مبنى "الاحتياطي الفيدرالي"

قال محللون لـ "أرقام"، إن التوقعات تشير إلى استمرار رفع معدل الفائدة الأمريكية إلى مستويات كبيرة تصل إلى 3% بنهاية العام أو العام القادم بسبب ضغوطات التضخم وأسعار السلع.   

وقال إياد غلام  رئيس أبحاث الأسهم في "الأهلي المالية" في اتصال مع "أرقام"، إن التضخم سجل ارتفاعات كبيرة عن متوسط توقعات المحللين التي كانت تشير إلى بلوغ أعلى المستويات من التضخم في مارس، ولكنها عادت إلى تسجيل مستويات جديدة هي الأعلى في 40 سنة في شهر مايو. 

وبين أن المستثمرين يحتاجون علامات طمأنة من الفيدرالي بأنه قادر على حل مشكلة التضخم، مضيفاً بأن التضخم قد يستمر إلى نهاية العام بسبب ارتفاع أسعار السلع والتي تزيد من مستويات التضخم.   

وأوضح أن استمرار التضخم بنفس الوتيرة المرتفعة يتطلب تحرك أكثر من الفيدرالي لكبح جماح التضخم، متوقعاً رفع الفائدة 75 نقطة أساس. 

وأضاف غلام أن رفع أسعار الفائدة بشكل كبير سيضغط على تقييم أسواق الأسهم وقد يكون سلبيا على الأسواق والشركات ذات القروض المرتفعة أو التي كان تقييمها مرتفعا، مشيراً إلى أن هناك قطاعات معينة التي تستفيد من زيادة الفائدة مثل القطاع البنكي، وكذلك الشركات ذات نسب النقدية المرتفعة والقروض المنخفضة أو التي تعمل على بيع سلع مثل النفط أو العاملة في القطاعات الدفاعية.   

وقال غلام إن هناك عوامل قد تسيطر على التضخم منها رفع الفيدرالي لأسعار الفائدة بشكل كبير، وحل مشاكل سلاسل الإمداد، وانتهاء الحرب الروسية – الأوكرانية والتي قد تؤدي إلى انخفاض أسعار السلع والتضخم.

من جانبه توقع جاسم الجبران رئيس قسم الأبحاث في "الجزيرة كابيتال" في اتصال مع "أرقام"، أن يتم رفع سعر الفائدة خلال اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال هذين اليومين بنحو 50 نقطة أساس، وأن  يتم رفعها بوتيرة أعلى في مراحل لاحقة في حال استمرت أرقام التضخم بالارتفاع.  

وتوقع الجبران بأن تصل أسعار الفائدة بنهاية العام الحالي إلى مستويات ما بين 2.75% - 3.0% في ظل استمرار توجهات الفيدرالي للسيطرة على التضخم. 

وشدد الجبران على أن وضع الفيدرالي في المرحلة الحالية تطلب الموازنة ما بين الحفاظ على تماسك أسواق المال والسيطرة على أرقام التضخم التي استمرت بالارتفاع بوتيره أعلى من التوقعات في ظل أزمة أسعار الطاقة والسلع والأغذية.  

من جهته قال مازن السديري مدير الأبحاث في الراجحي كابيتال، إن التوقعات تشير إلى بلوغ أسعار الفائدة 3% على المدى البعيد بسبب أجواء اجتماعات الفيدرالي، مشيراً إلى أن عائد سندات الولايات المتحدة لأجل 10 سنوات وصل أكثر من 3%.  

وعبر السديري عن تفاؤله بأن تنخفض أسعار التضخم، مضيفاً بأن نتائج اجتماع الفيدرالي سواء بزيادة الفائدة 50 نقطة أساس و 75 نقطة أساس غير مفاجئة.  

وأشار السديري إلى أن الأسواق قدّرت أسعار الفائدة على أساس الارتفاع وانعكس ذلك على الأسعار.    
  
يُشار إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قام في منتصف مارس 2022 برفع معدل الفائدة الأمريكية بـ 25 نقطة أساس ليتراوح بين 0.25% و0.50%، لأول مرة منذ عام 2018، ثم رفعها في 4 مايو الماضي بمقدار 50 نقطة أساس، في أكبر وتيرة زيادة للفائدة في عقدين من الزمن، لتتراوح بين 0.75 % إلى 1 %.