يحتل البحث العلمي مكانة مميزة في المملكة، وهو من الفروع الضرورية في التعليم التي يكلف فيها الطالب بالبحث عن حقائق ومعلومات تعزز ما ورد في نصوص المناهج الدراسية، ويرتقي بالمعرفة إلى مستويات متقدمة تخدم القوانين العلمية والمواد النظرية، لذلك فلا بد من دعم البحث العلمي المدرسي، وتعزيز أسلوب التدريس والمناهج التعليمية، فالعصر الذي نعيشه عصر معرفي بامتياز، وللثروة البشرية فيه مكانة مركزية لقدرتها على التعامل مع المعلومات وتوظيفها في سبيل الرقي بالمجتمع، ومواكبة التطور العالمي وتقدم التكنولوجيا لخدمة الإنسانية، في الوقت الذي أصبحت فيه السيطرة على المعارف مصدرا للقوة في العالم أجمع.

صناعة المستقبل

‏وقال عضو جامعة الملك سعود للبحوث والدراسات العلمية والمستشار الإداري والتربوي د. تركي بن عبيد، إنه من خلال متابعته للطلاب، لاحظ تدني مستوياتهم البحثية، لذلك فلا بد من إضافة مادة للبحث العلمي إلى المناهج المدرسية؛ لتهيئة وتدريب الطلاب والطالبات في المرحلة الثانوية، وهي الأهم لتعلم ومعرفة أساسيات البحث العلمي، الذي يعد نقلة مميزة، إذ نال اهتماما كبيرا من الحكومة الرشيدة في ظل رؤية 2030، مشيرا إلى أن مناقشة البحث العلمي يدعم الأجيال الصاعدة في ممارسة عملية الأبحاث العلمية المدرسية التي من شأنها صناعة مستقبل واعد ومتين هدفه تنمية روح الابتكار لرفاهية الشعوب، إذ يعد البحث العلمي المدرسي من أهم النشاطات التعليمية التي يكلف فيها الطالب بالتنقيب عن حقائق ومعلومات تعزز ما ورد في نصوص المنهج الدراسي، والارتقاء بالمعرفة إلى مستويات متقدمة تخدم القوانين العلمية والمواد النظرية، فالبحوث العلمية متنوعة بتنوع المناهج التعليمية في المدارس.

روح الابتكار

وأوضح أن الثروة البشرية تحتل مكانة مميزة، لأن من شأنها التعامل مع المعلومات وتوظيفها للرقي بالمجتمع ومواكبة التطور العالمي وتقدم التكنولوجيا بطريقة تعزز قدرتهم على التفاعلية والتشاركية في بيئة تعليمية بحتة، إضافة إلى العواقب والتحديات التي تواجه تأسيس الأجيال الصاعدة في ممارسة عملية الأبحاث العلمية المدرسية، والتي من شأنها صناعة مستقبل واعد ومتين هدفه تنمية روح الابتكار لرفاهية الشعوب، فالبحث المدرسي الذي يكلف به المعلمون الطلاب، له دور كبير في تعزيز قدراتنا التعليمية وتقوية المعرفة من خلال التنقيب عن حقائق جديدة لفكرة البحث، من خلال مراجع علمية موسعة وذلك بالرجوع إلى المكتبة الخاصة بالمدرسة، مؤكدا أن تعزيز قدرة الطلاب على ممارسة إنتاج البحوث العلمية له دور كبير في التوجه إلى مشاريع ابتكارية مميزة.

كيان مستقل

‏وأضاف إنه يجب إعطاء البحث العلمي لطلبة المدارس خصوصية تامة كوسيلة تعليمية لها كيانها المستقل في جميع المراحل التدريسية من دون ارتباطها بمنهج معين، ووضع حصص محددة أسبوعيا لتعلم أساليب البحث العلمي بكافة مجالاته، موضحا أن هناك بعض التحديات التي تواجه عملية البحث العلمي، كضيق الوقت بحكم كثرة الواجبات المدرسية، وتنوع البحوث بتنوع المناهج التي تتطلب ذلك، الأمر الذي يصبح التركيز في أكثر من بحث في وقت واحد صعبا على الطالب، والحل أن يكلف مجموعة من الطلبة ببحث علمي واحد كعمل مشترك توزع فيه المهام، ويتعاونون على جمع الأفكار وتحليلها للخروج بأفكار سليمة من خلال الحوار والمناقشة البناءة بالتعاون مع الأستاذ المسؤول في الإشراف على عملية البحث خطوة بخطوة، لأن توزيع المهام في عملية إعداد البحث العلمي على عدد من الطلبة له دور كبير في إنجاز المهمة على أكمل وجه وبشكل سليم.

تنوع الآراء

‏وأشار إلى أن إعداد البحث ومناقشته يعزز قدرة الطالب على إدارة الحوار السليم وتبادل المعلومات والأفكار للخروج بنتائج تهدف إلى مواكبة التطور والحداثة في مجريات الحياة، كما أن مناقشة البحث العلمي أمام بقية الطلبة وبإشراف المعلم تجعل الطلاب مشاركين فاعلين في الدرس، وهذا الأسلوب في التدريس يستثير قدراتنا العقلية، نظرا إلى حالة التحدي العلمي التي نعيشها، وينمي في الطلاب عادة احترام آراء الآخرين، حتى إن اختلفوا فيما بينهم في الرأي، كما يساعدهم على مواجهة المواقف وعدم الخوف أو التردد، ويساعد على جمع أكبر قدر من المعلومات عن الموضوع من خلال تنوع الآراء، وبذلك يشعر الطالب بالفخر والاعتزاز وهو يضيف إلى رصيد زملائه المعرفي أثناء مناقشة بحث علمي أعده بنفسه.

يدعم قدرات الطالب في التنقيب عن معلومات ويعزز ما ورد في المنهج الدراسي

المرحلة الثانوية هي السن المناسبة للتدريب على تعلم أساسيات البحث العلمي