أكد الدكتور محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، تعرض مصر إلى كم كبير من الشائعات خلال المرحلة السابقة، ووصفها بـ«الشائعات المغرضة التى تستهدف أمن الوطن وسلامته».

وأكد محمود مسلم أن الحكومة أحسنت حينما أنشأت المركز الإعلامي بمجلس الوزراء للرد على الشائعات، وقال: «لابد أن نعترف بأن مصر تعرضت لقدر كبير من الشائعات الخطيرة، ربما لم تتعرض لها أى دولة في العالم».

جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة اليوم بحضور الدكتورة نعايم سعد زغلول، رئيس المركز الإعلامي لمجلس الوزراء لمناقشة الاقتراح برغبة المقدم من النائبة راجية الفقي بشأن «تطوير تقرير الشائعات الذي يصدره المركز الاعلامي لمجلس الوزراء».

مسلم: يجب إعداد مكون إعلامي بالتزامن مع أى مشروع

واستطرد «مسلم» قائلا: هناك مواقع إلكترونية وقنوات فضائية استهدفت مصر على مدار 24 ساعة، وللأسف فى البداية كان هناك رأى بضرورة عدم الاهتمام بهذة الشائعات وتجاهلها، لافتا إلى أن الاتجاه تغير الآن، لاسيما وأن التجربة أثبتت أن التراكم يؤدى إلى آثار سلبية لدى المواطنين، فتتحول الشائعة إلى حقيقة.

وشدد «مسلم» على أهمية مواجهة الشائعات، لاسيما أن استمرار انتشارها يؤدي إلى فقدان الثقة في النظام.

وضرب رئيس رئيس «ثقافة الشيوخ» مثالا بشهيد الشهامة فى محافظة المنوفية فى قضية الطفل «راجح» الذى لقى حتفه بسبب الدفاع عن فتاة، وقال: «كنا أمام قضية مجتمعية وكثير من الشائعات تخاطب طلاب المرحلة الثانوية، فصلا عن انتشار فيديوهات مضروبة تؤدي لحدوث بلبة وشائعات».

وتابع «مسلم» قائلا: «أثناء تطوير منطقة مصر الجديدة أثيرت شائعات، والناس هدأت حينما شاهدت التطوير بعينها»، وشدد النائب البرلماني على ضرورة إعداد مكون إعلامي بالتزامن مع إطلاق أى مشروع يخص شريحة معينة للمواطنين.

رئيس «إعلامي الوزراء»: نركز في الرد على شائعات التموين والدعم والتعليم

وقالت الدكتورة نعايم سعد زغلول، رئيس المركز الإعلامي لمجلس الوزراء: «بعد ردنا على الشائعات يُعاد بثها بطريقة أكثر تعقيدا، والشائعات تركز على القضايا التي تهم المواطن مثل  المواسم الخاصة بالتموين والدعم والتعليم. 

ولفتت إلى أنه في الفترة السابقة شهدنا شائعات كثيرة متعلقة بأزمة كورونا، وصدرت شائعات على لسان منظمة الصحة العالمية وتم الرد عليها بعد التواصل مع المنظمة حتى لا تؤثر على المواطنين.

وأوضحت رئيس المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أن الشائعات تستهدف أيضا المشروعات القومية الكبرى والبعض أطلق شائعات حول توقف مشروع «حياة كريمة» بسبب التحديات الاقتصادية، وقالت: «نقيس انتشار الشائعات على أرض الواقع، ونتابع القنوات المعادية للدولة لرصد الشائعات على هذه المحطات الإعلامية» 

وأضافت: الرد على الشائعات يجب أن يصاحبه رفع الوعي للرد على الشائعات، وهناك تقرير سنوي يرصد الشائعات لمواجهتها ويجري تحليله وإصدار نتائج للتعامل مع المشكلات.

وأوضحت الدكتورة نعايم سعد زغلول أن الشائعات في تزايد ويختلف شكلها وصياغتها، وهدفها تشكيك المواطن في موسسات الدولة وإحباطه و تصدير الطاقة السلبية له، ونحن نتصدى لها بالمواجهة والرد عليها دون توقف.

وكيل «ثقافة الشيوخ»: يجب استباق الشائعات برفع الوعي 

و قالت النائبة سها سعيد وكيل لجنة الثقافة والإعلام إنه يجب استباق الشائعات برفع الوعي ونشر الحقائق وأن نكون الفعل وليس رد الفعل.

وقال النائب طارق التهامي عضو اللجنة إن الشائعات مثل الفيروس الذي يتحور، مطالبا بالرد عليها عبر السوشيال ميديا.  

وقال النائب يحيي الفخراني عضو اللجنة «جوزوني 100 واحدة» ودخلوني العناية المركزة مرات وأعلنوا وفاتي مرات ومرات، ثم تحدثوا عن الفنان عادل إمام بنفس الصيغة.

وأضاف «الفخراني»: «كنت أتضايق من الشائعات لكنها اليوم خفت» وتابع مازحا: هل ده معناه إني مش مهم؟

وقال النائب محمود القط أمين سر اللجنة إن الوطن العربي كله يواجه شائعات وليس مصر فقط، متسائلا: «هل تابعنا ورصدنا تعامل الدول الأخرى مع ملف الشائعات من خلال دراسات؟ ودعا للاستفادة من تجارب الدول الاخرى في هذا المجال.

وقالت النائبة راجية  الفقي مقدم الاقتراح برغبة وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، خلال اجتماع اللجنة إن تقرير الشائعات الذى يصدر عن مركز المعلومات بمجلس الوزراء يعد  أحد آليات مواجهة الشائعات.

وقالت النائبة إن التقرير كان له دور مهم جدأ في عام 2014 وتحديدا في مواجهة إجرام الجماعة الارهابية ضد الوطن، والمركز كان أحد الأذرع لمواجهة الإرهاب.

واستطردت قائلة إن الشائعات لها محددات أساسية، من بينها درجة تماسك المجتمع ومستوى التواصل مع الجهات وتصحيح وإعلان المعلومة، وكلما كان التواصل قويا كلما انخفضت ظاهرة الشائعة، وطرح المعلومة ومحدداتها تقلل من انتشار الشائعات.