحلل السياسي قبل أن يضيف: "لهذا أيّدت الدول المشاركة في الاجتماع المنظم في مراكش المقترح المغربي بغية إنهاء هذا التوتر المفتعل، الذي يغذي الحركات الانفصالية والتنظيمات الإرهابية".

وأبرز المتحدث نفسه أنه "لا يستقيم أن تشارك دول في تحالف مخصص للقضاء على 'داعش' دون أن تبدي موقفا واضحا من الكيان الوهمي الذي تنمو فيه الحركات الانفصالية"، لافتا إلى أنه "يستحيل القضاء على الإرهاب دون الوقوف عند مسبباته ومحاربة محتضنيه".

الأستاذ الجامعي كشف أن "الدول المؤيدة لمقترح الحكم الذاتي اقتنعت أن هناك ارتباطا وثيقا بين الحركات الانفصالية والتنظيمات الإرهابية، ولهذا تحدوها رغبة تجفيف منابع الإرهاب والتطرف واجتثاثها من جذورها"، مردفا أن "الاحتكام إلى قرار الأمم المتحدة 02-26 أيضا دفع عددا من الدول إلى الانضمام إلى البلدان الداعمة لمقترح الحكم الذاتي".

 

هذا وخلص قصوري في ختام تصريحه إلى أن "الاصطفاف الواضح للجزائر إلى جانب روسيا في حربها على أوكرانيا أفضى، كذلك، إلى تجاوز الغموض في موقف عدد من الدول، لاسيما الأوروبية منها، وهذا التوجه في صالح الرباط التي ظفرت بتأييد واسع لمقترح الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية".

تاريخ الخبر: 2022-05-12 18:23:34
المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 66%
الأهمية: 82%

آخر الأخبار حول العالم

قالمة: 45 رخصـة استغـلال واستكشـاف للثـروة المنجميـة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 03:24:16
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

تبسة: اتفاقية للتقليل من تأثيرات منجم الفوسفـات ببئر العاتـر

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 03:24:18
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية