عزيزة سليمان
مضادات التأكسد هي عبارة عن فيتامينات ومعادن أشهرها الفيتامين (سي) والفيتامين (آ) والفيتامين (إي) والسلينيوم ومجموعة مشبهة بالفيتامينات وتقوم مضادات التأكسد بتخليص الجسم من الجذور الحرة ، تحييدها أو تثبيط نشاطها الكيميائي بالإتحاد معها كيميائيا وذلك بمشاركتها بإلكتروناتها الخارجية مكونة روابط كيميائية ينتج عنها مركبات مستقرة كيميائيا وغير ضارة بخلايا الجسم الحية، ويقوم الجسم بالتخلص منها بهدوء وسلام. وتشمل مضادات التأكسد عدد من الأنزيمات ومواد أخرى مثل فيتامين هـ والبيتا كاروتين الذي يتحول إلى فيتامين أ، وتضاف مضادات التأكسد إلى المواد الغذائية كالزيوت النباتية لتأخير الضرر الناجم عن التعرض للهواء. وتقلل مضادات التاكسد من خطر السرطان والتنكس الجزيئي المرتبط بالتقدم بالعمر، وتبطئ من تقدمه.
أن الأشخاص ذوي الصحة الجيدة قد يستفيدون كثيرًا من مضادات التأكسد لأنها تساعدهم في تقليل الضرر الذي تسببه جزيئات الأوكسجين عالية الفعالية (الجذور الحرة للأوكسجين ) الناتجة من عمليات الأيض في الجسم.
يبحث العلماء عن طريق لابطاء عمليات الشيخوخة فان تحقق ذلك سيكون انجازا يساعد في تأخير أو منع السرطان وامراض القلب وغيرها من العوامل المميتة التي تزيد مع التقدم في العمر.
يقول العلماء إن الوضع المثالي هو أن يعيش الإنسان حياة طويلة صحيحة ثم تمضي في عملية انهيار سريع تنتهي بالموت.ان الشيخوخة مبرمجة بطبيعة وراثية صارمة، أو عن طريق التلف العشوائي للدنا أو لبعض الإنزيمات المهمة اللازمة لاستمرار الجسم في عمله. كما قد تنجم عن التغيرات في مستوى الهرمونات، أو عن تراجع نشاط جهاز المناعة، أو عن النشاط الدؤوب للجزيئات ذات الفعالية العالية والمتميزة بقدرتها التدميرية الكامنة، وتسمى الأشقاق طليقة الأكسجين ,الجذور حرة الأكسجين oxygen free radicals.
وتقدم نظرية الجسد المستهلك دعما للافتراضات القائلة بأن الشيخوخة تنتج من تلف تسببها الجزيئات الناتجة في مسار الحياة الطبيعي، شاملة الأَشْقاق (الجذور) radicals طليقة الأكسجين. وفكرة أن الجذور طليقة الأكسجين تلعب دورا في الشيخوخة. فكثير من التفاعلات البيولوجية يولد جذور طليقة. ولما كانت هذه الجذور تحمل إلكترونا منفردا (أي غير مزدوج) فإنها تستطيع أن تؤكسد الدنا DNA والبروتينات والليپيدات وجزيئات أخرى في كل أنحاء الجسم، ومن ثم تتلفها. وهي تستطيع أيضا أن تنتج مزيدا من الجذور والمؤكسدات ذات القرابة بها، مثل فوق أكسيد الهيدروجين، وبالتالي تحفز سلسلة طويلة من النشاط التدميري في خلايا الجسم وأنسجته قد يسبب الشيخوخة.
أثناء العمليات الطبيعية للأكسدة الحيوية ينتج الجسم سموماً تُعرف بالجذور الحرة. يمكن لهذه الجزيئات أن تدمر الخلايا و المادة الوراثية (DNA)، غير أن هذه المواد الضارة عموماً يتم إزالتها بمضادات التأكسد قبل أن تضر بالجسم.
تؤثر الجذور الحرة على عملية الأكسدة في العديد من الأمراض المرتبطة بتقدم السن وقد اقترح بعض الباحثين أن هذا الضرر قد يكون السبب الرئيسي لعملية الشيخوخة ذاتها. يبحث العلماء الآن عن دور الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة في الحد من الآثار الضارة الناتجة عن عمليات التأكسد الخلوية، بل و حتى دورها في إبطال الشيخوخة.
ينشأ الدمار الناتج من عمليات الأكسدة الخلوية وهي تفاعلات الأكسجين مع جزيئات أخرى مثل صدا الحديد عند تعرضه لأكسجين الجو . تنتج أجسامنا الجذور الحرة خلال العمليات الخلوية الطبيعية التي يدخل فيها الأكسجين.
الجذور الحرة هي مواد مؤكسدة عالية النشاط. ترتبط الجذور الحرة و تهاجم بسهولة كل مكونات الجسم: الدهون، الكربوهيدرات، البروتينات، الإنزيمات و DNA. و على هذا، تتداخل الجذور الحرة مع الوظائف الطبيعية للخلايا و تكاثرها. يؤثر الدمار التأكسدي على الأغشية الخلوية و المادة الوراثية و البروتينات مع تقدم العمر. و يعزي بعض الباحثين أن هذا هو السبب وراء موت و فشل الخلايا والأغشية و الأعضاء. أن التدخين و التعرض لبعض السموم مثل الزئبق و العدوى الميكروبية الحادة مع حدوث الصدمة يمكن أن تؤدي إلى إنتاج المزيد من الجذور الحرة و التحطم التأكسدي. التمارين الرياضية الشاقة، التي تزيد حاجة الجسم للأكسجين، تعمل أيضاً على إنتاج المزيد من الجذور الحرة، بالرغم من أن التمارين الرياضية تعمل أيضاً على تحفيز الدفاعيات التأكسدية للأنسجة.
