تساءلت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية عما إذا كانت سويسرا تقترب من الانضمام إلى حلف شمال الأطلنطي «ناتو»؟
وبحسب مقال لـ «دانيال كوتشيس»، أحدث العدوان الروسي على أوكرانيا موجات صدمة عبر المجتمع عبر الأطلنطي.
وتابع يقول: أثارت الفظائع التي ارتكبتها روسيا حقبة جديدة من الاستثمار الأمني في أوروبا، ما أدى إلى التزام ألمانيا الواضح بمزيد من الإنفاق الدفاعي، وبذل العديد من الدول جهودا للتخلص التدريجي من استخدام الطاقة الروسية، وتقدم فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف الناتو.
ومضى يقول: في حين أن هذه التغييرات الثلاثة تعزز الأمن عبر الأطلنطي، فإنها لم تكن ممكنة في المدى القريب لولا قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا.
وأضاف: ينبغي ألا يكون من المفاجئ أن تتردد أصداء حرب روسيا ضد أوكرانيا في سويسرا، البلد الذي كان محايدا لأكثر من 200 عام، والذي تم تكريس حياده دستوريا.
وأردف: حتى خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، حافظت سويسرا على حيادها، خلال الحرب الباردة، أدى الوضع المحايد لجنيف إلى استضافة قمم بين الغرب والاتحاد السوفييتي في عامي 1955 و1985.
ومضى يقول: مع ذلك، منذ 24 فبراير، أدت حرب بوتين في أوكرانيا إلى قيام سويسرا بانتهاج مرونة في حيادها سعيا إلى مزيد من التوافق مع المجتمع عبر الأطلنطي في الرد على روسيا.
واستطرد: في 28 فبراير، أعلنت سويسرا أنها تتبنى جميع عقوبات الاتحاد الأوروبي وتجميد الأصول ضد الكيانات والأفراد الروس ردا على الغزو.
وتابع: في الماضي، فرضت سويسرا عقوبات على دول مثل إيران وكوريا الشمالية، لكنها ابتعدت عن فرض عقوبات في سلسلة من الأزمات، بما في ذلك عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014.
وأضاف في معرض وصفه لقرار معاقبة روسيا، قال إغناسيو كاسيس، رئيس الاتحاد السويسري، «إن الوضع استثنائي بما يمكن معه اتخاذ إجراءات استثنائية».
وأشار الكاتب إلى أن سويسرا وسعت بعد ذلك عقوباتها لتشمل حظر واردات الفحم الروسي، وصادرات وقود الطائرات إلى موسكو، كما منعت الطائرات الروسية من دخول المجال الجوي السويسري.
وأردف: قد تكون التغييرات أيضا على قدم وساق في مجال الدفاع، في أوائل مارس، دعت وزيرة الدفاع فيولا أمهيرد، إلى قوات مسلحة أكثر استعدادا وتمويلا، قائلة: «إن هناك حاجة للحديث عن كيفية حماية السكان السويسريين من الخطر».
وتابع: خلال فصل الصيف، ستقوم وزارة الدفاع بكتابة تقرير لتقديمه إلى مجلس الوزراء في سبتمبر، لمناقشة إمكانية وجود خيارات أمنية جديدة لسويسرا، وبحسب ما ورد، يجري النظر في الخيارات التي تشمل المشاركة في مناورات مشتركة مع الناتو.
وأضاف: في حين ازداد التأييد للانضمام إلى الحلف بين سكان سويسرا، فإنه لا يزال يمثل وجهة نظر أقلية، كما أنه ليس من المتوقع أن يدعو التقرير إلى عضوية سويسرا، وقد صرحت أمهيرد بأن الانضمام إلى التحالف ليس خيارا.
وتابع: حتى قبل غزو أوكرانيا هذا العام، أعلنت سويسرا عن مشتريات دفاعية كبرى، بما في ذلك 36 طائرة مقاتلة من طراز F-35 و5 بطاريات صواريخ باتريوت، وهي قدرات موجودة بالفعل في ترسانات العديد من الدول الأعضاء في الناتو.
وأشار إلى أنه ربما ستكون هناك فرصة في المستقبل لكي تصبح سويسرا «شريك الفرصة المحسنة» للحلف، وهي الفئة التي أعلن عنها الحلف بعد قمة ويلز 2014، ما أدى إلى تعميق التعاون مع الدول الشريكة غير الأعضاء في «ناتو».
