يوسف أبو هلالة

عودة للموسوعة

يوسف أبوهلالة

يوسف أبوهلالة (و. 1948 - ) ، هوشاعر أردني.


نشأته وحياته

على مدارج صحراء مدينة مَعان الموحية بالمجد المؤثل في جنوب الأردن ، ولد يوسف محي الدين علي أبوهلالة في الخامس عشر من كانون الثاني عام 1948م، لأسرة متواضعة، يكنى بأبي مصعب، ويلقب بأبي هلالة، يقول في مدينته: { من الطويل


معانُ العُلا كَمْ في هَواكِ أُعاني؟... بُعادُكِ أدْمَى مُهْجَتي وبَراني

ذَرعْتُ قُرى الدُّنيا رياضاً مُنِيفَةً... وجنَّاتِ حُسنٍ باهرٍ ومَغانِ

فَلمْ تَلْتَفِتْ إلاَّ إليكِ نَواظِري... ولم يتعلَّقْ في سواكِ جِناني


نشأته وتعليمه

تفتحت زهرة طفولة أبي هلالة في مدينة "معان"، حيث نشأ وترعرع في ربوعها، وعند بلوغه السادسة من عمره أوفده والداه إلى مدرسة المدينة ليلتحق بقافلة الفهم، فدرس الفترة الإبتدائية والإعدادية والثانوية، وعند إكماله للفترة الثانوية قوي عوده واشتدّت صلابته، فالتحق بدورة تدريبية في الجيش الأردني تعهد بـ "خدمة الفهم"، وكان لهذه الفترة القصيرة تأثيرها الكبير عليه فيما بعد.

ففي عام 1967م خاضت الجيوش العربية حربا مع بني صهيون في أرض فلسطين، وإثر هزيمتهم أمام اليهود ولج القدس الشريف في قبضة الإحتلال وأصبحت خاضعة لسيطرتهم، فتنادى المخلصون من نادىة الإسلام إلى الجهاد، فقامت "جماعة الإخوان المسلمون" بتنظيم أنفسهم في شكل كتائب جهادية شرقي نهر الأردن عهدت بـ"معسكرات الشيوخ". كان شأن يوسف أبوهلالةشأن جميع مسلم غيور على حرمات الله، فما انتهت إلى سمعه دعوة الجهاد حتى كان من أوائل من سارعوا إلى تلبيتها. شارك أبوهلالة هذه الثلة المؤمنة شرف الدفاع عن المقدسات الإسلامية جنبا إلى جنب مع القائد الشهيد عبدالله عزامـ رحمه الله ـ فخاض معهم معارك أقضّت مضاجع الغاصبين وحرمتهم رقدة الآمنين، يقول في ذلك: { من الكامل

مَنْ فجَّرَ "البنا" اليقينَ بروحهمْ... واليأسُ مُسْودُ الجبين قطوبُ

ما بيننا عهْدُ الإخاء ومبدأٌ... مِنْ ديننا فيه تشعُّ طيوبُ

ومعاركٌ كالعاصفاتِ لها على... دَرْبِ الفداءِ زمازمٌ وهبوبُ

و"قواعد الإخوان" لَمّا أذّنَتْ... بكفاحها والجرْحُ -بَعْدُ- رغيبُ

لم يفتقدنا البذلُ في ساحاتها... ومجال عُذْر الخالفين رحيبُ

كُنّا الزلازلَ رَجْفها لا ينتهي... حتى تفيق من السُّبات شعوبُ

نتقحّمُ الصّعبَ الأشدَّ من الذّرى... وبنا تضيق مرابعٌ وسهوبُ


وشاء الله حتى يحيط جهاد هذه الطائفة بظروف توقفه، فانصرف المجاهدون من ساحة الجهاد إلى أعمالهم وقلوبهم مطوية على نية العودة إليه عندما يقدر الله ويشاء. وانطلق أبوهلالة في ميدان الحياة، واختار لنفسه العمل في ميدان الدعوة إلى الله، فعمل في وزارة الأوقاف الأردنية مرشدا، وبعد سنتين رغبت نفسه في إتمام دراساته العليا، فارتحل إلى الحجاز حيث "المدينة المنورة" فالتحق بالجامعة الإسلامية فيها، واختار ميدان الدعوة أيضا، فالتحق بكلية الدعوة وأصول الدين ليحصل على العالية بتقدير ممتاز عام 1976م، ثم الماجستير بتقدير ممتاز عام 1980م، ثم نال درجة الدكتوراة في الدعوة مع مرتبة الشرف الأولى عام1982م، حيث كان عنوان بحثه "الإعلام المعاصر وأثره على الدعوة الإسلامية".

موهبته الشعرية

صحراء معان الخالدة حَبَتْ يوسف أبوهلالة حب الشعر، وألهمته سبكه ونظمه وقدكان معجبا بالتراث الشعري الذي خلفه فحول الشعراء كالمتنبي والبحتري وأبي تمام، وقد بدأت موهبته الشعرية تتكشّف عن برعمها في الفترة الإعدادية، فكان يخط ما يأتيه من أبيات دون تردد ويحتفظ بها، بل ويرددها مهما كان ضعفها ومهما هبط مستواها، كهذه الأبيات التي وجهها لطلاب فصله الكسإلى: { من المجتث

نَصِيحَتي للكُسالى... بأنْ يَزوروا "جمالا"

فإنِّه بحرُ فهمٍ... يَموجُ عَذْباً زُلالا

من كان في الفهمِ جَحْشاً... على الحميرِ تعالى

أما أول قصيدة نشرها كانت بعنوان "مصرع الفضيلة" خطها موضوعا في تفهم الإنشاء معنونة بـ"فتاة بائسة قسا عليها المجتمع" بعث بها إلى جريدة "الشهاب" اللبنانية، وهي قصيدة خيالية مطلعها: { من الرمل

كلُّ شيءٍ كان يظهر صامتاً... وقد أوغلَ في الليلِ السُكونْ

سَاعةُ البيتِ التي أَعْدَدْتُها... لقيامي حينما الفَجْرُ يحينْ

قدْ بَدتْ في حُزنِها مُطْرِقَةً... فوقَ رأسي مثلَ مَهْمومٍ حَزينْ

وتنتهي بـقوله:

لم تكدْ تُكْمِلُ لي قصَّتها... وإذا بالموتِ يُغْشِيها السُّكونْ

لفظتْ أنفاسها في عِزَّةٍ... فهنيئاً في جِنَان الخالِدينْ


وواصلت قريحة الشاعر درَّ الشعر، فعُلِمَ شاعرا في مدينته، ثم كان في تطوعه للجهاد في فلسطين حتى أعطى له فرصة التواصل مع قيادات العمل الاسلامي والعاملين في هذا الميدان، فكانت أشعاره محل تقدير الشيخ عبدالله عزام -رحمه الله- وسببا في محبته له، أشعار مثلت محنة الشاعر مع رفاق الدرب، وليست مجرد ترف فكري أوفيض مشاعر نازفة، وكان في توجهه إلى الجزيرة العربية لمواصلة مسيرته التعليمية حتى أعطى له لقاء نخبة من الشعراء والنقاد الإسلامين الذين أثنوا على جزالة شعره وجمال أدبياته، وأتاح له التواصل مع شباب الصحوة الإسلامية في الخليج العربي، فكانت لشهرته في الوسط الإسلامي حتى حدت بعض المنشدين إلى إنشاد مقطوعات شعرية من قصائده سيما الحماسية الجهادية، ذلك اللون الأحمر من طيف شاعريته التي وهبتنا ثمانية دواوين شعرية ما بين مطبوع ومخطوط غير القصائد التي لم تجمع في شكل ديوان حتى الآن.


الحياة الشخصية=

تزوج يوسف أبوهلالة من ابنة عمه ورزق منها بأطفاله، فالذكور ثلاثة أولاد وهم: ( مصعب، ومحمد، وبدر)، وأما الإناث فثمانية بنات وهن: (مي، وحسناء، ولينا، وميمونة، ونسيبة، وسمية، وسكينة، وغيداء). وقد تغنى بأبنائه البالغ عددهم أحد عشر ولدا وبنتا وبأمهم في قصيدة تنطلق من مدينة معان لحظة الفراق، إذ يقول: { من الكامل

ليتَ الأحبّةَ في معان دَرَوا... حينَ افترقنا ما بنا عملوا


ثم يخصص للأم المؤنسة وملاذ الأمن أبياتا تبدأ بقوله:

يا أُمَّ أولادي ومؤْنستي... وملاذَ أمْني إنْ طغَى الوجَلُ

مُدِّي حِبالَكِ فالغريقُ أنا... وأنا بكِ المستغْرِقُ الثَمِلُ

روحي بطيبِ عبيرك امتلأتْ... ولغير عِطْرك ما بها نُزُلُ

أنا يا ابنةَ العمِّ اكتويتُ أسىً... وبنارِ شَوْقي تُضْرَم الشُّعلُ


والشاعر وهوفي غربته حيث هجر أهله بمعان، تثور في نفسه مشاعر الحنين والشوق إليهم فيرسم لوحة إبداعية تتجلى فيها حركات أولاده وسكناتهم في حياتهم اليومية، فحبهم طغى على وجدانه وملأ عليه خياله:

إنْ تنطفئ زُهرُ النجومِ فلي... بعيونهم عَنْ نورها بَدَلُ

وإذا الرّياضُ قستْ حرارتُها... وغدتْ بنار القيظِ تشتعلُ

مثلتهم في خاطري فإذا... دُنيايَ رَوْضٌ بالنّدى خَضِلُ


ويفرد لكل واحد منهم بيتا أوبيتين، فهذه "مي" تأتي والدها بواجباتها المزخرفة بنجوم التفوق، وتلك "حسناء" تساعد أمها برعاية أصغر الأولاد "بدرا"، يقول:

لا " ميُّ " اتىتني بواجبها... بنُجومهِ الحمْراء ِتحتَفلُ

كلاّ ولا " حسناءُ " حاملةٌ... " بدْراً " تميلُ به وتَعْتدلُ

وهذه الطفلة "لينا" أبت إلا الصراخ دون سبب فأرقت مضجع والديها:

وبكاءُ " لينا " دونما سَببٍ... ودموعُها كالغيْثِ تَنْهمِلُ

إنْ نِمْتُ جارتْ في الصُّراخِ على... نومي وجورُ الطِّفْلِ يُحتَملُ


وتلك "غيداء" المهملة عند فقدها لدميتها، تأتي والدها منعملة تكيل سيل الاتهامات لإخوتها بأنهم سرقوها:

" غيداءُ " أينَ ،يا ترى؟ وأينَ لُعبتُها؟... تَشْكوإذا ضاعَتْ وتَنْفَعِلُ

وتقولُ إخواني لها سَرَقوا... وكلامُها مِنْ طَبْعِهِ العسَلُ


وتلك "ميمونة" قرة عين والدها، رزينة السلوك، دمثة المعشر، سمتها الاستحياء والخجـل:

أينَ التي عَيْني برؤْيَتِها... بالنِّورِ والاشْراقِ تَكْتَحِلُ؟

" ميمونةُ " الأخلاقِ طيّبةُ الـ... أعراقِ زانَ سُلوكها الخَجَلُ

وذاك مصعب يرمق أخاه محمدا شزرا ويبتسم، حدثا احتال حيلة يتخذها ذريعة لإشباع نزوته في الغياب عن المدرسة:

" ومحمّدٌ " يَطْوي دَفاتِرهُ... ولكيْ يغيبَ تُدَبّجُ الحِيَلُ

وعيونُ " مصعب " وهي ترمقه... شزَراً وحبلُ الضَّحك مُتصلُ


وتلك "نسيبة" ليس لإخوتها في دهائها وفطنتها حيلة، فيشكونها لوالدهم فتمتثل أمره، وتنزل على حكمه:

" ونسيبةٌ " في المكْر واحدةٌ... ما للصّغارِ بمكْرها قِبَلُ

إمّا أتوني في مُظاهرةٍ... يشكونَ أزْجرُها فتمتثِلُ


أما "سكينة" فهي ذات همة عالية، رفيقها الكتاب في اعتزالها شغب إخوتها، تأنس إلى الفهم وتجد في طلبه دون ملل:

" وسُكينةٌ " في رُكن حُجْرتـِها... بكتابها تخْلووتنْعَزِلُ

تبغى قِطـافَ العِـلْمِ لا رَهَـقٌ... أزْرى بهمّتِها ولا كَسَلُ


أما "سمية" فدأبها عندما تنهمك والدتها في تدبير شؤون البيت، التوارى عن الأنظار خشية طلب المساعدة منها عند الحاجة:

" وسميّةٌ " يا دارُ خِفَّتها... أينَ اخْفت والجدُّ والعملُ ؟

لعيونها الدُّنيا مُزخْرَفةٌ... ولمبْغِضيها الدَّاءُ والعِلَلُ


هذه الأشعار التي تكتنز بذكر الأهل والبنين عند يوسف أبوهلالة، تنم عن عاطفة قوية صادقة، وعن صفاء فطرته وبساطة طبيعته، التي انعكست على مضمون شعره عندما يحتفل بالمسائل الاجتماعية، وعلى شكله عندما يخلوهذا الشعر من التعقيد والغرابة والغموض.


مسيرته الفهمية

تدرج يوسف أبوهلالة في مجال التعليم الأكاديمي، وحصل على درجة أستاذ مشارك عام (1991م) ، وقد عمل أستاذا مساعدا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في كلية أصول الدين من عام (1983 وحتى 1992م). ثم عمل أستاذا مشاركا بقسم الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض من عام (1992 وحتى 1994م). ثم أستاذا مساعدا بكلية الشريعة بجامعة قطر من عام (1995 وحتى 1998م). ثم محاضرا متفرغا في جامعة مؤتة - فرع معان ثم أستاذا مشاركا من عام (1998 وحتى 2000م). ثم أستاذا مشاركا وعميدا لكلية العلوم التربوية في جامعة الحسين بن طلال "بمعان" من عام (2000 وحتى2003م)، ثم مساعدا لرئيس جامعة الحسين بن طلال عام (2003م).

وأبوهلالة عضوفي رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وكان عضومجلس أمناء جامعة الإسراء الأهلية بعمَّانلعام (2002-2003م). وكان عضولجنة دراسات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في محافظة معان المنبثقة عن وزارة التخطيط (2003م).

نشاطاته

شارك يوسف أبوهلالة في كثير من المحافل الأدبية والأمسيات الشعرية في المدينة المنورة والرياض وقطر والأردن، منها: الأسبوع الثقافي الذي أقامته جامعة الملك عبدالعزيز عام (1974م)، ومهرجان الجنادرية لعام (1993م)، ومهرجان مؤتة الذي أقامته النقابات المهنية عامي (1999-2001م).

كما نشر بعض الموضوعات والقصائد في مجلة "الفيصل"، و"الدعوة السعودية"، و"المجتمع الكويتية"، والشرق القطرية"، وغيرها.


إنتاجه ومؤلفاته

مسيرة يوسف أبوهلالة التي قضاها بين منابر المؤسسات التعليمية زخرت بإنتاج مؤلفات عدة في مجال الدعوة والإعلام، ، والمساهمة في بحوث نشرت في بعض المجلات المتخصصة التي تصدرها مراكز البحث الأكاديمي في غير بلد عربي، والإنتاج الأدبي. ففي مجال الدعوة حيث فلك تخصصه الأكاديمي، قدم عدة مؤلفات وهي "الشعر والدعوة في عصر النبي عليه السلام"، و"الاستعانة بغير المسلمين في دعوة سيد المرسلين" و"تعامل المسلمين مع غيرهم في مجتمع الدعوة"، و"حق التأليف في الدعوة الإسلامية" (2002)، و"فن الخطابة" (2002) التي تعتبر أبرز وسائل الدعوة ومن ركائزها الأساسية.

ولأن أبا هلالة يدرك ما للإعلام من خطورة بالغة الأهمية في توجيهالعقول وصياغتها بتغير المفاهيم وتحريف القيم تبعا لمن يسيطر عليه، فقد خط أكثر من مؤلف عرّف خلالها الإعلام وبداياته ووظيفته، ووقف طويلا أمام محطتي الإعلام الغربي والصهيوني ومن ذلك: "الإعلام في ديار الإسلام بداية ورسالة" (1408هـ)، و"الإعلام الغربي المعاصر وأثره في الأمة الإسلامية" (1987)، و"الإعلام اليهودي المعاصر وأثره في الأمة الإسلامية" (1987)، و"الإعلام المعاصر وأثره في الدعوة الإسلامية" وهي رسالة دكتوراه أجيزت عام (1982) تحدثت عن "الإعلام-نشأته-أساليبه-وسائله-مايؤثر فيه".

ويوسف أبوهلالة لم يأل جهدا في حتىقد يكون على صلة وثيقة بمراكز البحث الفهمي المتخصصة، في أكثر من جامعة عبر العالم العربي، والمساهمة في دراسات مشهجرة مع بعض الأكاديمين المتخصصين. ففي "مجلة أبحاث اليرموك" التابعة لجامعة اليرموك في الأردن قدم دراسة حول "التقية في الدعوة الإسلامية" ثم طبعت كتابا عام (2002)، وفي "مجلة مؤتة للبحوث والدراسات" التابعة لجامعة مؤتة في الأردن قدم دراسة حول "المرونة في الدعوة الإسلامية"، و"الوصايا النبوية: مجالاتها، شموليتها، واقعيتها"، أما "مجلة التربية والتعليم" في كلية التربية بجامعة الموصل في العراق، فقدم فيها دراسة حول "عصمة أنبياء بني إسرآئل بين القرآن والتوراة" ثم طبعت كتابا عام (2006)، وفي "مجلة الزرقاء" التي تصدر عن جامعة الزرقاء الأهلية في الأردن، قدم دراسة مشهجرة مع السيد كريم قاسم حول "تقييم كفاءة مواقع الأنترنت الإسلامية في دعم القضية الفلسطينية من وجهة نظر الطلبة"، وفي "مجلة بحوث ودراسات في الدعوة والإعلام" الصادرة عن كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالسعودية، قدم دراسة حول "التدرج بين التشريع والفطرة" والتي طبعت لاحقا في كتاب.

الإنتاج الأدبي

ليوسف أبي هلالة ثمانية دواوين شعرية، خمسة طبعت ونشرت وهي: "قراءة في معركة أحد"، و"قصائد في زمن القهر"، و"دموع الوفاء"، و"ألوان"، و"اللهب المقدس". فيما أُعدَّت ثلاثة للطباعة ولم تنشر إلى الآن وهي: "الزلزلة"، و"خطوط على الرمال"، و"الوعد الحق".

اتى إصدار دواوين أبي هلالة الشعرية متأخرا، وذلك (من عجزه عن نشرها لإحجام دور النشر عن ذلك بسبب مضامينها)، فأبوهلالة (قد نزه شعره عن حتىقد يكون سلعة رخيصة في سوق النخاسة، لأنه يصر على حتىقد يكون شعره صادقا كالطير محلقا كالنسر لدى القمم المنيفة الشامخة)، إذ يقول: { من الكامل

شِعْري الذي نزّهته عن أنْ يُرى... في سوقِ من كسدوا بضاعة تاجرِ

أنغامهُ ما استيقظتْ إلاَّ على... أصداءِ ملحمةٍ وعزف بواترِ

يجتازُ آفاقَ الوجودِ مُردداً... بأعز لحْنٍ في المسامعِ سائرِ

آليتُ عمْري أنْ يُحلّقَ صادِحاً... إلاَّ لدى القِمَمِ المنيفةِ طائِري


مما أدى بدار الضياء التي يديرها الأستاذ أحمد الجدعإلى رعاية مخطوطه الشعري بعد الإطلاع عليها وإخراجها على هيئة دواوين شعرية، بعد حتى كانت بعض القصائد منشورة في طيات بعض الصحف والمجلات، وهذه الدواوين هي:


1- ديوان "معركة أحد":

قصيدة ملحمية اتخذت من الدال قافية لها، بلغت عدد أبياتها 213بيتا، تأخذ شكل لوحات فنية، (فالشاعر يقسم قصيدته إلى زوايا أوموضوعات ويرتبها ترتيبا موضوعيا يضم جميع قسم عنوانا يوحي بموضوعه)، واختيار الشاعر لمعركة أحد من بين المعارك الإسلامية الأخرى يعود إلى حتى هذه (المعركة مليئة بمواقف العظة والعبرة؟، وفيها عهد المسلمون طعم النصر قبل الهزيمة، وكان النصر مبنيا على أسس وناتجا عن أسباب، وكانت الهزيمة أيضا ناتجة عن أسباب. وفي المعركة مواقف حاسمة وخطيرة وفيها استشهد عدد من كبار المسلمين وفيها دروس قرآنية كثيرة وآداب إسلامية عظيمة.. فهي بكل ذلك جديرة بأن تلفت النظر وتدعوإلى الدراسة والتأمل)، يقول في مطلعها: {من البسيط

جَيْشٌ مِنَ الشِّركِ لا يُحْصَى له عَدَدُ... فِيهِ الغُثَاءُ مِنَ الأنهارِ والزَّبَدُ

يَضُمُّ شَّر وُجوهٍ مِنْ بَشَاعَتِها... لواستطاعَ لغطَّى وجْهَهُ أحدُ

قريش إذْ هدّمَ الجبّارُ هيْبَتَهَا... وجُرْحَها ما استطاعتْ لَمَّهُ الضُمُدُ

بَنَتْ على قارعاتِ الحُزنِ خَيْمَتها... ثم انثنَتْ بِطِلابِ الثأرِ تجتهدُ


فهذه القصيدة ميدان (نسمع فيه قعقعة السيوف، في صراع بين الحق والباطل جسدته القصيدة أمامنا شعراً قوياً مؤثراً) وملحمة سطرت البطولات الإسلامية في حادثة كادت تقلب الموازين لولا رعاية الله لرسوله الكريم وصحابته .


2- ديوان "دموع الوفاء":

ديوان شعري يضم أربع عشرة قصيدة و(الوفاء هوالسمة البارزة في هذا الديوان بل هوالإطار الذي يزين جميع قصائده، فأول الوفاء وآثره لدى الشاعر الوفاء للشهداء شهداء العقيدة، الذين عهدهم الشاعر فأحبهم وأجلَّهم في حياتهم، وبكاهم أشد البكاء عندما نالوا شرف الشهادة )، وعلى رأس أولئك الذين رثاهم وأشاد بجهادهم الشهيد عبدالله عزام، يقول:{ من الطويل

أَتَرْحَلُ ،يا ترى؟ لا الأحبابُ مِنْ فَيْضِكَ ارْتَوْت... وَلَمْ يُرْوَ مِنْ عَذْب الأحاديثِ مَعْشَرُ

تَمَهلْ قليلاً فالمعارِكُ ما انتهتْ... وريحُ المعالي في الميادينِ تَزْأَرُ


(ويمتد به الوفاء إلى أهله، فيرثي فقيدهم ويعدد مناقبهم، وعلى رأس من رثاهم من أهله أبوه وأخوه، وابن عمه، وقد جاد في رثائهم وأحسن)، (وله مع الفهماء وقفات، أشاد بفهمهم ومواقفهم، وعدد مناقبهم من أمثال الشيخ القرضاوي والشيخ أكرم ضاء العمري والشيخ عدنان زرزور)، ويقف إلى جانب أصدقائه في أفارحهم وأتراحهم ، فيفرح لهم ويحزن من أجلهم ويتأثر بذلك، ويبادر إلى التلطف في تخفيف مآسيهم ومواساتهم فيما يتعرضون له من نكبات وفواجع وكأن المصاب لا يعدوإنسان الشاعر.


3- ديوان "اللهب المقدس":

ديوان شعري يضم سبع عشرة قصيدة، وهو( "لهب" مشتعل يكتوي به من لا يؤمن بالخط الإسلامي للشعر.. وهولهذا "مقدس" فكل من سلك طريق الإسلام قُدّست أشعاره ومن لم يعمل ذلك من أين يأتيه التقديس)، هذا كله لخصه الشاعر في خمسة أبيات جعلها عنوانا لديوانه، إذ يقول:{ من الكامل

إِمَّا رَأيْتَ قَصائدي انْتَحَرَتْ... وعَلى المهانةِ لَمْ تُطِقْ صَبْرا

فَالشِّعْرُ مَوْطنُهُ بأُمَّتِنَا... قبْلَ السُّجونِ دَوائرُ الإجْرَا

غُلّتْ ، وَمَا مِنْ أُذْنِها سُحِبَتْ ،... لِتُبجِّلَ الطّغْيانَ والعُهرا

إِنْ يَسْحَقوا أزْهارَ قافِيَتِي... وصادَروا أنْفاسَها الحَرَّى

فصِناعَةُ الأزْهارِ قَدْ وأدَتْ... في عَصْرِنا ، الرَّيْحانَ والزَّهْرَا


(وفي استعراض عنواوين القصائد التي يضمها الديوان برهانا جديدا على ماذُهب إليه فهويتحدث عن انتفاضة الأقصى، وذكر القضية، ويوم الشهداء، والنصر والدعوة وإلى آخر ما يضمه الديوان من عناوين تنبيك عن اهتمامات الشعر وارتباطاته العاطفية بالأمة والجهاد والمجاهدين) فيقرع بسياط لهيبه قلوب الغافلين وينثر رصاصات أشعاره في احتفالات المجاهدين لتصيب في مقتل من كان ديندنه الخيانة.


4- ديوان "الوعد الحق":

ديوان شعري يضم سبع عشرة قصيدة، فمنذ غياب مظلة الخلافة الإسلامية عن الأمة، وهي تعيش في حلك الدياجي، وباتت نهبا مطواعا، ومغنما سائغا لأعدائها، استفحل في قلبها داء صهيون، وتكالبت قوى العالم على غرس بذرة الشيطان في جوفها، فتلك (الضجة الإعلامية حول المجاعة في أثيوبيا لم يكن القصد منها إلا تغطية تهجير يهود الفلاشا إلى فسلطين)، وليبق الكيان اليهودي سوسا ينخر في أحشائها فتحولت ("قانا" إلى شظايا مسعورة، ودماء منثورة، وأشلاء ممزقة متفحمة عبر دعوة تلمودية إلى حفل شواء من لحوم المسلمين)، وحيث معالم الخذلان والخور تأتي (زيارة رئيس وزراء اليهود لدول الخليج واستقباله الحافل بها)، واحتفالا بذلك أقامت رجوم السفك والتدمير في فلسطين (وليمة عربدة جديدة بحفر نفق تحت المسجد الأقصى المبارك)، مفتتحة إحتفالها بـ (المجزرة البشعة التي ارتكبها اليهود في المسجد الإبراهيمي في "الخليل" التي لم تكن سوى امتداد لجرائمهم المتتالية ضد المسلمين). وتلك خيبة أمل جديدة (توقيع الإتفاق اليهودي الفلسطيني في "أسلو" على تهويد فلسطين)، في حين يُعقد مؤتمر (ليطارد خطوات المجاهدين التي انتظرتها طويلا بوابات الأقصى ودروب "يافا" و"حيفا" لتنحر وحش اليهود الرابض بسيف الفداء والإنتصار) واهتمام الأمة مع جميع كذلك لا يتجاوز التافه الحقير، فـ: { من مجزوء الخفيف

ألف مليون أصبحتْ... كغُثاءٍ بشطِّ يَمْ

ومصلَّى رَسُولها... بيدِ اللِّصِ يُقْتَسَمْ


وفي اصرارة المؤمن تأبى نفس أبي هلالة الركود في ذل العيش الذي ابتلي به المسلمون، وفي استشعار لعظيم الأمانة التي ألقيت على عاتقه الإسلامي، يعلوصوته الصادح في وجه من سها في نعماء سباته، واطمأن إلى عجزه وجبنه، يجلّي المصاب لمن عميت بصيرته، وينفح عن وجهه غبش الرؤية، ليكشف له عن الدور الآتي في فصول هذه المسرحية:{مجزوء الخفيف

أنا أقسمتُ بالذي...خلقَ الكونَ مِنْ عَدَمْ

وكسا ثوبَ عِزَّةٍ... كلَّ من بالهُدى اعتصَمْ

ورمى مُدْمِنَ الظّلا... لِ بسَوطٍ مِنَ النقمْ

إنْ قنعنا بسخفِنا... وركنَّا إلى النِعَمْ

فخُطا الخصمِ ماضيا... تٌ من القُدسِ للحرمْ

عندها يندمُ الجمعُ... ولا ينفعُ النَّدمْ

فهذه القصائد سيف حق ،تأبى الخداع والزيف، والجهاد بكل شجاعة ومروءة هوطريق النصر الذي وعد الله عباده، فمن أراد حتى يتطهر من خطيئته ويتبرأ من نكوصه فليهرع إلى سيف الحق الذي ما فتئ يذود عن حمى المقدسات الإسلامية حيث الوعد بالنصر آت لا محالة:{ من البسيط

وما كفرنا بوعْدِ النّصرِ يا وطني... إذا الأرقاءُ من إصرارنا سَخِروا

رُكنُ الجهادِ حيال النَّهرِ قامَ لهُ... رُكنٌ فحُجوا لهُ يا قومُ واعتمروا

هوالسَّبيلُ فيا فُرْسَاننا انْطلَِقوا... هوَ الطّريقُ فيا منْ فرَّطوا انْتَحِروا


5- ديوان "خطوط على الرمال":

ديوان شعري يضم أربع عشرة قصيدة، يرسم الشاعر في طياته بعض الخطوط التأملية على شاطئ واقع الأمة الإسلامية، التي باتت حالها مقلوبة رأسا على عقب، وأصبح فيها الحليم حيرانا:{ من الخفيف

أوقِدوا النَّارَ فالحَدِيثُ طويلُ... والدُّجى حالكُ السوادِ ثقيلُ

في عيوني شوكٌ وفي القلبِ شوكٌ... وعن الشوكِ خُطوَتي لا تميلُ

كلُّ دُنيا للمسلمينَ جِراحٌ... راعِفَاتٌ وحَسْرَةٌ وعويلُ


فمكمن (الغرابة في تعامل العالم مع قضايا المسلمين، وغفلة المسلمين عن واقعهم وما يدبر الأعداء لهم)، ليغدواقتفاء أثر الأنبياء تطرفا، ونصرة القرآن المجيد أصولية ضالة عن نهج العمالة الغربية، التي تحطمت عليها صخرة القيم والأخلاق، فأصبحت المومسة رمز العفة والطهارة:{ من المتقارب

إذا كان نصرُ الكتابِ المجيدِ... أُصولية "فظّة" غاويهْ

وأنَّ التطرفَ يعني المسير... على منهجِ الدَّعوةِ الهادِيَهْ

وأنَّ العمالةَ للكافرينَ... وتَقْديسِهمْ حِنْكَةٌ واعيهْ

وإهداءَ مسرى الرَّسولِ الكريمِ... لشرِّ الورى منَّةٌ سامِيَهْ

وأنَّ العَفيفَةَ رَمْزُ الجمودِ... وصاحبةَ العصمةِ الزانيهْ

فنحنُ التَّطرفُ يا مجرمونَ... ونحنُ الأصوليةُ الداميهْ


وإن كان ولآة أمر المسلمين قد خلدوا في هذا العصر إلى ركن قوي من بلاد الغرب، وأصبحوا حملا ثقيلا ذووطأة على النفس الإسلامي، فإن الشاعر يلتمس لهم طريق النصح والتذكير التي لا تخلوفي تضاعيفها من التهديد، فآية الله في خلقه الزوال، ومحالة الدوام، وأن العاقبة لمن ينصر دين الله: { من مجزوء الوافر

لكلِّ حكومةٍ أجلٌ ودولابُ القَضَا يَجْري

ولنْ تفنى وإنْ طالَ المدى زَمْجَرةُ الثَأْرِ

وإنِّي خَلفَ صَمْتِ الموْجِ ألمحُ ثورةَ البحرِ


وإلى أولئك النادىة الذين التزموا النهج الإسلامي، ولهجت ألسنتهم بقول الحق فغدوا مرقة على النهج المستقيم ، وطعما لنهْم السجون، تحت غطاء من (أولئك الذين غدت ألسنتهم عن قول الحق معقودة، وآذانهم عن استغاثة الشعوب مسدودة، فلم يصدروالفتاوي إلا بتفسيق المجاهدين، ونصرة المفسدين، ففتواهم خبر لا يصحُّ له سند، وسيئة لم يتقبلها أحد)، يقول:{ من مجزوء الكامل

هذا زمانُكِ يا جيادَ اللهِ لا زمنُ الحميرْ

رُغمَ السُّجونِ ورغمَ ما أرْخَى المضَلِّلُ من سُتورْ

سيظلُّ منْهَجُكُمْ بدُنيا الإفْكِ فيَّاضَ العَبيرْ

ونظلُّ نَسْتَهْدى بكوكبِ ذلك الفِكْرِ المُنيرْ

ونظلُّ من شُرفاتهِ الشَّمَّاءِ نرتقِبُ النفيرْ

يَهِبُ الشُّعوبَ حُقوقَها ويُحاسِبُ اللصَّ الحقيرْ

في السِّجنِ إنْ غِبْتُمْ فأنتُمْ ضَمائِرُنا الحُضورْ

لم يسجُنوكمْ، إنما حَفَرُوا لِحُكْمِهم القُبورْ


6- ديوان "الزلزلة":

ديوان شعري بلغ عدد قصائده تسعا وعشرين قصيدة، والنظم في صدر أبي هلالة بارود يثور من غيض استحكام الذل وإطباقه على أراتى ديار المسلمين، فأضحى إدمان الصبر أمرا لا يطاق، أمام جراح الفؤاد المثقلة بالرؤى العظام، التي صُفّدت فما عاد يتسع لها صدر الشاعر: { من الخفيف

أَخْزُنُ الشِّعْرَ والقوافي بصدري... مِثْلَما يخزن السِّلاح الشَّظايا

خافقي مُثْخَنٌ وصبري عَليلٌ... والهُموم الكِبَار مِلْء الحناي

وأسيرٌ أنا بذاتي... غريبٌ... في دياري.. مكبَّلٌ بالرَّزايا


ويلهج الشاعر بلسان الإعتذار إلى الله ورسوله ، فاتى القريض زفرة أبت مشاركة الجمع صمتهم، وانتجاعهم في ظل جراح اثخنت كاهل المسلمين، رافضا التوشح بعباءة نسجت من خيوط الضعف والجبن: { من البسيط

عنْ كُلّ صَمْتٍ يُقِرُّ الضّيم أعْتذِرُ... فليسقُطِ الخوفُ والخذلانُ والخَوَرُ


فالمسلم متسلح بنور الله الذي تكفل بنصر أوليائه، وإن ثارت الدنيا مجتمعة لإخماد النور العلوي بين حناياه، فسيبقى ثابت الجأش قوي العزيمة، يجالد النوازل والمحن في طريق دعوته، كالطود الشامخ في سفساف الأرض:

عَصَفَتْ زَوْبَعَةُ الدُّنيا لإطْفَائِكَ،

لكنّكَ كالْبَدرِ تَلأْلأْتَ،

وأشْرَقْتَ وَجَلّيْتَ،

ولَمْ تُهْزَمْ أَمَامَ الزَّلْزَلَةْ


7- ديوان "قصائد في زمن القهر":

ديوان شعري بلغ عدد قصائده ثلاث عشرة قصيدة، ففي عصر أصبح العدل سمته الظلم، والصدق طابعه الإفك، والفضيلة عنوان القديم الغابر، الذي لا يفي بآمال عهر النظرة الحضارية، يخلص الشاعر إلى قافيته لينقش في حروفها ما تجيش به نفسه من آلام واختناقات فيقول: (لقد لهجت بقصائدي هذه، فكانت متنفسا لأحزاني، ونجيا أبث إليه أشجاني، وزفرة أصعدها إذاما طارق دهاني)، فقد (بترنا العهد مع الله حتى نقضي العمر كله، حملة لدينه، خدما لشريعته، أوفياء للحق والصدق، وأن لا نرى المغنم في غير طهارة القلب ونقاوة الضمير والثبات على المبدأ)، ذلك ما نطقه على لسان المسلم الغريب في هذا العصر:{من الخفيف

مُسْلمٌ يا صِعابُ لن تَقْهريني... صارمي قَاطِعٌ وعَزْمي حديدُ

من دِمائي في مُقفِرات البراري... يَطْلُع الزَّهرُ والحَيَا والوُرودُ

لا أُبَالي ولوأُقِيمتْ بِدَرْبي... وطريقي حَواجزٌ وسُدودُ

إنَّ دَاراً ما سِرتُ فوقَ ثَراها... حَظُّها التيهُ والضَّياعُ الأكيدُ

فَأنَا النُّورُ حينَ يَطغَى ظَلامٌ... وأَنَا النارُ حينَ يَقْسُوالجَليدُ

وإذا صِرْتُ في الحياةِ غَريباً... فأنا الدُرُّ والجُمانُ الفريدُ

ولديني أحْيَا وأبْذُلُ رُوحي... ولمُصباحِه دِمائي وَقودُ

وبغير الإسلامِ عُمري هَشيمٌ... واخصرارُ الحياةِ يومَ يَسودُ


8- ديوان "ألوان":

ديوان شعري بلغ عدد قصائده ست عشرة قصيدة، اتىت في شكل إكليل من الورد، يتوج فيه الشاعر بعض المناسبات الخاصة والعامة بزكي قصائده وطيب عبيرها، كيوم زفاف ابنته، والتنديد بإعتداء الجيش العراقي على دولة الكويت، وشفاء زوج صديقه: {من البسيط

"منير" ظُلمَةِ أيامي وكاشِفها... وأقربُ الصحبِ من روحي وأفكاري

لا شيءَ عندي لكم أُهديه تهنئةً... يوم الشفاءِ سوى باقات أشعاري


وليبق شوك الزهر وخزا في جنبات أشباه المسلمين، الذين تشبعوا من أعطان الفكر فباتت الأخلاق في عهدهم داء يجب الإستبراء منه، ورِدَّة يتعين الاستغفار منها، عفن يربووجه الأمة، وقيح في رئتيها يعوق استنشاق عليل النسيم: { من مجزوء الرمل

بكَ يا خائبُ داءٌ... في صَميمِ القلبِ ناغرْ

فاسْتَمِعْ : داؤكَ لا يشـ... ـفيهِ طِبٌ ومَجامِرْ

أنتَ لا يَشْفيكَ منهُ... غير زَخَّاتِ (الكنادر)

أنتَ لوكان لكَ اليو... مَ مِنَ الأخلاقِ زاجرْ

كُنتَ ناديتَ وأسْمَعْتَ... وما ألفَيْتَ ضائِرْ

من صَديدِ الفِكْرِ آتيكُمْ... ومِنْ قَيءِ الحَناجرْ


فدواوين أبوهلالة الشعرية خفقة قلب تضرع إلى الله بالثبات على نهج دينه وشرعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ودعوة للمقصرين بشحذ هممهم والاستزادة من معين القرآن والسنة، وعين يطل بها على مآسي المسلمين فيصف حالة الأمة ويُشخّص جراحاتها ويطرح بلسم علاجها، ووميض حنان دافئ يطوّق به الأهل والأصحاب، وحدثة حق ترسلها نظرات مؤمن بالنصر والفوز والتمكين.


أراء الأدباء فيه

اتى في ديوان الإنتفاضة لأحمد الخاني (نعته الدكتور بدوي طبانه بأنه "شاعر الأردن"، وإني لأرى أنه أكبر من هذا المقام بين شعراء أقطار الدول العربية)، واتى في جريدة الشرق القطرية (أمير الشعراء الدكتور يوسف أبوهلالة اليوم).

لمع نجم شاعرية الدكتور يوسف أبوهلالة في أروقة الحجاز ونجد، فقد قضى الكثير من عمره في ربوع معاقلها الفهمية، حيث المواسم الثقافية والأمسيات الشعرية والأدبية. ففي الأسبوع الثقافي الذي أقيم في جامعة الملك عبدالعزيز عام 1974م، شارك الشاعر الإسلامي الدكتور عبدالرحمن العشماوي في الأمسية الشعرية التي كانت ضمن فعاليت الأسبوع الثقافي، وكان يعتقد حتى قصيدته جديرة بالفوز، ولكنه فوجئ بمشاركة يوسف أبوهلالة في قصيدة عصماء ألقاها في تلك الأمسية، يقول: (وإذا بشاعر يقف أمامنا، يلقي قصيدته فنهتز طربا.. ونفرح بها ونتعجب.. ونشم فيها رائحة الصدق، وعبير الفن.. ونرى فيها صفاء الفكر ونبل الهدف) ، ومنذ ذلك الوقت أصبح (يوسف أبوهلالة ليس غريبا ولا بعيدا عني.. بيني وبينه جسر متين من الأخوة في الله، نشأت ومعها يقين في قلوبنا، إنها أخوة لا تعهد الخلل ولا الضعف، لأنها في الله، وما كان في الله فلن يضعف ولن يختل).

وفي عام 1978م قام الأستاذ أحمد الجدع بالإحتفاء بموهبة أبي هلالة الشعرية عند تأليفه كتاب "شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث"، فأفرد له صفحات في الجزء السادس عهد به ودرس بعض شعره، يصف انطباعه فيقول: (أخذنا نبحث عن الشعراء ذوي الإتجاهات الإسلامية، إنتابتنا فرحة غامرة عندما عثرنا على شاعر شاب له عدد من القصائد الرائعة منثورة في بعض المجلات العربية، هذا الشاعر هويوسف محي الدين أبوهلالة فاحتفلنا به بالطريقة المتاحة وهي ضمه إلى الشعراء الذين درسناهم في كتابنا). فقد كان (شاعرنا آنئذ يصعد درجات الشعر الأولى ولكنه كان يصعدها وثبا، وقدرنا أنه يفترض أنقد يكون في طليعة شعراء الدعوة بعد سنوات لا تتجاوز العشر، وقد تحقق ما قدرنا، فخطا الشاعر خطوات واسعة في مجال الفهم، فحصل على شهاة الدكتوراه، وخطا خطوات واثقة في مجال الشعر ليحتل مكانه اللائق بين شعراء الدعوة الإسلامية المعاصرين).

ولشعر أبي هلالة موضع إحتفاء لدى الأدباء والنقاد في مجالسهم الأدبية، يقول الدكتور محمد حسان المرادي حول قصيدة "ردَّة": (لقد جمعتنا في إحدى الليالي جلسة مع مجموعة من الإخوة بينهم الدكتور "بدوي طبانه" وطلبنا من الأخ أبي هلالة حتى يسمعنا بعض شعره فقرأ لنا أبياتا من قصيدته تلك، فطربنا لها جميعا وأثنى عليها الدكتور بدوي طبانة ثناء كبيرا)، "وقد خط الشيخ محمد المجذوب تعليقا على هذه القصيدة (أهنئك أيها الشاعر من جميع قلبي).

وحول قصيدة "مدريد والإستسلام" نطق الطيب صالح وهويتحدث عن أمسية الجنادرية في معرض تناوله لشعر الدكتور أحمد التويجري: (ذكرني بالشاعر يوسف أبوهلالة الذي أنشد في الأمسية الأدبية في المهرجان قصيدة مريرة غاضبة.. نطق لي بعض الحضور ما هذا الشاعر يجيء ليسب الناس ويلعنهم،يا ترى؟ قلت ماذا تطلب من شاعر،يا ترى؟ يقول للناس بارك الله فيكم وأحسنتم أنكم فرطتم في فلسطين).

وقريحة أبوهلالة الشعرية تجود بما تمليه عليه عاطفته الإسلامية فهولا يعهد تقديم (قرابين المدح ونذر الثناء، يطرحها المرتلون على أقدام تلك الأوثان القائمة، ثم حسبهم الرضا والشفاعة)، يقول الشاعر يوسف العظمواصفا ذلك: (ويبرز تمرد الشاعر على الواقع المؤلم لأمتنا وعدم مجاملته للمواقف التوفيقية التي يلجأ لها بعض الشعراء ويرتاح لها البعض أصحاب القرار والمنتفعين في السلطة هنا وهناك)، مما أدى إلى بروز (لون من الشعر المتميز الذي يحمل طابع الهاتى السياسي العنيف بعيدا عن الهاتى الفردي أوالاجتماعي الذي يتناول سلوك الأفراد أوتصرفاته الحياتية وإذا هجا "أبومصعب" فإنه لا يجامل ولا يرحم ولا يلين ولوكلفه ذلك لقمة العيش وهدأة الجسد وراحة البال لأن ذلك كله يهون أمام راحة النفس ورضوان يسعى إليه عند رب العالمين)، فعاطفة الشاعر عاطفة اسلامية ترفل بأواصر الأخوة والتزام الدين الحنيف، يقول د.محمد جاد البنافي معرض حديثه عن قصيدة "خابت مساعيهم وخابوا"، التي تندد باجتياح الجيش العراقي أرض الكويت: (فوجدت فيها تعاطف الشقيق مع الشقيق ولوعة المسلم حينما يشعر بضياع أخيه المسلم.. إنه النبض الإنساني الواعي الذي لن يضل ولن يضيع من أدب وأخلاق وقيم ومبادئ أمتنا أبدا)، فصدق الإحساس (منح الشاعر من البيان ما لم يعطه غيره من رائع الصور)، (ومد الشاعر برائع التراكيب التي احتوت رائعات المعاني)، السبب الذي جعل الأستاذ أحمد الخاني حتى يختار قصيدة "قراءة في معركة أحد" للطبعة الثانية من كتابه"مدرسة بدر وشعراؤها" إذ يقول: (فهي من عيون الشعر الإسلامي).

وقد شد انتباه الأستاذ أحمد الجدع في شعر أبي هلالة (عمق الإخلاص ومتانة الولاء للفكر الإسلامي، وشدة الإرتباط بالأوطان الإسلامية بأفراحها وأتراحها، ووتيرة الإعجاب العالية بالمجاهدين من أبناء الأمة الإسلامية، فكانت أشعاره تجول في هذه الأجواء الإسلامية وتتجاوب مع بروقها ورعودها)، فدماء الشاعر المجبولة بحب الإسلام وأوطانه وأهله و(حماسه لقضايا المسلمين ذوالوتيرة العالية ألجأته في كثير من قصائده إلى الحدة والمبالغة التي قد لا يوافقه عليها عدد من النادىة الذين يفضلون الدعوة بالتي هي أحسن وبالقول اللين الذي يجلب العقول ويلين القلوب.. ولكن بالشعر قد تسلك طريقا آخر يراه الشاعر أجدى وأفضل!..)، وإزاء ذلك يقول أبوهلالة: (إن في هذه القصائد عيبا ظاهرا، هوالصراحة والوضوح، فإنها ستقرأ دون نصب، وتفهم دون تعب، ولمن شاء حتى يسخر منها فلا بأس عليه، فأنا منذ عدة سنين ولا أجد من يصلبني عليها).

وأبوهلالة يمتلك ثقافة الشاعر التي ترسخ من جودة آلته الشعرية وتزيد في براعة نظم الشعر وغور إشعاعه، يقول الأستاذ أحمد الجدع في تقديمه لديوان اللهب المقدس: (الشاعر يوسف أبوهلالة مسلم غيور ومثقف عميق الثقافة ومتنوعها، مطلع على التراث العربي في الشعر، ومعجب به، لا يستسيغ الطريقة الحديثة في نظم الشعر، ويرى حتى الشعر الذي يستحق الخلود هوالشكل الخليلي والمضمون الإسلامي المصفى من الشوائب)، فاستيعابه للتراث الشعري العربي، مكنه من الاستفادة من هذا التراث وتوظيفه بحنكة في شعره مما حدى بالأستاذ أحمد الجدع إلى الإشادة بهذا الوعي فيقول: (فهم الشاعر الغزيرة بالشعر العربي في عصوره المتنوعة ومدارسه المتعددة، وحفظه لعدد كبير من قصائده مكنه من استخدام التضمين استخداما سهلا وموفقا، فهوقد ضمن قصائده عددا من أبيات اتىت في مكانها من غير تكلف ولا تعسف، ودلت فيما دلت عليه على ذوق رفيع في الانتقاء، وعلى مهارة عجيبة في التمكن من وضعها في سياقها المناسب).

واللغة الشعرية في قصائد أبي هلالة لغة سلسة غير أنها منيعة متمكنة، يصف ذلك الشاعر يوسف العظم فيقول: (وشاعرنا تجرى على لسانه الألفاظ الجزلة دون تقعر في القول أوتوحش في اللفظ وهوأمر يشير إلى تمكنه من اللغة وحسن انتقائه للألفاظ في سهولة ويسر لا تحس معه تكلف أوتصنع)، وللشاعر د.عبدالرحمن العشماوي نظرة مماثلة من خلال قراءته لقصيدة "قراءة في معركة أحد"، إذ يقول: (إنك لترى في هذه القصيدة السبك الجيد، واللغة القوية والألفاظ التي لا تعهد هوادة ولا استرخاء في أدائها للمعنى.. فهي ألفاظ فخمة يجمع بينهما عامل القوة والجودة حتى تشعر وأنت تقرأ القصيدة حتى ألفاظها وجملها، فرقة من فرق جيش أحد لها عدتها وعتاده.. إلى غير ذلك تستمر القصيدة بهذه القوة في حدثاتها وصورها، حتى آخر بيت فيها)، وهذه الطبيعة الجزلة التي باتت ركب الشاعر، غدت موضع ثناء لدى العشماوي، فقد جَهِدَ الشاعر في إحياء غير قليل من ألفاظ اللغة العربية وبعثها، يقول: (وللشاعر فضيلة تذكر فتشكر، وهي محاولته الجادة في إحياء عدد غير قليل من الحدثات العربية، التي قُدِّر لها حتى تقف من وراء قضبان القواميس، تنظر إلى حدثات أخرى، تنتقل بين ألسنة الناس في حرية وانطلاقة)، ويقول أحمد الخاني في تقريضه لنفس القصيدة: (الشاعر ضليع بالعربية لا يخشى عليه عثار الفقر اللغوي.. وقد اختار قافية الدال إحدى أجمل قوافي الشعر عند العرب).

وقصائد أبوهلالة ذات نفس شعري طويل لا تخل بمتانة السبك وجودة النوع، يقول يوسف العظم: (قصائد يوسف أبوهلالة طويلة بصورة لا تضعف القصيدة إذا طالت وإنما تقوى وتزداد متانة وهذا يشير على طول نفس الشاعر وأصالة طبعه وعمق موهبته، الأمر الذي يجعله شاعرا مجيدا بين الشعراء الذين يحملون راية الشعر العامودي المتين)، ويقول العشماوي في تقريضه قصيدة "قراءة في معركة أحد": (وهوشيء يسجل للشاعر يوسف أبوهلالة حتىقد يكون قادرا على المحافظة على هذا المستوى القوي المتماسك، في قصيدة طويلة تتجاوز ابياتها المائتين).

وحذق التاريخ وتوظيفه توظيفا أدبيا أمر يُكْبِره العشماوي في شعر أبي هلالة، يقول: (كان الشاعر رائعا، عندما ختم قصيدته بذلك الربط الجيد بين معركة أحد ونتائجها، وبين حالة الأمة الإسلامية في هذا العصر، ذلك لأن سرد أحداث التاريخ، وإعادة ذكرها للناس لا بد حتىقد يكون مصحوبا بنية صادقة، في الإفادة منها في حاضر المسلمين ومستقبلهم، وقد أحسن شاعرنا في هذا الربط جميع الإحسان). وعلى الصعيد الآخر، فإن الباحث لم يستطع الوقوف على أراء متعددة توجهت إلى شعر الدكتور يوسف أبوهلالة بما تمثل الوجه الآخر للنقد الفني، سوى رأي واحد وهوما قدمه عبدالله إبراهيم الوشمي حول قصيدة "مدريد والإستسلام" يقول: (إنها قصيدة قوية وصارخة ورائعة السبك، تتحدث عن وضع العالم الإسلامي، إلا حتى فيها نظرة تشاؤمية إلى الواقع، دون حتىقد يكون هنالك ما يوحي بالأمل.. إذا شعر أبي هلالة شعر يستفزُّ ولا يستقر) فالمحرر يعترف بجودة الشاعر الفنية ولكن يأخذ عليه رؤية تشاؤمية للواقع وربما العيش في الماضي التليد للأمة الإسلامية، أيا كانت هذه الإتهامات فهي من الواضح أنها إتهامات وجهت للإتجاه الأدبي الإسلامي من اليوم الأول لبزوغه، والدكتور يوسف أبوهلالة وإن يكن شاعرا فهويمثل هذا الإتجاه الفني الإسلامي وملتزم به في جميع أشعاره وهذا التوجه الأدبي له شيعته كما له من يخالفونه أيضا.

وآخر ما يمكن حتى ينطق في شعر يوسف أبوهلالة ما نطقه شاعر الأقصى يوسف العظم رحمه الله: (وخلاصة ما يمكن حتى يقف مفهما مضيئا في شعر الأخ العزيز والصديق الوفي انتماؤه للعقيدة الصالحة الصافية في توحيد الله والإيمان به.. وبعد ذلك التطلع بأمل نحومستقبل مشرق بالنصر والظفر).

المصادر والمراجع

1) ديوان " ألوان"، الدكتور يوسف أبوهلالة.

2) ديوان "الزلزلة"، الدكتور يوسف أبوهلالة.

3) ديوان "دموع الوفاء"، الدكتور يوسف أبوهلالة.

4) ديوان "اللهب المقدس"، الدكتور يوسف أبوهلالة.

5) مقدمة ديوان "قصائد في زمن القهر"، يوسف العظم.

6) ديوان "قصائد في زمن القهر"، الكتور يوسف أبوهلالة.

7) مقدمة ديوان "قراءة في معركة أحد"، د. عبدالرحمن العشماوي.

8) ديوان "قراءة في معركة أحد"، الدكتور يوسف أبوهلالة.

9) مقدمة ديوان "دموع الوفاء"، أحمد الجدع.

10) مقدمة ديوان "اللهب المقدس"، أحمد الجدع.

11) ديوان "الوعد الحق"، الدكتور يوسف أبوهلالة.

12) ديوان "خطوط على الرمال"، الدكتور يوسف أبوهلالة.

13) مقدمة ديوان "قصائد في زمن القهر"، الدكتور يوسف أبوهلالة (لم تنشر).

14) شعراء الدعوة الاسلامية في العصر الحديث، أحمد الجدع وحسني أدهم جرار.

15) جريدة الجزيرة، العدد(6073).

16) أفق بعيد، الطيب صالح، مجلة المجلة، (5-11/5/1993م)، العدد(691).

17) من تداعيات الحرب والسلام، د. محمد جاد البنا، ص7، الجزيرة السعودية، (الخميس 12جمادي الأول1411هــ)، العدد(6696).

18) شاعر من مدرسة بدر، أحمد الخاني، الجزيرة السعودية المسائية، (الثلاثاء ربيع الآخر1412هـ)، العدد(2964).

19) انظر تغطية لأمسية شعرية، عبدالله إبراهيم الوشمي، صفحة أدب وثقافة، جريدة الجزيرة، يوم الخميس (23/شعبان/1409هـ)، العدد (6027).

تاريخ النشر: 2020-06-04 05:29:58
التصنيفات: شعراء أردنيون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تضامنا مع ضحايا الزلزال.. إشبيلية يعرض خوض مباراة ودية بالمغرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:26:47
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

تغييرات كثيرة منتظرة في تشكيلة الرجاء أمام اتحاد تواركة

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-24 15:06:54
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

انخفاض عدد وفيات حوادث السير بنسبة 5 بالمائة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:27:22
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

تصفيات مونديال 2026.. استدعاء فينيسيوس مجددا للمنتخب البرازيلي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:26:24
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

تصفيات مونديال 2026.. استدعاء فينيسيوس مجددا للمنتخب البرازيلي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:26:17
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

تضامنا مع ضحايا الزلزال.. إشبيلية يعرض خوض مباراة ودية بالمغرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:26:51
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

انخفاض عدد وفيات حوادث السير بنسبة 5 بالمائة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:27:23
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

مناورات بحرية مغربية إسبانية في البحر الأبيض المتوسط

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:26:40
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

رئاسة الحكومة تعزّز ثقافة “أغراس أغراس” في تدبير كارثة الزلزال

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:25:32
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 58%

مناورات بحرية مغربية إسبانية في البحر الأبيض المتوسط

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-24 12:26:44
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

تحميل تطبيق المنصة العربية