لماذا يبحث ابن كيران عن “الشو” السياسي؟


الثلاثون من أكتوبر عام 2021، تاريخ لم يكن كثيرون يعتقدون أن فيه سيعود عبدالإله بن كيران إلى رئاسة حزب العدالة والتنمية بعدما غادر سفينته إثر إعفاء ملكي في أعقاب فشله في تشكيل الحكومة، أو ما سمي وقتها بـ “البلوكاج الحكومي” الذي لعب فيه رئيس الحكومة الحالي، عزيز أخنوش، الدور الرئيس بعد إلحاحه على دخول حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وكاتبه العام ادريس لشكر.

 

عاد ابن كيران بعد سنوات، قلت فيها خرجاته الإعلامية إلا دقائق معدودات عبر أشرطة فيديو تبثها صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي التي اتخذها نافذة يطل فيها على مريديه وهو جالس في ركن “الصالون”، يعلق على الأحداث الوطنية تارة وينتقد سياسة أمين عام “البيجيدي” سعد الدين العثماني الذي خلفه في رئاسة الحكومة، تارة أخرى.

 

رئيس الحكومة الأسبق الذي قاد الإئتلاف الحكومي المشكل على هامش التعديلات الدستورية لسنة 2011، أتى أواخر السنة الماضية في جبة المنقذ لحزب “المصباح” الذي أطفأت انتخابات 8 شتنبر شعلته المضيئة للنسق السياسي طيلة عشر سنوات كاملة، ومن ثم لا يفوت بنكيران فرصة تواصلية إلا ويعود لممارسة خطابه السياسي الذي يمتلك مفاتيح ألغازه. إذ يصفه أتباعه بـ”الظاهرة التواصلية” و”القدرة على التأثير في الجماهير”، بينما يعتبرها منتقدوه “تجارة لسانية أثبتت فشلها في تدبير الشأن العام”.

 

وبرز خلال الأسابيع الماضية عودة اسم عبد الإله بن كيران إلى التداول السياسي والاجتماعي عبر دخوله في سلسلة انتقادات لاذعة للحكومة ورئيسها عزيز أخنوش، أو حتى تراشقه الأخير مع عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، رشيد الطالبي العلمي، إذ يرى مراقبون أن “السكتة القلبية” التي كادت تنهي الحياة السياسية لحزب المصباح، يحاول بنكيران “خلق رجة تواصلية للحزب عبر إثارة الانتباه أن العدلة والتنمية رغم سقطة الإنتخابات التشريعية إلا أنه قادر على التأثير والتوجيه”.

 

ويؤكد مراقبون أن ابن كيران يعمد إلى خلق البوليميك السياسي والعدو السياسي، على اعتبار أنه لا يمكن للحزب أن يعاود استجماع القوى فقط عبر تقوية الهياكل بل الدخول في صراع سياسي ومواجهة مفتوحة مع حزب الأحرار الذي يعتبره ابن كيران “خطرا” على حزبه.

 

في المقابل يعتبر آخرون أن الرجل كائن استثنائي، سواء على مستوى الخطاب والتواصل أو على مستوى المواجهة أو حتى على مستوى قدرته على استيعاب واحتواء المحيطين به. وفي مقارنة منه للمشهد السياسي بين مسار ابن كيران البرلماني والأمين العام لحزبه ورئيس الحكومة وفترة العثماني الذي ذاق طعم نفس المناصب، فإن ابن كيران يبقى ظاهرة سياسية يعرف كيف ينشط الحقل السياسي عموما والبرلمان بمجلسيه على وجه التحديد، والمغرب في حاجة إلى سنوات لإنتاج ظاهرة تواصلية شبيهة بابن كيران.

 

تاريخ الخبر: 2022-05-19 12:18:33
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 70%
الأهمية: 72%

آخر الأخبار حول العالم

الاتحاد الأوروبي يقرّ بشكل نهائي ميثاق الهجرة واللجوء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 15:26:11
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية