جولة الخير


جولة سمو ولي العهد -حفظه الله- الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في الأيام القليلة الماضية في ثلاث عواصم بالمنطقة كانت محل اهتمام وتحليل الباحثين في غير مكان في هذا العالم. وتعود تلك الأهمية للجولة والزيارة إلى جملة مسارات في السياستين السعودية والإقليمية، ولا يمكن في محصلة التحليل النهائي عزل مسارات هذه اللقاءات عن القضايا الدولية الحالية منذ ذلك حضور وفاعلية الدول العظمى، وطبيعة الاختناقات السياسية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة والعالم. أكثر من مراقب ركز على أن هذه الجولة كانت استعدادا للقاء الدولي الذي سيجمع على أرض المملكة العربية السعودية مجموعة من القمم في المقدمة هناك القمة السعودية - الأمريكية ثم تليها القمة الخليجية - الأمريكية وثالثا هناك القمة العربية - الأمريكية وهذه نقطة مهمة أصبحت بارزة في الأداء السياسي السعودي الذي أصبح لديه منظار رؤية أوسع وأشمل ولديه القدرة على وضع التصورات التي يمكن من خلالها معالجة قضايا الإقليم الحالية والتي أيضا يعول عليها مستقبلا في بناء التحالفات إقليميا ودوليا.

المحطة الأولى في جولة سمو ولي العهد -أيده الله- كانت القاهرة وهي مركز مهم من مراكز الثقل العربي في صناعة القرارات وفي حل المعضلات التي يواجهها الجسم السياسي العربي، وكان واضحا من مسارات الزيارة أن الهدف لدى القيادتين السعودية والمصرية هو تعزيز أواصر اللقاء وتعظيم القواسم المشتركة التي تؤمن استقرار البلدين وتحقق درجات أعلى من التعاون والتكامل بينهما، ثم الانتقال بعد ذلك للمحور الإقليمي، الذي أظهرت القيادات السياسية بجلاء اهتمامها الكبير بهذا العنصر والسعي لتجاوز أخطاء الماضي في التعامل مع القضايا الأمنية والإستراتيجية.


في المملكة الأردنية الهاشمية، كان اللقاء حميميا بالدرجة الأولى لسمو ولي العهد والأشقاء في الأردن، وهذه الزيارة وهذا اللقاء بعناصره المتعددة الأوجه بدد أراجيف البعض حول النوايا غير الجيدة لدى السعودية ضد الأردن واستقراره، بل أكثر من ذلك عكس درجة التفاعل العالية والمهمة جدا بين البلدين، التي تؤكد أن المملكة العربية السعودية تدرك حجم الأخطار الإقليمية التي يواجهها الأشقاء في الأردن، والمملكة العربية السعودية في ذات السياق الدولة العربية الأكثر قدرة على الوقوف مع الأشقاء في الأردن بما يحفظ لهم أمنهم واستقرارهم ووحدة بلادهم، وبالتالي وحدة واستقرار الإقليم والمنطقة.

في أنقرة، كان الاستقبال المميز الذي يليق بضيف تركيا الكبير سمو ولي عهد المملكة العربية السعودية العنوان الأول على فتح نافذة جديدة للعلاقات السعودية - التركية ومن نافلة القول إن العلاقات بين البلدين وفي أبعادها التاريخية والاقتصادية والحضارية قديمة ولكنها وفي السنوات الأخيرة دخلت -كما يقولون- العلاقات الدولية في منطقة ظل، ومعروف أن سبب هذه المرحلة تفضيلات واختيارات الجانب التركي في بعض القضايا في الوقت الذي بقيت المملكة محافظة على مصداقيتها الدولية وعلى شفافية وسلامة مواقفها، المهم أن هذه النافذة الجديدة للعلاقات بين الجانبين مرشحة أن تزيل كل كدر الماضي وهي قادرة على أن تعيد التعاون وتبادل المنافع إلى سابق عهدها وربما أفضل المهم أن هناك تطلعات لتوسيع آفاق التعاون لمجالات جديدة منها الأمن والدفاع الذي سيكون لصالح الجانبين السعودي والتركي ولمصلحة الإقليم والمنطقة، التي تحتاج إلى تفاهمات القوى السياسية أكثر من خلافاتها.

@salemalyami
تاريخ الخبر: 2022-06-26 12:26:21
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (١)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:21:34
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

في ذكرى رحيله الأولى.. سر حب مصطفى درويش لمدينة دمنهور - منوعات

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:21:07
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

نزاهة توقف 166 شخصا بتهمة الفساد من 7 جهات حكومية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:23:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

استمرار هطول الأمطار الغزيرة بعدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:23:41
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية