رجّت مواقع التواصل الاجتماعي، على مدار الأسبوع الجاري، بجُملة من المنشورات الدّاعمة لحملة وطنية “من أجل التنديد بغلاء أسعار المحروقات”، عن طريق الاستغناء على السيارات يوم الأحد 19 يونيو الجاري، للتعبير عن الغضب والاستياء من ارتفاع أسعار جُل المنتوجات الحيوية، وعلى رأسها المحروقات.
واحتل وسم “يوم بدون سيارات”، الفضاء الرقمي المغربي، منذ الإعلان عنه في بداية الأسبوع المنصرم، حيث دعا العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال منشورات في صفحاتهم الشخصية، وكذا عبر عدد من المجموعات الخاصة التي تعرف توافد الكبير من الأعضاء، إلى الاستغناء عن السيارات ليوم واحد، كطريقة للاحتجاج عن غلاء أسعار المحروقات، وكتذكير بـ”المقاطعة” التي عرفها المغرب سنة 2018.
وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، عرفت أسعار العديد من المواد الأساسية ارتفاعا متتاليا وُصف بـ”المُرهق لجيوب المغاربة”، الشيء الذي دعاهم إلى التعبير عن تذمرهم من الوضع، مبدين ما وصفوه بـ”التهديد المُباشر للحكومة المغربية بحملة مُقاطعة جديدة، ستنطلق مبدئيا بحملة يوم بدون سيارات، إلى حين انخفاض ملحوظ في الأسعار، وبالتالي تحسين القدرة الشرائية للمواطنين، التي عرفت تضررا”.
من جهتهم، قرّر مهنيو النقل الطرقي، خصوصا المشتغلين في قطاع سيارات الأجرة، خوض إضراب وطني عن العمل، احتجاجا على الارتفاع المتزايد لأسعار المحروقات؛ وذلك بالتزامن مع تداول رُواد مواقع التواصل الاجتماعي، لصُور من محطات البنزين بمُختلف ربوع المملكة، تُوثق لارتفاع الأسعار، يوما تلو الآخر.
وفي السياق نفسه، وتزامنا مع وصول أسعار المحروقات في المغرب إلى “مستوى غير مسبوق”، أعلنت تنظيمات سياسية ونقابية وجمعوية عن التحضير لمسيرة احتجاجية، تسبقها وقفة يوم الاثنين المقبل بمدينة المحمدية، تحت شعار “لا لإغلاق شركة سامير ولا لغلاء أسعار المحروقات”؛ وهي الشركة المغربية لتكرير البترول، المُتوقفة عن العمل منذ سنة 2015، وطُرحت للتصفية القضائية سنة 2016، دون أن تسوّى وضعيتها إلى حد الآن.
وتجدر الإشارة، أن المغرب احتل الرُتبة الأولى من أعلى الدول تكلفة لشراء 50 لتر من البنزين، مقارنة مع جُملة من الدول العربية، باستثناء الدول التي تشهد اضطرابات في سعر الصرف، وذلك بحسب دراسة كشف عنها مركز Global petrol prices-numbeo خلال الأسبوع المنصرم.
إلى ذلك، لا تزال أسعار البنزين في المغرب تُواصل ارتفاعها، يوما بعد يوم، وذلك في ظل حالة استياء عارمة يعرفها المواطن المغربي، حيث أنه من أجل شراء 50 لتر من البنزين سيكلفك 19 في المائة من الراتب.
