أخبارنا المغربية: عبد الاله بوسحابة

نجح المغرب مرة أخرى، في تقديم درس جديد عنوانه "المستحيل ليس مغربيا"، وقد عاين العالم بأسره ليلة أمس، كيف سطع نجمه عاليا، بعد أن بصم على مستويات عالية جدا وهو يستضيف حدثا كرويا قاريا كبيرا جدا من قيمة "نهائي عصبة الأبطال الإفريقية"، سواء من حيث التنظيم والأمن، وخاصة حسن الاستقبال وكرم الضيافة، كما هو معهود على كل المغاربة.

وبشهادة كل المتتبعين في القارة السمراء والوطن العربي، بل وحتى على الصعيد الدولي، فقد نجحت بلادنا مرة أخرى في تقديم صورة جميلة وحضارية، وهي تستقبل عرسا كرويا كبيرا، يشد إليه اهتمام ملايين المتتبعين عبر العالم، ولعل الصور والمشاهد التي تناقلتها وسائل إعلام دولية، كانت كافية لتفحم الجميع، خاصة بعد أن مر هذا الحدث الرياضي في ظروف تنظيمية مثالية جدا، دون تسجيل أي هفوات، وهو ما يؤكد للمرة الألف، أن المغرب قادر على تنظيم تظاهرات ضخمة جدا، وبكيفية احترافية صرفة.

جامعة لقجع ورجال الحموشي يصنعون الحدث: 

أن يمر حدث كروي كبير من قيمة "نهائي عصبة الأبطال الإفريقية" دون وقوع أخطاء تنظيمية، فهذا لم يكن وليد الصدفة، وإنما هو ثمرة مجهودات جبارة، بذلت في السر والعلن، كان أبطالها رجال الحموشي الذين نجحوا في تأمين هذه المقابلة، منذ وصول بعثة الأهلي وجماهيره إلى مطار محمد الخامس بالبيضاء، إلى مغادرتهم منه صوب مصر، بدليل الشهادات التي أدلى بها مسؤولو الفريق المصري ومناصريه، الذين نوهوا عاليا بمدى حرارة الاستقبال وتأمين التنقلات وتوفير كل الظروف المثالية طوال مقامهم بالمغرب، أضف إلى ذلك، الإمكانيات الضخمة التي وفرتها جامعة "لقجع"، والتي أبهرت رئيسي الـ"فيفا" و الـ "كاف"، بل وحتى الصحافة الدولية التي أكدت علو كعب المغاربة وتمرسهم في تنظيم تظاهرات رياضية من هذا الحجم.

قناة الرياضية.. درس جديد في الإبداع والتميز: 

كعادتها، نجحت قناة الرياضية تحت إشراف مديرها "حسن بوطبسيل"، في القيام بتغطية إعلامية متميزة جدا، قدمتها في طبق شهي يغري بالمشاهدة، وفق كيفية تضاهي ما يقدم عبر كبريات المؤسسات الإعلامية الرائدة، إن على مستوى النقل التلفزيوني الذي كان احترافيا وبجودة عالية جدا، أو حتى على مستوى الإخراج الذي لم يفلت أي صغيرة أو صغيرة في تفاصيل هذا العرس الكروي، فضلا عن "البلاطو التحليلي" الذي نجح في وضع المشاهد أمام قراءة تفصيلية لكل الجزئيات التقنية والتكتيكية المرتبطة بهذه المقابلة الحاسمة.

جماهير الوداد.. ملوك المدرجات وصناع الفرجة بامتياز: 

مرة أخرى، نجحت جماهير الوداد البيضاوي أو "ملوك المدرجات" كما يحلو للبعض تسميتهم، في نسج فصول ملحمة كبرى، عنونها "الفرجة والتميز"، بطرق تشجيع خرافية واحترافية صرفة، كانت حافزا قويا للاعبي الفريق من أجل تحقيق اللقب الثالث قاريا، وهذا ليس بغريب على فصيل "الوينرز" الذي أثبت للمرة المليون أنه "اللاعب رقم 12" الذي بوسعه أن يقلب أطوار أي مقابلة مهما كانت أهمية الخصم وقوته، ولعل الصور والمشاهد التي سوقتها من على المدرجات، لدرس بليغ في التأكيد على أهمية وقوة هذا العنصر الصعب في معادلة صعبة جدا اسمها "الوداد البيضاوي".

لاعبو الوداد.. غزاة القارة الذين حققوا اللقب بـ"صفر" انتداب:  

رغم كل الإكراهات الصعبة التي أحاطت بفريق الوداد البيضاوي منذ بداية هذا الموسم الكروي، بسبب منع الانتدابات، ومحدودية دكة البدلاء، إلا أن الكوتش "وليد الركراكي" كان له رأي آخر، بعد نجح في نسج توليفة مثالية حققت الأهم، في انتظار قطف باقي الثمار، وهو الحديث عن البطولة وكأس العرش وكأس السوبر، فالرجل بخبرته وذكائه، استطاع أن يجعل من فريق لم يكن أكثر المتفائلين يعتقد أن تقوم له قائمة -استطاع- أن يجعل منه وحش كاسر يحصد الأخضر واليابس، بل وكان أيضا وراء توقيع شهادة ميلاد أسماء أصبح الكل يتغنى بها، من قبيل المدافع "أمين فرحان"، والنجم الكبير "عبد الله حيمود".. منحها الثقة وساندها بقوة إلى أن أضحت رقما صعبا داخل القلعة الحمراء، دون أن ننسى الجهود العالية والقتالية الكبيرة التي بصم عليها أشاوس الوداد، من قبيل الكابيتانو "يحيى جبران"، والمايسترو "أيمن الحسوني"، إلى جانب الصخرة الصلدة "أشرف داري"، الجناح الطائر "زهير المترجي"، والمكوك السريع "يحيى عطية الله".. وباقي الرفاق..