كاتبات يسردن تفاصيل أسباب انصراف فتيات الجنوب عن القراءة

قد تبدو ممارسة القراءة أمرًا بديهيًا لفتيات المدينة، لكن هل الأمر طبيعي هناك في أقصى الجنوب، هل قسوة المكان وطبيعة تقاليده وعاداته أبعدت الفتيات عن ممارسة القراءة خارج سياق مناهج التربية والتعليم، وخارج أسوار الجامعة، هل انصرفت بنات الجنوب عن القراءة الإبداعية، وبالتالي كان ذلك سببا في ندرة ظهورة كاتبات من الجنوب، في التقرير التالي تسرد كاتبات الجنوب تفاصيل انصراف  الفتيات القراءة.

جلاء الطيري

تقول الكاتبة الروائية جلاء الطيري لـ"الدستور":إن “الإنترنت اللص الذكى الذى لا يمكن إدانته، وله الكثير من الحجج التى يظهرها لتبرئة نفسه وستدافع عنه الملايين، لص الوقت ولص الثقافة والعامل الأوحد فى نشوء جيل لا صلة له بالقراءة والكتاب فى بداية الألفية وقبل انتشار الإنترنت كان التلفزيون هو سارق طيب يسرق بعض الوقت، ولكن الغلبة تكون للقراءة والكتاب”.

تتابع الطيري: "فى بداياتى كان الكتاب هو الوسيلة الوحيدة والأولى للمتعة كنا فى الطفولة نقرأ الكثير من القصص التى تتيحها مكتبة المدرسة الابتدائية العامرة بقصص لكامل الكيلانى وغيرهم من الكتاب وحين تنضب كتب المكتبة  كنا نتبادل كتب شهرية للمغامرين الخمسة، التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر كل شهر أو مغامرات أدهم صبرى، وروايات الجيب، ومجلة ماجد وسمير، كنا نعايش شخوص المجلة ونتعايش معهم، وحين كبرنا قليلا ذهبنا نقرأ مجلة الشباب ونصف الدنيا، ولكن تلك المجلات لم تعد تملئ شغفا تنامى وحبا للقراءة، أصبح يجرى فى العروق وخاصة مع انعدام أى وسيلة للترفيه وقضاء الوقت حتى ظهر مشروع القراءة للجميع الذى تبنته سوزان مبارك، فكان هو الملجأ لنا لقراءة الروايات العالمية المترجمة والروايات المصرية لكبار الكتاب دون الإخلال بميزانية الأسرة. 

ولفتت الطيري: “كان هذا ما نشأ عليه جيلى ولكن الآن ومع احتكاكى بالطلبة الذين اتعامل معهم أرى ارتباطهم بالكتب أو القراءة شبه معدومة وخاصة أن حصة المكتبة كانت جزءا رئيسيا من مادة اللغة العربية، وكانت لها حصة أسبوعية”.

وختمت الطيري: “أما الآن أصبحت مادة اختيارية، وأظن أن الإنترنت وعصر السرعة الذى نعيشه قد ساهم فى ندرة من يقرأون، ولكن تبقى لدور قصور الثقافة وخاصة ممن يديرونها إذا كانوا على قدرة من الثقافة دور كبير فى التشجيع على القراءة وخاصة لمن يرون فيهم بذور موهبة فيرعونها بالتشجيع”.

رجاء عبد الحكيم الفولي 

بينما تقول الكاتبة الروائية رجاء عبد الحكيم الفولي، مسؤول تنظيم إدارة الندوات بنادي أدب قصر ثقافة أبوتشت إن فكرة انصراف البنات عن القراءة من عدمها غير مطروحة، خاصة في زمن أصبحت وسائط التواصل الاجتماعي، ومن قبلها دخول الإنترنت، أبرز الطرق المباشرة للقراءة، إلى جانب جروبات القراءة المتنوعة، والذي خلق حالة عامة لشيوع القراءة الإبداعية والفكرية بشكل خاص بين مختلف الفئات.

وتلفت الفولي إلى أن "ما نقوم به عبر نوادي الأدب وقصور الثقافة بمثابة استقطاب لكل الفئات، وذلك لخلق حالة قرائية عامة، ومن مشاهداتي واشتباكي اليوم بهذه الفئات ثمة تنامي ملحوظ في إعلان الفتيات لوجودهن ككتلة قرائية متميزة، وكسر لحالة التقويض الاجتماعي المرتبط بالتقاليد وكسر لفكرة سرية الاشتباك مع القراءة خارج إطار مناهج التربية والتعليم للاشتباك مع كتابات إبداعية وثقافية وفكرية تشكل وجدان الأجيال الجديدة، صحيح أن نسبة القبول ضعيفة، ولكن إذا قورنت بحالة انغلاق مجتمعاتنا  فهي قوية وتدعو للتفاؤل". 

تيسير النجار 

وعلى العكس تذهب الكاتبة الروائية  تيسير النجار وتقول لـ"الدستور" إن “أول مرة انتبهت إلى أن القراءة أمر يشغلني وحدي، كنت أقرأ بجوار أختي بينما هي تتابع المسلسل على التليفزيون، وطلبت أمي مساعدة في شيء، طلبت أختي أن أذهب لمساعدتها، لأن القراءة يمكن تأجيلها بينما المسلسل لن يمكن، وذلك قبل انتشار اليوتيوب بالطبع”.

وتتابع النجار: “لحظتها أدركت كيف يرى غير محبي القراءة الأمر، لكن الواقع غير ذلك، هناك فقرات لا يمكن ترك الكتاب من يدك، بل أكثر من ذلك، حينما نستغرق في القراءة ننسى ما حولنا”.

وتضيف النجار: “أقرأ وأنا سعيدة وحتى أهرب من حزني.. في قريتي قليلات من يحببن القراءة وأكثر ندرة من يكتبن، ووحدي اخترت احتراف الكتابة وعشق القراءة، ذات مرة مررت لي صديقتي قول أحد الأشخاص وأظنه رأيها الشخصي أن كيف تسرق القراءة العمر، والأهم نظرة الرجل إلى المرأة التي تقرأ، أي التي تعرف أكثر وربما تهدد عرشه الواهن في الأصل”.

وتشير النجار: “الفتيات يجلسن على المصاطب في المساء، يجتمعن أمام السوبر ماركت الصغير يتحدثن كيف سيجهزن أنفسهم في الفرح القادم أو العيد، بينما أنا بجوار أبي وأمي المسنين أسمع عن الماضي وكيف كانت القرية وكيف صارت”.

وتختم النجار: “أرى القراءة هي الجنة في جحيم الحياة، والكتابة تطويع للجحيم حيث يصبح أن يحتمل، بينما يرن صديقاتي أنها مضيعة للوقت وجنوح للكآبة كيف يحدق المرء في حروف صماء ويشعر بالسعادة!”.

تاريخ الخبر: 2022-05-20 03:21:28
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

والــي أم البواقي يكشف: مسـاع للتكفـل بالمستثمريـن عبـر 17 منطقـة نشـاط

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

أكّدت أن أي عملية برية ستؤدي إلى شل العمل الإنســاني

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:31
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

عنابة: استحداث لجنة لمتابعة تهيئة الواجهة البحرية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:27
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

ميلة: بعثـة من مجلـس الأمـة تعايـن مرافـق واستثمـارات

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية