فساد عميق
فساد عميق
يعيش مجتمعنا تجادبا كبيرا بين الصالح والطالح, السلبي والإيجابي الكل يقر بصعوبة العيش ولا حديث يدور إلا عن سوء الأخلاق, في الشارع في الأماكن العمومية في الإدارات, في البيت والعائلة وللأسف وصلنا للأماكن التربوية التي كانت تعتبر مقدسة بالنسبة لنا. فلا احترام ولا تواصل بين أفراد المجتمع في غالب الأحيان. وقد نتناسي أن كل واحد منا طرف في تدهور الأوضاع الأخلاقية, ولنا فيها نصيب أوفر من المسئولية, لكن كيف يمكن علاج ذلك؟
بإمكاننا العيش في سلام وفي هدوء لو عرف كل واحد منا أن تفاعله مع المجتمع بالشكل الحسن سيؤثر في استقامته ويحرص علي أن التغيير يبدأ بأنفسنا أولا ثم الانتقال إلي عامل النصيحة للآخرين, مجتمعنا يعرف منذ الاستقلال بالمستهلك الفوضوي لايجيد الصناعة, ولا حتي ثقافة التركيب في الأفكار, فما بالك إذا تعلق الأمر بالأخلاق؟ الحقيقة أن الكثير ساهم في تدني الأخلاق وفي كل الفضاءات, خاصة تلك التي من واجبها معالجة قيم المجتمع, في تقديم النصح والإرشاد تأثرت هي الأخري بثقافة الإهمال وانغمت في فساد عميق, فلم يجد المواطن ‘أي قضاء بامكانه مساعدته علي العيش في سلام.
لا تكفي دروس الوعظ في المساجد, مادام أغلبها مسها المرض ولا المدارس التي باتت فضاء للإهمال, قلة الأدب النميمة, سوء الإدارة, الغوغاء, المحسوبية, الجهل, انعدام الاحترام ,التنمر والتمييز, ولا حتي للوظيفة التي اكتسحها أخطبوط الفساد, الكثير يشجع الفساد ويكرم المفسد ويبعد المصلح, كيف لا والمجتمع وصل تدني أخلاقه لدرجة الصفر, وهو في طريق سلبي يسير بسرعة فائقة.. فهل للمخلصين كلمة؟.