الدار- خاص
أدرجت المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أربع تحولات كبرى سواء على مستوى محتوى البرامج أو على مستوى المقاربة والمنهجية، والتي تشكل أهم رهانات المرحلة الثالثة من هذا الورش الملكي المتجدد.
يهم التحول الأول الرأسمال البشري من خلال التركيز على الفرد بدلا من الاهتمام بالإنجازات المادية عبر مواصلة مجهودات المرحلتين الأولى والثانية، والعناية بتنمية الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، كما يهم التحول الثاني المقاربة التشاركية عبر اشراك فاعلين رائد ومختصين عوض التنفيذ المباشر.
التحول الثالث يهم إعطاء أهمية للتدبير المبني على النتائج من خلال وضع نظام لقيادة المشاريع استنادا على مؤشرات منظومة التتبع وتقييم الآثر، والتمويل المشروط بتحقيق النتائج، فيما يهم المحور الرابع تعزيز حكامة جيدة من خلال انخراط كافة الشركاء والفاعلين لضمان الالتقائية وتعاضد الوسائل والامكانيات عبر اعتماد الدائرة كمجال ترابي الأنسب لتشخيص الحاجيات، والبرمجة المتعددة السنوات للمشاريع، وأجهزة حكامة على المستويين المركزي والترابي.
المرحلة الثالثة تقوم كذلك على تغيير نمط التفكير من خلال تدبير مسلسل التغيير على استراتيجية للتكوين وتقوية قدرات كافة الفاعلين في منظومة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ) أكثر من 16 ألف شخص(، كما تضع المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أسس تنمية مستدامة للرأسمال البشري من خلال الاستدامة المالية للمشاريع وتحقيق الاستمرارية المؤسساتية، وتشجيع الابتكار من أجل تنمية الرأسمال البشري، وإرساء منظومة التتبع والتقييم، وكذا تعميم المشاريع المنجزة على المستوى الوطني، فضلا عن تعزيز التقائية تدخلات جميع الأطراف المعنية.
جدير بالذكر أن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ترتكز على 4 برامج أساسية، وهي أولا تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية الاجتماعية، وثانيا مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وثالثا تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، في حين يقوم البرنامج الرابع على دعم الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة.