أكد مختصون في تجمع الشرقية الصحي، أهمية الكشف على ضغط الدم في وقت مبكر، خاصةً في ظل اعتقاد البعض بأن الضغط لا يصيب من هم في عمر الثلاثين، في حين أن البعض الآخر يتهاون في استخدام الدواء.

وقالوا لـ «اليوم»: إن مسار ضغط الدم هو أحد المسارات المعتمدة في وزارة الصحة، ويستهدف الكشف المبكر عن المرض، الذي

قد يصيب المرضى جراء أسباب عدة، من بينها الضغوط العاطفية، ونمط الحياة، والغذاء، والتدخين، والسمنة، وعدم ممارسة الرياضة.

السبب الرئيسي للمرض مجهول

قال المشرف على مبادرة «اعرف أرقامك» بشبكة الدمام الصحية ومجمع الدمام الطبي د. حسين آل عبيد: إن المبادرة التي أطلقتها وزارة الصحة، مبادرة وطنية موجهة للمجتمع كاملًا، يعرف من خلالها الشخص أرقامه في مجالات الصحة المختلفة.

وأوضح أن الحملة تستهدف التوعية، ومعرفة أهم المؤشرات الحيوية في الجسم، ومن أهمها معدلات الضغط «ارتفاعه أو هبوطه»، وقياس السكري، والمؤشر الثالث قياس كتلة الجسم، مضيفًا: هذه قياسات من المهم معرفتها في المجتمع.

ولفت إلى أن الوزارة أطلقت هذه المبادرة في جميع مستشفياتها، ومراكزها الصحية، إضافةً إلى الشراكة مع عدد من الجهات الحكومية وشبه الحكومية؛ لإجرائها لموظفيها.

وتابع إن بعضًا من أفراد المجتمع يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، دون العلم بأن لديهم ارتفاعا في معدلات الضغط، في عمر الثلاثين والأربعين، وذلك جراء ضغوطات الحياة، والمشاكل التي يعيشونها، مبينًا أن المعدل الطبيعي للضغط 120 / 80.

وبين د. آل عبيد، أن نوعين من أنواع الضغط، هما الانخفاضي، والانبساطي، في حين أن الضغط يرتفع على ثلاثة مراحل، مضيفًا إن الطعام غير الصحي، وزيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة، لها علاقة بالإصابة بالمرض، وهنا يأتي دور الوزارة في التنبيه على ضرورة الاهتمام والانتباه، ومراجعة الطبيب، والعلاج من البداية، وهذا يساعد في تقليل الأمراض في المستقبل.

وكشف أنهم يزودون الزائرين بأعراض الضغط، وأن كل مركز صحي ومستشفى لديه إحصائيات بأعداد المصابين بالضغط، والتي تختلف من منطقة لأخرى، ويستطيع كل شخص معرفة أرقامه عبر تطبيق «صحتي».

واختتم بأن هناك مفاهيم خاطئة عن الضغط، تختلف من مجتمع لآخر، فالبعض يعتقد أن العلاج والدواء واحد، مؤكدًا أن العلم لم يكتشف السبب الرئيسي للإصابة بالضغط بعد، وأن هناك عددًا من الأسباب الثانوية، منها ضغوطات الحياة، والضغوطات العاطفية، والوراثة، والسمنة، والتدخين.

تحذيرات من الأعشاب والخلطات على «مواقع التواصل»

أكدت أخصائي أول والمدير التنفيذي لعمليات تمريض الرعاية الصحية الأولية بتجمع الشرقية الصحي جنان الباذر، أن دور منسقي الحالة في مسارات الصحة هو دور جديد، أضيف إلى نماذج الرعاية الصحية الأولية، وبالتحديد للأمراض المزمنة، خاصة أمراض الضغط.

وأوضحت أن دورهم لا يقتصر على قياس العلامات الحيوية، ولكن متابعة الحالة حتى في المنزل، وتقديم رعاية متكاملة، ومتابعة ضغط الدم، والتحاليل التي يحتاجها المريض، وتحويله إلى العيادة الطبية المختصة داخل المركز الصحي، إضافةً إلى متابعة الجوانب المعرفية والتأكد من صحة المعلومات الصحية.

وتابعت أن الكثير من أفراد المجتمع يتأثرون بالنصائح حول تناول الأعشاب، وهنا يأتي دور المنسقين برفع الوعي، وتصحيح المعتقدات الصحية التي قد تؤثر على التحكم في الحالات الصحية.

وقالت الباذر: حتى يؤدي المنسقون دورهم بشكل مميز، لا بدّ من خضوعهم لدورات مكثفة وتدريبات لا تقل عن أربعة أشهر، يتم خلالها التعرف على طبيعة المرض، والتعامل معه بحسب مستوى الحالة المرضية، وأنواع التحاليل، والخطة العلاجية.

ولفتت إلى أن المنطقة الشرقية بها أكثر من 120 مركزًا صحيًا، ويستطيع مريض الضغط أن يكون له فريق متكامل يتابع حالته، ويتكون من طبيب وممرض ومنسق حالة، إضافة إلى أعضاء آخرين، والهدف هو ضمان أن يكون مريض الضغط في حالة مستقرة.

وبينت أنهم حاليا يسعون لتخريج الدفعة الثالثة من منسقي الحالة، بالتنسيق مع الأكاديمية الصحية في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وأن البرامج المقدمة لمنسقي الحالة، مشابهة لما يقدم في دول أخرى متقدمة، وأنهم يعملون على وجود ما لا يقل عن منسقي حالة في كل مركز.

وكشفت أن المريض يستطيع التواصل مع منسق الحالة، بالهاتف، أو عبر تطبيق «واتساب»، وهنا جعل الثقة بين المجتمع والمراكز الصحية أكبر، مبينة أن أبرز التحديات التي تواجههم، هي العوائق التكنولوجية والمادية، فأحيانا يكون هناك ضغط عال على البرنامج.

وأضافت الباذر إن علاج ضغط الدم يتم من خلال عيادات طب الأسرة، وأنهم يعتنون بالجانب النفسي، الذي يعد عاملًا مهمًا جدًا في العلاج، مؤكدةً أهمية معرفة المعلومات من مصادرها الصحيحة، والبعد عما يتداول في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالأعشاب والخلطات.

السمنة تزيد من خطر الإصابة

بين استشاري السمنة بمجمع الدمام الطبي التابع لشبكة الدمام الصحية د. مالك المطيري، أن من أبرز أضرار السمنة، ارتفاع ضغط الدم، الذي يُعد أمرًا شائعًا بين الذين يعانون من السمنة المفرطة، وبالأخص السمنة التي في منطقة الخصر، وذلك لعدة أسباب، أهمها زيادة الضغط داخل البطن بسبب الدهون المتراكمة، ما يؤدي إلى ضعف في الدورة الدموية للكلى بما يرفع ضغط الدم.

وقال: «يرتفع خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين، فهي الحالة التي تقل فيها فعالية الإنسولين في نقل السكر إلى الخلايا، وتعتبر الخلايا الدهنية أكثر مقاومة للإنسولين من الخلايا العضلية، لذا فإنَّ أحد أهم أسباب مقاومة الجسم للإنسولين هو السمنة، حيث يستجيب البنكرياس في البداية لمقاومة الإنسولين عن طريق إنتاج المزيد من هذا الهرمون، ويمكن أن تستمر هذه الحالة التي تحتوي على مستويات طبيعية للسكر، فيما ترتفع فيها مستويات الإنسولين لسنوات، وبمجرد ألّا يتمكن البنكرياس من مواكبة إنتاج كميات كبيرة من الإنسولين، تبدأ مستويات السكر في الدم بالارتفاع، ما يسبب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ولذا فإنَّ مقاومة الإنسولين تُعدّ حالة من مقدمات السكري».

وأشار إلى أن السمنة تعتبر أحد عوامل الخطر للإصابة بسرطان القولون عند الرجال والنساء، بالإضافة إلى سرطان المستقيم والبروستاتا عند الرجال، وسرطان المرارة والرحم لدى النساء، وقد ترتبط السمنة أيضًا بسرطان الثدي، خاصةً عند النساء بعد سن اليأس، وأنَّ الأنسجة الدهنية تدخل في إنتاج هرمون الإستروجين، ويمكن أن يؤدي التعرض لمستويات عالية من هذا الهرمون فترات طويلة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. وبيَّن د. المطيري أن السمنة تتسبب في الإصابة بالنوبة القلبية، ويرتفع خطر الإصابة بالنوبات القلبية بشكل كبير كلما ازداد الوزن، إضافةً إلى السكتة الدماغية، وحصى المرارة، والنقرس، والتهاب المفاصل النقرسي.

تصميم مسار يضمن تقديم الخدمات الطبية

قالت مساعد مدير مشروع مسار ضغط الدم في مراكز الرعاية الصحية نادين الثابت: إنه تم تصميم مسار ضغط الدم، من مسارات نموذج الرعاية الصحية، وبدأ العمل فيه عام 2018م، والوصول إلى المشاكل التي تواجه المرضى والطاقم الطبي.

وأضافت: حاولنا معالجتها من خلال تصميم المسار الذي يستهدف سهولة وصول مريض الضغط إلى الخدمات الطبية، وتسهيل تشخيصه، وزيادة الوعي بمرض ضغط الدم، مبينة أن أهم المشاكل التي كانت تواجه المرضى، هي توجههم إلى المستشفيات، بالرغم من أن بعض الحالات لا تستدعي ذلك، ولكن تصميم المسار، أسهم في تعزيز دور المراكز الصحية.

وتابعت: أصبح مرضى ضغط الدم يراجعون المراكز الصحية، ويتابعون فيها خطتهم العلاجية، الأمر الذي ساعد في تخطي العديد من المشكلات التي كانت تتعلق بالتواصل بين المراكز الصحية والمستشفيات، فتكون هناك فجوة في ذلك. وأكملت: اختلف ذلك بعد تصميم المسار، حيث تتولى المراكز التشخيص والعلاج، وفي حالة المضاعفات يتم نقل المريض إلى المستشفى، مشيرةً إلى تعزيز المراكز الصحية بفرق صحية مختصة.

مضاعفات وأعراض جانبية لـ «المسكنات»

قال أخصائي طب الأسرة في مراكز تجمع الشرقية الصحي ناصر بو خمسين: إن دور طبيب الأسرة يقدم الرعاية الصحية بكافة جوانبها، الطبية والنفسية والاجتماعية، وغيرها، وإن كل نظام صحي متكامل يبدأ من الرعاية الأولية، حيث النصائح الصحية والاستشارات.

وأوضح أنهم يستهدفون أن يصل الشخص إلى معرفة كيفية تجنب المرض، وعند وصول المريض، يدرسون حالته؛ لتقديم الأدوية المناسبة له، إضافةً إلى دور المدرب الصحي، الذي يستهدف تغيير سلوكيات المريض، خاصةً مشاكل القلق، والمشاكل النفسية.

وبين أن تحويل المريض للمستشفى يكون بعد استكمال جميع ما يحتاجه في المراكز الصحية، وأن العلاج يختلف من مريض لآخر، محذرًا من تهاون البعض في الأدوية، واستعمال أدوية مريض آخر، موضحًا أن هناك أدوية تسهم في إعادة الضغط إلى معدلاته الطبيعية، ولكن لا يوجد علاج يقضي على الضغط.

وتابع بو خمسين إن بعض المرضى يستمرون في الأدوية، ثم يتوقفون عنها فجأة، مع بدء اختفاء أو تراجع الأعراض، الأمر الذي يتسبب في مضاعفات أخرى، مؤكدًا أنه على مريض الضغط إبلاغ الطبيب أو الصيدلي بمعاناته المرض، وذلك عند استخدام أدوية أخرى، خاصةً أن منها ما يتعارض مع الضغط، كالمسكنات، التي من أعراضها الجانبية، أنها ترفع الضغط.

إحصائيات «اعرف أرقامك»

منسقو الحالة

639

الفعاليات

74

فعالية وزيارة خارجية

مشرفو المبادرة

14

المسجلون بالمبادرة

21258

شخصا

المستشفيات المفعلة للمبادرة

22

مستشفى

المراكز الصحية

119

مركزًا

المستفيدون

80543