تجددت متاعب الفلاحين بجيجل وتحديدا المنتمين منهم لشعبة الفراولة الموسمية مع نذرة العمال المؤهلين الذين بوسعهم جني المحصول وايصاله الى الشاحنات وحتى الى المستودعات التي تجمع بها هذه الفاكهة تأهبا لتوجيهها الى مختلف الأسواق . ووجد العشرات من أصحاب مزارع الفراولة بجيجل مرة أخرى أنفسهم أمام متاعب جمة من أجل ايجاد عمال مؤهلين لقطف حبات الفراولة وشحنها في الشاحنات التي تقوم بنقلها الى مختلف المستودعات والأسواق وذلك في ظل عزوف نسبة كبيرة من شبان الولاية وتحديدا الذكور عن العمل بهذه الحقول سواءا بأجر يومي أو حتى بالساعة على الرغم من المقابل المادي المعتبر الذي يتم اقتراحه على هؤلاء الشبان والذين يتراوح حسب الفلاحين الذين تحدثنا معهم مابين 1500 و2000 دينار لليوم الواحد ولايقل في أسوأ الحالات عن 1300 دينار . وأمام هذا المشكل الذي تحول الى هاجس يقض مضاجع فلاحي جيجل مع بداية كل موسم جني وحتى لاتضيع أطنان الفراولة الطازجة التي بلغت مرحلة الجني ولاتتعفن بالمزارع وكذا بالبيوت البلاستيكية التي زرعت بها وجد العشرات من فلاحي جيجل وتحديدا بمناطق خيري واد عجول ، سيدي عبد العزيز ، الجمعة بني حبيبي ، الطاهير ، القنار والشقفة أنفسهم أمام حتمية الإستنجاد بنساء من مختلف الأعمار لقطف حبات الفراولة واخراجها من المزارع حيث تتقاطر المئات من هؤلاء النسوة منذ ساعات الفجر الأولى على مختلف الحقول لللقيام بهذه العملية من دون كلل أو ملل على الرغم من كون أغلبهن يقطن بمناطق بعيدة جدا عن المزارع التي يعملن بها وتحديدا ببلديات الميلية ، سيدي معروف وحتى غبالة مايدفع بعضهن لقطع أكثر من 100 كلم في رحلتي الذهاب والعودة في الوقت الذي ينام فيه من كان حري بهم العمل في هذه المزارع أو بالأحرى الشبان الذكور الى ساعات متأخرة من النهار بدعوى أن العمل غير متوفر على حد تعبير أحد الفلاحين الذي وصف هذا الوضع بالمخزي خصوصا وأنه يعكس برأيه ” تكبّر” الشاب الجيجلي والجزائري عموما عن العمل في قطاعات حساسة كقطاع الفلاحة بدعوى أنه لايناسب شخصيته في الوقت الذي يقبل بأنشطة أكثر اجهادا واذلالا عندما يغادر أرض الوطن بدعوى أن ” القاوري يخلّص مليح” يضيف ذات الفلاح .
أ / أيمن