«العلاج الجيني والأجسام المضادة، يمثلان نقلة نوعية في علاج الأمراض حال نجاح التجارب السريرية»، بتلك الكلمات زف عدد من الأطباء بشرى سارة للمرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية كالأورام السرطانية وغيرها، خاصة بعدما نشرت مجلة «نيوو إنجلاند جورنال أوف ميديسين»، النتائج التي حققها عقار «دوستارليماب» الجديد، في التجارب الأولية على عدد من المرضى، ونجاحه في علاج سرطان القولون والمستقيم، بعد تناولهم العقار لمدة 6 أشهر، وكشفت النتائج عن اختفاء  الأعراض لديهم جميعًا.

طبيب: العلاج جُرب على مرضى أورام القولون

وقال الدكتور عبدالهادي خضر، أستاذ الباطنة والمناعة بمستشفى نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، إن نتائج الدواء وفقًا للتقارير المنشورة، مبشرة على المصابين بأورام القولون، لافتًا إلى أنها خطوة إيجابية في علاج الأورام الخبيثة، لافتًا إلى أن الأمر بمثابة استمرارية لاستخدام التكنولوجيا والأجسام المضادة لعلاج الأورام، منوهًا بأنه مصنع من الأجسام المضادة التي تهاجم الخلايا السرطانية من خلال التعرف عليها.

الأورام السرطانية

وأضاف «خضر» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الجميع يعلمون التعريف الطبي للأجسام المضادة المستخدمة في علاج فيروس كورونا، والتي تم العمل باستخدامها على إنتاج دواء يسهم في علاج الأورام السرطانية، مشيرًا إلى أنه جرى استخدام الأجسام المضادة في علاج ورم البنكرياس وهو في المرحلة الأولى من التجارب، ولكن المؤشرات إيجابية، مؤكدًا أن التكنولوجيا الجديدة في علم الجينات والأجسام المضادة ستسهم في علاج العديد من الأمراض الخطيرة كالأورام السرطانية حال نجاحها، حيث ستسهم في الحد من انتشار العديد من الأمراض الخطيرة.

عميد معهد اورام القاهرة السابق: العلاج للتعامل مع الحالات المتقدمة

وقال الدكتور حاتم أبوالقاسم، عميد معهد أورام القاهرة السابق، أن الدواء الجديد قيد التجارب، مضيفًا أن علاجات الأورام تختلف عن بعض العلاجات للأمراض الأخرى: «لو في ورم ممكن أن يعمل العلاج على  تخفيفه أو تقليل انتشاره، وده بيكون في حالات الأورام الشديدة المتمكنة، ولكن لا يعالج بنسبة 100%، والأدوية التي تجري عليها التجارب تعمل على وقف انتشار المرض، وتحسين الجهاز المناعي وهي شئ إيجابي»، مضيفًا أن الأدوية تعمل لفترة، ومن ثم يبدأ الورم في التعامل معها، وبالتالي يستعيد انتشاره.

وأضاف عميد معهد أورام القاهرة السابق في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن نسب التعافي من السرطان كبيرة، ولكنها تكون في الحالات التي يتم تشخيصها مبكرًا، والتعامل معها مباشرة، لافتًا إلى أن أدوية التجارب حاليًا يجري تجربتها على الحالات المتأخرة، وتحقق نسب معقولة نجاح معقولة في تحجيم المرض.

وأكد عميد معهد أورام القاهرة، أن التجارب أجريت على عدد بسيط من المرضى المصابين بأورام في القولون، ولم تتطرق التجارب لباقي أنواع الإصابة بالورم، مشيرًا إلى أن هناك ما يقرب 300 نوع من الأورام السرطانية، والتجربة على 12 مريضًا للدواء الجديد مبشرة للبحث العلمي، لافتًا إلى أن البحث العلمي في تقدم واستخدام العلاج الجيني والأجسام المضادة خطوة على الطريق الصحيح لمواجهة الأمراض مستقبلًا حال نجاح التجارب.