الدار- خاص
في إنجاز جديد للدبلوماسية الإماراتية يعكس نجاح سياستها الخارجية، فازت دولة الإمارات برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي “كوبوس”، أحد أكبر اللجان في الأمم المتحدة، والتي تضم في عضويتها 100 دولة.
وعهدت مهمة قيادة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي “كوبوس”، لعمران أنور شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ. وينص النظام المعمول به في المؤسسة الأممية، على أن رئاسة الإمارات للجنة الأممية، التي تأسست لأول مرة العام 1959، وتتبع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، ستستمر لمدة عامين 2022-2023.
و سيسهم فوز الإمارات برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي “كوبوس”، في تعزيز قوة الامارات الناعمة خلال المرحلة المقبلة، كما يعكس ويرسخ ريادة الدولة في مجال سياسة الفضاء من خلال قيادة الحوارات حول التحديات الرئيسية التي تواجه الفضاء العالمي.
هذا الفوز يجسد دبلوماسية الفضاء الإماراتية في تسهيل عقد الاتفاقيات الدولية، وضمان الالتزام بالمعاهدات الدولية في زمن التكتلات الجيوسياسية والجيواقتصادية وسباق الوصول إلى الفضاء من قبل القطاع الخاص، كما يأتي هذا الفوز في مرحلة جد حساسة موسومة بتنافس دول العالم في إطلاق أعداد كبيرة من الأقمار الاصطناعية، وسيكون دور اللجنة محورياً في بناء السياسات لضمان استدامة الفضاء.
فوز يجسد كذلك، انعكاس مباشر وواضح لنجاح دبلوماسية العلوم والتكنولوجيا والمعرفة التي رسختها الإمارات في علاقاتها الخارجية المختلفة، بما يعكس جهودها الحثيثة في قطاع، لا يزال واعداً بالاكتشافات والمعارف القادرة على تعزيز مسيرة التنمية البشرية.
ودخلت العلاقات الإماراتية-المغربية مرحلة جديدة من التعاون الثنائي قوامها التنسيق والتشاور المستمر إزاء القضايا الدولية والإقليمية، بما يسهم في تعزيز السلم والاستقرار والمنطقة في العالم بأسرة، وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص.
وعلاقة بفوز الامارات برئاسة “لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي “كوبوس”، وقع المغرب شهر غشت 2021، على الميثاق الأساسي للمجموعة العربية للتعاون الفضائي، وذلك خلال زيارة وفد رسمي مغربي برئاسة مدير عام المركز الملكي للاستشعار البعدي الفضائي الدكتور ادريس الحداني، لمقر وكالة الإمارات للفضاء في أبوظبي جرى خلالها بحث آفاق التعاون في المجال الفضائي بين البلدين الشقيقين.
زيارة مهمة أتت تحت مظلة مبادرة المجموعة العربية للتعاون الفضائي وفي إطار تبادل الزيارات الثنائية لتبادل المعارف والخبرات والتعرف على الإمكانيات ومناقشة آخر المستجدات وتوطيد العلاقات وبحث سبل تفعيل التعاون الثنائي والمشاريع المشتركة مع الدول العربية الشقيقة.
من جانبه، كان المغرب حريضا على الانضمام إلى المجموعة العربية للتعاون الفضائي، كما أن “المركز الملكي للاستشعار البعدي الفضائي”، كان حريصاً على التوقيع على الميثاق الأساسي للمجموعة حضورياً وخلال زيارة رسمية لدولة الإمارات في دلالة كبيرة على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات لاسيما في مجال الفضاء.
وتروم مبادرة المجموعة العربية للتعاون الفضائي التي تتبناها وترعاها دولة الإمارات، تعزيز التعاون الفضائي العربي بما يقود إلى تحقيق مكانة عالمية في مجال الفضاء، ورؤية موحدة وتعاون مثمر يصب في مصلحة الدول الشقيقة عبر الاستفادة من تطورات قطاع الفضاء وتطوير استخداماته في الأغراض السلمية.
تجدر الإشارة كذلك في هذا الصدد، الى أن الميثاق الأساسي للمجموعة العربية للتعاون الفضائي، الذي كان قد تم اعتماده خلال الاجتماع السادس لممثلي الدول الأعضاء في المجموعة على هامش معرض دبي للطيران في نونبر2019، يهدف إلى تعزيز تبادل المعارف والخبرات الفنية والتجارب والمعلومات بين الدول العربية المشاركة فيما يخص الفضاء وتشجيع التطوير والبحث العلمي والابتكار في مجال الفضاء من أجل تعزيز عملية بناء القدرات الفضائية لدى أعضاء المجموعة.
كما يهدف الميثاق الى التنسيق من أجل تحقيق الانسجام في السياسات والقوانين والإجراءات الفضائية والسعي إلى توحيدها ما أمكن بالاستفادة من أفضل الممارسات والمعايير المعتمدة عالمياً، وتشجيع ودعم التعاون في مجال إنشاء وكالات للفضاء أو برامج فضائية في الدول التي لا يوجد فيها مثل هذه الوكالات والتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة.
