ازدادت حالة القلق العالمي، بعدما أعلنت السلطات الصحية في الكونغو وفاة 9 أشخاص متأثرين بإصابتهم بمرض «جدري القردة»، إضافة إلى تسجيل نيجيريا أول حالة وفاة بسبب المرض هذا العام، كما تستمر على التوازي بنحو 20 دولة في مواجهة حالات تفش مفاجئة.. وفي هذا الإطار نتساءل عن السلالات المُسببة لتلك الوفيات، واستعدادات المجتمع الطبي في مصر حال اكتشاف المرض.

جدري القردة ينقسم إلى سلالتين

أوضح دكتور «محمد عز العرب» أستاذ أمراض الباطنة بالمعهد القومي للكبد في تصريحاته لـ«الوطن»، أن فيروس جدري القردة ينقسم إلى سلالتين؛ السلالة الأولى توجد في وسط أفريقيا وتكون أشد خطورة من حيث الأعراض وسرعة الإنتقال من مريض لآخر، وتصل بها نسبة الوفيات إلى حوالي 10%، أما السلالة الثانية فهي تنتشر في غرب أفريقيا وتكون أقل خطورة؛ حيث تبلغ نسبة الوفيات المصابة بها إلى 1% فقط.

وأضاف دكتور «عز العرب» أن نسبة الوفيات الناتجة عن الإصابة بجدري القردة أقل بكثير من الجدري العادي وتقتصر حتى الآن على دول أفريقيا «الجدري حقق نسبة وفيات مرعبة إلى أن تم القضاء عليه في الثمانينات بعد تحضير اللقاح»، أما بالنسبة لوفيات جدري القردة؛ فقد استقبلت منظمة الصحة العالمية تقارير من وسط وغرب أفريقيا تفيد بوصول نسبة الوفيات لأكثر من 1400 حالة من ديسمبر 2021 حتى مايو في العام الحالي.

لا يوجد سبب علمي لتفشي المرض خارج افريقيا

السبب المعروف لإنتشار جدري القردة، وفقًا لبيان منظمة الصحة العالمية، هو انتقاله من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية للإنسان:« المرض كانت بدايته في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية لأنهم في أفريقيا بيتعاملوا مع الحيوانات البرية بس الجديد في الأمر هو انتشاره في دول لم تخالط الحيوانات ولم تتعامل مع إنسان مصاب بالفيروس، والسبب العلمي مجهول حتى الآن» كما قال دكتور عز العرب لـ «الوطن».

الدولة توفر اللقاحات وتصدر النشرات الطبية

تتطور أعراض جدري القردة التي تشمل حمي وصداع وآلام بالظهر والعضلات، حتى تشتد على المريض وتؤدي للوفاة كما صرح دكتور«عز العرب»: «مادام المرض أدى لوفيات يبقا لازم ناخد بالنا»، داعيًا إلى ضرورة الإهتمام بالنظافة الشخصية وعزل أي مريض يُصاب بالحمي عن باقي أفراد الأسرة، ونقله بشكل سريع إلى أحد مستشفى الحميات.

وأشار إلى أن مصر بدأت استعدادها في توفير اللقاحات للوقاية من الفيروس، كما تم إصدار نشرات طبية لكل الإدارات الطبية في مصر للتعرف على كيفية التعامل مع هذا المرض عند ظهوره: «وفقًا للتوقع العالمى الطبي، لن تحدث جائحة مثل كورونا.. ولكن ينبغي الحذر خصوصًا بعد ظهوره في الدول القريبة منا كالإمارات».