سفير الأرجنتين: لازلنا بحاجة لتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي مع مصر


نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، بالتعاون مع سفارة الأرجنتين بمصر ندوة بعنوان “مصر والأرجنتين .. ٧٥ عاما من التعاون المشترك” وذلك بمناسبة مرور 75 عامًا على العلاقات الثنائية بين البلدين.

شارك في الندوة مجموعة من السفراء والدبلوماسيين، جاء على رأسهم سفراء دول إسبانيا، البرازيل، فنزويلا، كوبا، أوروجواي، وجواتيمالا. هذا بالإضافة إلى السفير أشرف منير نائب مساعد وزير الخارجية لشئون أمريكا اللاتينية.

تطرق سفير الأرجنتين بمصر، إدواردو فاريلا أنطونيو إلى بعض مجالات التعاون بين البلدين، والتي إحداها المجال التجاري، لافتًا إلى أن على الرغم من تمتع بلاده ومصر بعلاقة تجارية ديناميكية لسنوات عديدة، أظهر ميزان الصرف باستمرار فائضًا ملحوظًا لصالح الصادرات الأرجنتينية.

وأشار إلى أن بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة بين ميركوسور (اتحاد دول أمريكا الجنوبية) ومصر حيز التنفيذ في عام 2017، بدأ كلا البلدين في استغلال أوجه التكامل بينهما ولا تنمو التبادلات على كلا الجانبين فحسب فهي أكبر بأكثر من خمس أضعاف من ذي قبل ولكن أكثر توازنًا، مما يوضح مدى حاجة البلدين لبعضهما البعض للنمو وتطوير اقتصادات كل منهما.

وأضاف: “كمثال نحن نشتري من مصر الأسمدة اللازمة لتربتنا حتى تصبح الأرجنتين أحد موردي الأغذية الرئيسيين لمصر. لكن الإعفاء الكامل للمنتجات المدرجة في اتفاقية التجارة الحرة لعام 2017 لن يتم الوصول إليه إلا في عام 2027، مما يعني أنه لا تزال هناك العديد من الفرص القادمة نحو تجارة أوسع وأعمق وأكثر ثراء وتوازنا بين بلدينا.”

وتحدث معالي السفير عن التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، حيث قامت شركة أرجنتينية عالية التقنية، تدعى INVAP، في التسعينات، وبعض من فريق عملها، ببناء مفاعل نووي بحثي تجريبي في منطقة إنشاص، ثم تبعه مصنع للنظائر الراديوية ومنشأة لإنتاج الوقود من أجل المفاعل النووي. موضحًا أن التعاون بين INVAP، والتي تقوم بتمثيلها اليوم مالينا أورتيز والهيئة المصرية للطاقة الذرية مستمرًا حتى الآن، والذي أصبح نموذجًا للتعاون بين البلدان النامية في تقنية حساسة للغاية ومعقدة.

وأشار إدواردو إلى أن البلدين لازالا بحاجة لتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي إلى ما بعد التجارة، واضعًا مثال هو توفر اتفاقية التجارة الحرة الحالية العديد من الفرص لمزيد من التكامل لاقتصاداتنا من خلال الاستثمارات. أيضًا، على الرغم من أننا عندما تبدأ في ملاحظة بعض التلميحات نحو روابط اقتصادية أكثر ثراءً وتنوعًا، فإننا بحاجة إلى التغلب على التركيز التجاري الكبير في عدد قليل من المنتجات.

وطرح أيضًا التجربة الناجحة جدا في التعاون في مجال الطاقة النووية حتى الآن لم تحرز أن تصبح منصة أو نموذجا للتعاون في القطاعات الأخرى ذات الصلة التي يتمتع فيها كلا البلدين بقدرات واحتياجات تكميلية. وقال: “إذا نجحنا في الطاقة النووية، فلماذا لا تتقدم في تقنيات الأقمار الصناعية والفضاء، أو في التكنولوجيا الحيوية…؟ وكما نعد دولاً نامية، لا يمكننا ترك أي فرصة غير مستكشفة، وأية فرصة لم تستغل، وأي تحدي دون مواجهة.”

وأضاف: “تمر البشرية بوقت عصيب، لقد مررنا بالذكرى السنوية الثانية لوباء 19-COVID، وحتى مع الخطوات الهائلة إلى الأمام بفضل حملات التطعيم في جميع أنحاء العالم؛ ما زلنا نعاني من آثاره. في الآونة الأخيرة، اندلع الصراع في أوروبا مرة أخرى مع نتائج كارثية وتداعيات اقتصادية عالمية مأساوية.”

وتابع حديثه قائلًا: “أخيرًا وليس آخرًا، نحن نواجه أيضا مشكلة تغير المناخ الضخمة، وهي مسألة كما نعلم، ستتم مناقشتها مرة أخرى على أعلى مستوى في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل. هذه أحداث مقلقة تؤثر علينا جميعا وتتحدانا، ولكن في بعض الحالات، كما هو واضح في العلاقات الثنائية بين بلدينا، تقدم هذه التطورات المحزنة أحيانًا فرصًا جديدة وتكون بمثابة حافز للكشف عن أوجه تكامل وفرص جديدة.”

وألمح إلى أن بلاده منتجة للقمح ويمكنها ان تكون موّردًا هامًا وأكيدًا لمصر، طارحًا فكرة أن العمل مع مصر لزيادة إنتاجية محاصيلها من خلال أحدث تقنيات الصديقة للبيئة والميسورة التكلفة التي تنتجها الأرجنتين أيضًا، مما يقلل من اعتمادها على الإمدادات الأجنبية.

وأضاف: “أود أن أوضح نقطة أهمية الترويج الثقافي في العلاقات الثنائية، لطالما فكرت في أن أحد أوجه القصور الرئيسية في علاقتنا هو أن الأرجنتينيين والمصريين لا نعرف بعضنا البعض بما فيه الكفاية، لكننا نعمل بجد في هذا المجال، ونجعل مجالاتنا الثقافية (الموسيقى والسينما والأدب والفن والتاريخ) متاحة أكثر للآخر. وتحت مظلة الذكرى الخامسة والسبعين، نضع جهودنا التحقيق هذا الهدف مع السفارة المصرية في بوينس ايرس.”

وختم حديثه قائلًا: “لدينا العديد من العناصر للشعور بالتفاؤل بشأن مستقبل العلاقات بين الأرجنتين ومصر. وعلينا أيضا التزام بأن نكون متفائلين بشأن قدرة المجتمع الدولي على التغلب بنجاح على التحديات الأليمة التي تواجهها.”

ثم أذيعت كلمة متلفزة ومترجمة لوزير الخارجية الأرجنتيني، سانتيجو كافيرو، والتي قال فيها: “على مدار تاريخنا المشترك الزاخر استطاع كل من الأرجنتين ومصر تعزيز الروابط الوثيقة في مجالات متعددة كالثقافة والأبحاث والدراسات الأكاديمية والأثرية والاستخدام السلمي للطاقة الذرية والزراعة والتكامل التجاري والدفاع متعدد الأطراف والتعاون الدولي من بين أمور أخرى كثيرة.

وتابع كافيرو حديثه قائلًا: “اليوم دفعتنا الخطط الدولية الجديدة أن نعمل جنبًا إلى جنب في قضايا عديدة مثل البيئة واقتصاد المعرفة والصحة والرياضة من بيت موضوعات أخرى. في السياق ذاته أود أن أهنيء مصر على توليها هذا العام رئاسة مؤتمر الأطراف 27 (Cop27) وأؤكد أن جمهورية الأرجنتين ستكون دائمًا الصوت الناعم لكل عمل متعلق بالمناخ ويهدف للحفاظ على البيئة.”

وختم كلمته قائلًا: “أود أن أعبر عن رغبة حكومتنا في مواصلة تعزيز نطاق العمل بين دولتينا وتوطيدها، كما أود أن أغتنم الفرصة لتقديم أطيب التحيات لمصر حكومةً وشعبًا، كما أود أن أنقل التأكيد على رغبتنا في العمل معًا من أجل بلورة تطلعات جديدة وتحقيق أهداف جديدة لخدمة الشعبين الشقيقين.”

واختتمت الفعالية بتكريم السفير بإهدائه درع المركز.

تاريخ الخبر: 2022-06-17 21:21:42
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

هكذا كانت ردة فعل عائلة الدكتور التازي بعد النطق بالحكم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:26:08
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

هكذا كانت ردة فعل عائلة الدكتور التازي بعد النطق بالحكم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:26:03
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 68%

فرحة عارمة لابن الطبيب التازي بعد الإعلان عن مغادرة والده للسجن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:26:00
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

فرحة عارمة لابن الطبيب التازي بعد الإعلان عن مغادرة والده للسجن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:25:52
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية