ترقب لسوق الذهب العالمي..رسميا عن فرض الحظر على واردات الذهب من روسيا في محاولة منها لتضييق الخناق على موسكو ردا على حربها في أوكرانيا:

حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، حيث تتجه بلدان مجموعة السبع الصناعية الكبرى، للإعلان رسميا عن فرض الحظر على واردات الذهب من روسيا في محاولة منها لتضييق الخناق على موسكو، ردا على حربها في أوكرانيا التي دخلت شهرها الخامس.

وتنتج روسيا نحو 10 %من الذهب المستخرج على مستوى العالم كل عام. وزادت حيازتها من الذهب ثلاثة أمثال منذ أن ضمت شبه جزيرة القرم في العام 2014، وسيكون حظر استيراد الذهب الروسي المزمع هو الأحدث في سلسلة من العقوبات .

وتعد الصين هي الدولة الأكبر إنتاجا للذهب في العالم بمقدار 332 طن في عام 2021، حيث شكلت حوالي 9% من الإنتاج العالمي، وفقا لمجلس الذهب العالمي وتأتي روسيا في المركز الثاني كأكبر دولة منتجة للذهب، بمقدار 330.9 طن عام 2021، كما ويعتبر الذهب الروسي، هو ثاني أكبر صادرات موسكو بعد النفط والغاز.

تنفرد أستراليا بالمركز الثالث حيث وصل إجمالي إنتاج الذهب عام 2021، حوالي 315.1 طن، وفي المركز الرابع كندا بإنتاج 192.9 طن، وفي المركز الخامس أمريكا بـ 186.8 طن، وفي المركز السادس غانا بإنتاج 129.2 طن، وفي المركز السابع بيرو بإنتاج 127.3 طن، وفي المركز الثامن، المكسيك بإنتاج 124.5 طن، وتأتي إندونيسيا في المركز التاسع بإنتاج 117.5 طن، وفي المركز العاشر جنوب أفريقيا بإنتاج 113.6 طن.

لكن وزارة المالية الروسية، كشفت عن أنها أنتجت 346.42 طن من الذهب في 2021، بزيادة عن العام 2020 حيث وصل آنذاك إلى 340.17 طن.

وتمتلك موسكو ما بين 100 مليار و140 مليار دولار أميركي من احتياطيات الذهب، وهو ما يقرب من 20 % من احتياطيات البنك المركزي الروسي

حيث استوردت سويسرا الذهب من روسيا للمرة الأولى منذ غزو أوكرانيا، في إشارة جديدة على أن موقف صناعة المعادن الثمينة تجاه روسيا في البلاد قد ينخفض.

يأتي ذلك، فيما تم شحن أكثر من 3 أطنان من الذهب إلى سويسرا من روسيا في مايو، وفقاً لبيانات من إدارة الجمارك الفيدرالية السويسرية. وهي أول شحنة بين البلدين منذ فبراير.

وتمثل الشحنات نحو 2% من واردات الذهب إلى سويسرا مايو الماضي . وقد يمثل أيضاً تغييراً في المفاهيم حول السبائك الروسية، والتي أصبحت من المحرمات بعد الغزو. إذ أقسمت معظم المصافي عدم قبول الذهب الجديد من روسيا بعد أن أزالت رابطة سوق السبائك في لندن المصنِّعين في البلاد من قائمتها المعتمدة، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية.نت”.

فقد أعلنت الحكومة البريطانيةأنها ستحظر مع الولايات المتحدة وكندا واليابان استيراد الذهب الروسي، وذلك في إطار عقوبات جديدة على موسكو ردا على العملية العسكرية في أوكرانيا.

القرار الرباعي جاء في اليوم الأول من قمة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تستضيفها العاصمة الألمانية برلين، لبحث استراتيجيات لتأمين إمدادات الطاقة ومعالجة التضخم.

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ، أن بلاده ودول مجموعة السبع ستحظر استيراد الذهب الروسي الذي يعتبر ثاني أكبر الصادرات الروسية بعد الطاقة : “فرضت الولايات المتحدة تكاليف غير مسبوقة على بوتن لحرمانه من الإيرادات التي يحتاجها لتمويل حربه ضد أوكرانيا، معا ستعلن مجموعة السبع أننا سنحظر استيراد الذهب الروسي، وهو تصدير رئيسي يدر عشرات المليارات من الدولارات لروسيا”.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي هذه الإجراءات ستضرب بشكل مباشر أثرياء السلطة “.

ويشكك مراقبون وخبراء اقتصاديون في جدوى هذه الخطوة، معتبرين أنها دعائية أكثر منها إجراء عقابيا ملموسا ومؤثرا بشكل موجع وعملي على الاقتصاد الروسي.

وأكدوا أن من شأن هذا القرار التسبب برفع أسعار الذهب العالمية، كما حدث حين فرض العقوبات على الذهب الأسود الروسي وما نجم عنه من ارتفاعات كبيرة في أسعار النفط ومشتقاته كالبنزين والديزل حول العالم، ما يضفي مزيدا من التعقيد على مشهد الأزمة الحادة التي تضرب الاقتصاد العالمي.

قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي معظم دول الاتحاد الأوروبي لا تشتري سبائك ذهبية مباشرة من روسيا التي تعد من ضمن الدول الخمس الأكبر المنتجة للذهب بالعالم.

أوضح عبده أن الصين وروسيا وأميركا وأستراليا وكندا وأهم الدول الأكثر استيرادا للذهب، هما بالدرجة الأولى سويسرا والمملكة المتحدة، حيث تتقاطر شحنات السبائك الذهبية الروسية خاصة نحو لندن، التي تضم أكبر مركز للذهب بالعالم أما بقية الدول الأوروبية فهي لا تشتري الذهب الروسي أساسا”.

وأضاف عبده على أن حركة الذهب هي مثل حركة النفط تماما وبالتالي لا يمكن تتبعها وضبطها على عكس حركة الحسابات المصرفية ومع بدء الأزمة الأوكرانية بدأ التضييق على قطاع الذهب الروسي، وهذه القمة تحاول تكليل هذا الضغط عبر إقرار حظر شراء الذهب من موسكو”.

حيث أن دولة مثل سويسرا مثلا هي بحاجة ماسة إلى الذهب الروسي، كما أن غالبية الدول الأوروبية تفتقر لوجود مناجم ومخزونات احتياطية كبيرة من الذهب، تجعلها قادرة على تحمل تداعيات مقاطعة الذهب الروسي، وبالتالي فهذا القرار في أحسن حال سيطبق فقط على صعيد دول مجموعة السبع”.

تداعيات حظر الذهب الروسي

قال الدكتور إيهاب الدسوقي، الخبير الاقتصادي، إن قرار دول السبع بحظر استيراد الذهب الروسي، لن يكون له تأثير كبير على روسيا، وسيكون تأثيره محدود، لأن الذهب سهل في التداول وهناك بورصات آخرى غير بورصة لندن التي تروج للذهب، وبالتالي من السهل على أي دولة أن تبيع وتشتري الذهب.

وأضاف “الدسوقي”، أن شركاء روسيا مثل الهند، من أكبر مستهلكي الذهب في العالم وهناك العديد من البورصات التي يمكن أن تروج روسيا من خلالها المعدن الأصفر، مثل بورصة دبي، وبالتالي لن يكون هناك أزمة بالنسبة لروسيا، لأن هناك سوق مفتوح دائما للذهب سواء الاستهلاك المحلي في أسواق شركاء الروس، أو استخدام الدول له كغطاء احتياطي نقدي.

سوق الذهب العالمي مستقر

وأوضخ “الدسوقي”، إلى أن القرار قد صدر ولا يوجد له أي تأثير أو مؤشرات بارتفاع أو انخفاض الأسعار في سوق الذهب العالمي، لأن هناك دول كثيرة تنتج الذهب بكميات كبيرة مثل استراليا والصين، والولايات المتحدة ودول أفريقيا، وبالتالي فإن هذه العقوبات لن يكون لها تأثير على أسواق الذهب، بينما سوف يكون تأثيرها محدود على روسيا ولكن لن يعطل الحرب. أن روسيا ثاني أكبر دول العالم إنتاجا للذهب، وتسعى دول الغرب لتجفيف منابع الدخل الروسية، ولكن عقوبات الذهب لن تكون مؤثرة بشكل كبيرة أو الشكل الذي يتصوره الغرب، لأنه على مدار اليومين الماضيين لم يكن هناك أي قلق في سوق الذهب العالمي.

أوضح خالد الشافعي رئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية، إن الذهب مثل البترول والغاز فهو منتج يتم انتاجه في روسيا وهي احد البلدان المصدرين الرئيسيين للذهب عالميا إنما السوق العالمي للذهب لم يفقد قيمته ولم يفقد بريقة بالأمتناع عن شرائه وبالتالي فسبائك الذهب الروسي لن يقل قيمتها بالسواق العالمي، لذلك إمتناع شرائه من الاتحاد الأوروبي لن يوثر على السوق الروسي.

وأوضح “الشافعي”: كذلك السوق المحلي بمصر فانها تنتج الذهب وقام البنك المركزي بشراء ٤٤ طن بالعملة المحلية من الشركة التابعة لمنجم السكري بما يؤازي قيمته العالمية اذن الذهب يحافظ على قيمة النقود بداخله وهذا دليل على إنه أئمن وعاء للمحافظة على قيمة النقود من الانخفاض او التضخم الذي يحدث بانحاء العالم خاصة بالفترة الحالية نتيجة تداعيات الحرب وفي ظل ارتفاع معدلات التضخم عالميا.

وأستطرد “الشافعي”: مثلما حدثت مقاطعة سابقة للاتحاد الأوروبي عن الغاز والبترول الروسي فنري أن من الذي تأثر هو الاتحاد الأوروبي وليس رؤسيا،لان روسيا لديها ١أسواقا بديلة عن أوروبا مثل الهند والصين وهي اسواق كبيرة جدا قادرة علي إستعاب كميات كبيرة من المنتجات الروسية.

وأكد الذهب لديه سوقا عالميا فلا توثر مقاطعة الاتحاد الأوروبي علي شرائه من روسيا بل بالعكس فان ذلك يحافظ ويقوي ويعزز من قيمة الاقتصاد الروسي،فلن يضعف الاقتصاد الروسي جراء مقاطعة الاتحاد الأوربي لشراء الذهب الروسي.

قال رفيق عباسى رئيس شعبة المشغولات الذهبية باتحاد الصناعات،ان روسيا تمد العالم ب١٠٪؜ من أنتاجية الذهب سنويا فمن الممكن ان يؤثر ذلك على السعر العالمى بالزياده نتيجه لنقص المعروض وبالتالى على مصر كوضع عام.

لكن نتيجه الأجراءات الماضية التي إتخذتها مصر بحظر استيراد الذهب لذا تعتبر مصر حاليا سوقا شبه مغلقا على نفسه والسعر يحدد طبقا للعرض والطلب داخل مصر ولا علاقه بالسعر العالمى.

واوضح عباسى: فى الوضع العادى كان سعر الذهب فى مصر هو السعر العالمى مقيما بسعر الجنيه المصري امام الدولار بالزياده او النقص بفارق ٢٠ جنيها تقريبا مصاريف النقل وخلافه لكن عندما تم وقف الاستيراد وزياده الطلب فى مصر وصل الفارق الى ٣٠٠ جنيه فى الجر