دعا الاتحاد الأفريقي كلا من السودان وإثيوبيا إلى التحلي بـ”الهدوء وضبط النفس” والدخول في “حوار” بعد تصعيد في التوتر بين البلدين بشأن منطقة حدودية متنازع عليها.
الخرطوم ــــ التغيير
و تتزايد المخاطر من إمكانية انزلاق الأوضاع بين السودان وإثيوبيا إلى مربع الحرب، بعد تصاعد التوتر الحدودي بينهما بدرجة غير مسبوقة.
وكانت تقارير أفادت بحدوث هجوم سوداني على مواقع عسكرية إثيوبية، ولكن متحدثا باسم الجيش السوداني نفى شن هجوم.
وجاءت هذه التطورات بعد اتهام السودان الجيش الإثيوبي بأسر وقتل سبعة جنود سودانيين. وتنفي أديس أبابا صحة هذه الاتهامات.
وثمة خلاف بين البلدين بشأن منطقة الفشقة الحدودية منذ عقود. وتصاعدت التوترات بصورة جزئية بسبب قرار إثيوبيا بناء سد النهضة المثير للجدل.
وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد، عن “قلق” من زيادة التوتر بين الجانبين. وقال في بيان إنه يشعر “بالأسف الشديد للخسائر في الأرواح على حدود البلدين المشتركة”.
أبي أحمد
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على وجود “العديد من المشاكل” بين البلدين، لكنه دعا إلى “التكاتف والتعاون وحل هذه المعضلات”.
وأضاف أحمد عبر حسابه على تويتر: “خيارنا هو السلام بين شعبينا”، مؤكدا على ضرورة التحلي “بضبط النفس”.
كما حذر من أن هناك من “يريدون لنا أن ننزلق في اقتتال بعضنا البعض”.
البرهان في الفشقة
ومع التصعيد في الحدود وصل قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى منطقة الفشقة شرقيّ البلاد، غداة إعدام أسرى تابعين للجيش السوداني، على يد قوات إثيوبية.
وتوعد البرهان برد عملي للحادثة قائلاً: “ردنا على مقتل جنودنا في منطقة الفشقة سيكون على أرض الواقع”.
وظهر البرهان ببزة عسكرية وهو يصدر توجيهات توجيهات للعسكريين بعدم السماح بأي تحركات أو تعديات جديدة على الأراضي السودانية.
واستعاد الجيش السوداني العام الفائت، أراضي شاسعة بمنطقة الفشقة الحدودية، بعدما دانت لسيطرة القوات الإثيوبية لعقود، إبان حقبة الرئيس المخلوع عمر البشير.
وتعود جذور الخلاف الحدودي في الفشقة إلى الحقبة الاستعمارية، ولم تفلح محاولات لإجراء محادثات لترسيم حدود يبلغ طولها 744 كيلومترا بين البلدين في تسوية الخلاف حول المنطقة.
وفي عام 2008، وصلت المفاوضات بين البلدين إلى حل وسط، حيث اعترفت إثيوبيا بالحدود القانونية، وسمح السودان للإثيوبيين بالاستمرار في العيش هناك من دون عائق.