أعيروا سمَّاعاتكم لمرضاكم ليسمعوا معاناتكم!!


التوازن والإنصاف بين ما لنا من حقوق وما علينا من واجبات مطلوب حتى لا يختل التوازن، وتضيع حقوق البعض نتيجة تجني البعض الآخر.

وهذا التوازن إلى حد ما شبه مفقود في عالم كوادر الصحة، الفئة التي تضحِّي بسلامتها من أجلنا، حيث تتطلب واجباتهم المهنية مخالطة ‏المرضى ممن لديهم أمراض معدية، ويتطلب تواجدهم في المستشفيات لساعات طويلة، يعملون ليل نهار في المناوبات متواجدين في غرف الطوارئ والعمليات والإنعاش وأقسام الأشعة والمختبرات وغيرها، وما قدَّموه أثناء الجائحة من تضحيات دليل على أهمية أدوارهم في حياة مجتمعاتهم، ومنهم مَن دفع حياته أو دفعت حياتها ثمنًا للمهنة الإنسانية التي أقسموا على أن يؤدوها على أكمل وجه، نسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وبعد كل ما سبق ذِكره، نسأل عن حقوق الأطباء وكوادر التمريض، فكم من شجار وقع عند أبواب الطوارئ، وعند غرف الإنعاش، وكم رُفعت (عُقل) "جمع عقال"، وارتفعت معها أصوات ذوي المرضى في وجوه إخواننا وأخواتنا من كوادر الصحة، وعندما يطالب الأطباء أو الممرضات بحقوقهم، نجد الأعذار على أن الدافع خلف أغلب المشاجرات كان ظنًا من ذوي المرضى بأن هناك تقصيرًا وتعاملًا ببرود مع الحالات الطارئة، وهذا غالبًا غير صحيح، والأطباء على مدار العام يستقبلون حالات حرجة، وإصابات حوادث في غرف الطوارئ شبه يومية، وهذا لا يعني أن حقوق الأطباء مهدرة، أو أن النظام لا يحميهم ممن يتعدى الحدود، ولكن نتحدث هنا عن بعض سلوكيات البعض الخاطئة، وشدَّني حول هذا الموضوع ما دوَّنته الدكتورة سماء الغامدي، ووجدته مناسبًا للاستشهاد به، فالحديث حول حقوق الأطباء من طبيب يكون له وقْع أكبر!


"أيها المريض العزيز.. نحن لا نتعامل ببرود..

لقد رأينا الموت ألف مرة في حياتنا اليومية، وسط القيح والدم وتأوُّهات المبتلين، وما تعتبره أنت حدثًا طارئًا في حياتك نحن نعايشه يوميًا وسنظل..

لقد احترقت أعصابنا منذ زمن... صارت رمادًا #والرماد لا يحترق مرتين، فالأطباء نبض الحياة.

ولكن حسنًا، كونك طبيبًا لا يعني أنك قد حصلت على درجات عالية خلال دراستك، بل مَن تكون أنت. لا يوجد أي كتاب بإمكانه أن يعلمك كيف تحزن مع مريضك. ولا توجد أي محاضرة تتعلم فيها كيف تخبر أحدهم بوفاة عزيز عليه أو أنه قد أوشك على ذلك. لا يمكن لأي معلم أن يعلمك كيف تحفظ كرامة مرضاك، وكونك طبيبًا لا يعني وصفات طبية، ولوائح وقوائم للمواعيد، بل يعني أنك قادر على منح اهتمامك ومحبتك للآخرين في أشد لحظاتهم ضعفًا".

من معاناة الأطباء على سبيل المثال لا الحصر، عدم احترام الوقت من قِبَل بعض المراجعين، وطَرق باب العيادة من قِبَل البعض الآخر، وما يسببه من إرباك للطبيب، وإزعاج للمريض، وكذلك ترك نصائح الطبيب المبنية على علم، والاستماع لأطباء الـ "واتس آب"، والاستراحات، وغيرهم ممن لا يفرقون بين الطب والطبل، وليت العناء ينتهي مع مغادرة العيادة، بل نجد العناء يتبع الأطباء في مناسباتهم الاجتماعية التي سرعان ما تتحول إلى عيادة!

وعندما يطلب أحد الأقارب أو الأصدقاء خدمة من الطبيب لابد من التنفيذ دون تأخير معتقدين أنهم الوحيدون، وما علموا بأن الأعداد والطلبات مستمرة.

بالمختصر، ترى الطبيب والطبيبة والممرض والممرضة موظفين، مثلهم مثل غيرهم، ولكن الفرق أنهم يتعاملون مع آلام الناس ومعاناتهم ومشاعرهم، فهل يراعي أفراد المجتمع مشاعر الأطباء والممرضين، أعتقد لو تمكّن المراجعون من استخدام سماعات الأطباء والطبيبات، لسمعوا ما بدواخلهم من آلام تكتمها صدورهم، لربما تفجّرت طبلات آذانهم!! أدري أنني بالَغت لكن لا تلوموني!!

Saleh_hunaitem@
تاريخ الخبر: 2022-05-13 09:23:42
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

رواد فضاء "شنتشو-17" يعودون إلى الأرض

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 12:09:45
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 51%

نجم المنتخب المغربي مرشح لنيل جائزة أفضل لاعب واعد بفرنسا

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 12:08:59
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 81%

زلزال بقوة 5 درجات يضرب دولة جديدة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 12:08:48
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 73%

توقعات أحوال الطقس اليوم الأربعاء

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 12:09:46
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 57%

أسعار النفط تتراجع لليوم الثالث على التوالي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 12:08:45
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 77%

بوريطة: المغرب ملتزم بإنجاح العمليات الانتخابية بإفريقيا

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 12:09:08
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 79%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية