المحطة الأولى في جولة سمو ولي العهد -أيده الله- كانت القاهرة وهي مركز مهم من مراكز الثقل العربي في صناعة القرارات وفي حل المعضلات التي يواجهها الجسم السياسي العربي، وكان واضحا من مسارات الزيارة أن الهدف لدى القيادتين السعودية والمصرية هو تعزيز أواصر اللقاء وتعظيم القواسم المشتركة التي تؤمن استقرار البلدين وتحقق درجات أعلى من التعاون والتكامل بينهما، ثم الانتقال بعد ذلك للمحور الإقليمي، الذي أظهرت القيادات السياسية بجلاء اهتمامها الكبير بهذا العنصر والسعي لتجاوز أخطاء الماضي في التعامل مع القضايا الأمنية والإستراتيجية.
في المملكة الأردنية الهاشمية، كان اللقاء حميميا بالدرجة الأولى لسمو ولي العهد والأشقاء في الأردن، وهذه الزيارة وهذا اللقاء بعناصره المتعددة الأوجه بدد أراجيف البعض حول النوايا غير الجيدة لدى السعودية ضد الأردن واستقراره، بل أكثر من ذلك عكس درجة التفاعل العالية والمهمة جدا بين البلدين، التي تؤكد أن المملكة العربية السعودية تدرك حجم الأخطار الإقليمية التي يواجهها الأشقاء في الأردن، والمملكة العربية السعودية في ذات السياق الدولة العربية الأكثر قدرة على الوقوف مع الأشقاء في الأردن بما يحفظ لهم أمنهم واستقرارهم ووحدة بلادهم، وبالتالي وحدة واستقرار الإقليم والمنطقة.
في أنقرة، كان الاستقبال المميز الذي يليق بضيف تركيا الكبير سمو ولي عهد المملكة العربية السعودية العنوان الأول على فتح نافذة جديدة للعلاقات السعودية - التركية ومن نافلة القول إن العلاقات بين البلدين وفي أبعادها التاريخية والاقتصادية والحضارية قديمة ولكنها وفي السنوات الأخيرة دخلت -كما يقولون- العلاقات الدولية في منطقة ظل، ومعروف أن سبب هذه المرحلة تفضيلات واختيارات الجانب التركي في بعض القضايا في الوقت الذي بقيت المملكة محافظة على مصداقيتها الدولية وعلى شفافية وسلامة مواقفها، المهم أن هذه النافذة الجديدة للعلاقات بين الجانبين مرشحة أن تزيل كل كدر الماضي وهي قادرة على أن تعيد التعاون وتبادل المنافع إلى سابق عهدها وربما أفضل المهم أن هناك تطلعات لتوسيع آفاق التعاون لمجالات جديدة منها الأمن والدفاع الذي سيكون لصالح الجانبين السعودي والتركي ولمصلحة الإقليم والمنطقة، التي تحتاج إلى تفاهمات القوى السياسية أكثر من خلافاتها.
@salemalyami