رأت صحيفة "يو أس توداي" الأمريكية أن استهلال الرئيس الأمريكي جو بايدن رحلته الآسيوية التي تستغرق خمسة أيام بزيارة مصنع سامسونج لأشباه الموصلات اليوم الجمعة تهدف إلى إظهار التعاون المتزايد بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن التكنولوجيا وقضايا أخرى.
وقالت الصحيفة إن بايدن استغل خلال زيارته للمصنع ودعى الحزبين إلى الموافقة النهائية على مشروع قانون من شأنه خفض التكاليف على الأمريكيين وعلى تخفيف التضخم إذا تمكن المفاوضون في الكونجرس من التوصل إلى اتفاق.
ويهدف التشريع إلى تعزيز إنتاج الرقائق والحماية من الانقطاعات المستقبلية لسلسلة التوريد ولكن مازال التشريع معلقا حتى الآن في الكونجرس.
وقال بايدن عقب الجولة مع رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك يول: "على مدى السنوات القليلة الماضية، رأينا مدى أهمية سلسلة التوريد لقد كشف جائحة كورونا ضعف سلاسل التوريد في الوقت المناسب".
وأضاف بايدن أن النقص العالمي في أشباه الموصلات وحرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا يساهمان في ارتفاع الأسعار، وإن الولايات المتحدة ستعمل مع شركاء مقربين مثل كوريا الجنوبية لتعزيز اقتصادها.
وتابع قائلا إن حرب روسيا سلطت الضوء على الحاجة إلى تأمين سلاسل التوريد الحيوية "حتى لا يعتمد اقتصادنا وأمننا القومي على الدول التي لا تشاركنا قيمنا".
وعندما سافر الرئيس السابق لكوريا الجنوبية، مون جاي إن، إلى واشنطن العام الماضي، أعلنت الدولتين عن "استثمارات متبادلة ومتكاملة" في أشباه الموصلات وبطاريات السيارات الكهربائية بهدف توسيع تصنيع المنتجات الرئيسية وتقوية سلاسل التوريد لتكون أقل اعتمادًا على الصين.
ومن جانبه قال الرئيس الكوروي الجنوبي إن "أشباه الموصلات هي بطبيعة الحال أصول أمنية لمستقبلنا" ونتطلع إلى دعم بايدن لتقديم حوافز لشركات أشباه الموصلات الكورية التي تستثمر في الولايات المتحدة.
وأوضح أنه يتطلع إلى أن تترجم زيارة اليوم إلى شراكة بين الولايات المتحدة وكوريا إلى تحالف اقتصادي وأمني قائم على شراكة تكنولوجيات متقدمة وسلاسل توريد عالمية.
وقال بايدن: "أنا وبلدي نتطلع إلى أن تكون أيام الزيارة القليلة مثمرة للغاية حيث يمكننا التعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل واستكشاف طرق للارتقاء بالتحالف بين جمهورية كوريا والولايات المتحدة إلى مستويات أعلى مما هو موجود بالفعل".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بجانب توسيع التحالف الثنائي مع الولايات المتحدة، يريد يون أيضًا أن يلعب دورًا أكثر نشاطًا في المحيطين الهندي والهادئ، حيث تعمل إدارة بايدن على تعزيز تحالف بين الدول الديمقراطية لمواجهة القوة الاقتصادية والعسكرية المتنامية للصين.
وأعربت الصين بالفعل عن استيائها من اهتمام يون بالانضمام إلى الإطار الاقتصادي الهندي والمحيط الهادئ الذي من المقرر أن يطرحه بايدن خلال رحلته- على حد قول الصحيفة.
ويعد الإطار الاقتصادي الهندي والمحيط الهادئ محاولة للإدارة الأمريكية للمساعدة في توجيه الاستراتيجية الاقتصادية في المنطقة بعد أن قام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإخراج الولايات المتحدة من اتفاقية تجارية مع دول مطلة على المحيط الهادئ. وسيركز الإطار الجديد على التجارة وتعزيز سلسلة التوريد والبنية التحتية وقضايا الطاقة النظيفة والضرائب وجهود مكافحة الفساد.