«سيجارة مغشوشة ومشروب كحولي مجهول».. ربما هما كلمة السر وراء تداول بعض أنواع السجائر المغشوشة مجهولة الهوية بالسوق المصري، وتداول زجاجات المشروبات الكحولية المهربة من الخارج ليتمكن كل من هذه السجائر والكحوليات المغشوشة من حمل السموم والمخاطر فيزيد معنى عبارة «التدخين ضار بالصحة» أضعاف مضاعفة، وكذلك تزيد تلك الكحوليات المغشوشة من أثار الخمر القاتلة المعروفة.

وحذرت مصلحة الضرائب المصرية في بيان لها من بيع منتجات التبغ والسجائر التقليدية والمسخنة والشيشة (المعسل) وكذلك المشروبات الكحولية المهربة والمقلدة، التي تضر بالصحة، ولا تحتوي على الطابع الضريبي (البندرول) الملون، فمنتجات التبغ والسجائر التقليدية والمسخنة والشيشة (المعسل) والمشروبات الكحولية يجب التأكد من وجود الطابــــــــع الضريبي (البندرول) الملون عليها حسب تصريح رضا عبد القادر رئيس مصلحة الضرائب المصرية، موضحًا أن الطابــــــــع الضريبي (البندرول) الملون باللون الأخضر يكون بالنسبة للمنتجات المحلية، واللون الأزرق بالنسبة للمنتجات المستوردة، واللون البنفسجي بالنسبة لمنتجات المعسل، واللون الأحمر بالنسبة للمشروبات الكحولية.

وتابع «رضا» أن هناك سوق موازيًا لبيع أنواع متعددة من التبغ والسجائر التقليدية والمسخنة الواردة من الخارج بطرق غير مشروعة (مهربة) وهي عبارة عن سجائر مقلدة وغير أصلية تشبه السجائر الأصلية الإنتاج (المحلي والمستورد) موضحًا أنها تضر بالاقتصاد المصري، لأنه لم يتم تحصيل الضرائب والرسوم الجمركية عليها لأنها تدخل السوق المصري بطرق غير مشروعة، مما يقلل موارد الدولة من هذه السلع لأنها تباع بنفس أسعار المنتجات الأصلية، مما يؤدي إلى ضياع حقوق الخزانة العامة للدولة.

وأشار «عبد القادر» إلى أنه تطبق حاليًا منظومة الطابع الضريبيي (البندرول) المؤمن الذي يحتوي علي QR ويمكن التأكد من خلاله من صلاحية الطابع والشركة المنتجة الأصلية الخاضعة للرقابة والتأكد من تطبيق معايير السلامة والجودة العالمية لصناعه التبغ والسجائر التقليدية والمسخنة والشيشة (المعسل) والمشروبات الكحولية، مشيرًا إلى أنه يمكن للمستهلك النهائي الكشف والتأكد من سلامة المنتج عن طريق بعض الاختبارات السهلة والسريعة على الطابع الضريبي (البندرول) ويمكن إجراؤها قبل شراء المنتج من منافذ البيع (الأكشاك والمحلات).

وأضاف أنه سيتاح على موقع (تحميل البرامج) IOS وANDROID لجميع المواطنين مجانًا برنامجًا يمكن من خلاله التأكد من صحة المنتج والشركة المصنعة الأصلية التي تخضع للرقابة الصناعية والتأكد من أن المنتج طبقًا لمعايير الصحة العالمية.

وفي دراسة حديثة نتائجها أوضحت أن هناك 3 أنواع من السجائر «المقلدة والمغشوشة» تمثل نحو 75% من حجم سوق الإتجار غير المشروع بالتبغ في مصر، وهي سجائر «كاريليا»، وهي نوع يوناني، و«LM»، و«كليوباترا»، موضحة أن حجم الاتجار غير المشروع يشكل نحو 8.5% من حجم سوق تجارة السجائر.

كما أظهرت نتائج الدراسة التي أُجريت تحت عنوان «تقييم تجارة التبغ غير المشروع في مصر 2016/ 2017»، وأعدتها 3 جهات رسمية هي وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة أن سجائر «كاريليا»، تتصدر الإتجار غير المشروع بالتبغ بواقع 32.7% من السوق، تليها «LM» بـ23.2%، ثم «كليوباترا» بـ19.1%، ثم «مارلبورو» بـ7.4%، و«كينج» بـ3.1%، و«ميريت» بـ2.5%، و«وينستون» بـ2.3%، و«روثمان» بـ1.6%، ثم منتجات أخرى بنسبة 8.2%، مشيرة إلى أن أعلى نسبة لمدخني تلك السجائر هم الفئة العمرية من 15 إلى 19 سنة بـ17.6%.

أما عن الشرائح التي تستهلك تلك السجائر المقلدة، أوضحت الدراسة أن العاطلين هم أعلى فئة يستهلكونها بـ 31.1%، وتأتى ربات المنازل في الفئة الثانية بـ 14.3%، والمحالون على المعاش بـ 11.1%، ثم الطلبة بـ 10.4%، ثم العمال بمختلف فئاتهم بـ8%. 

من جانبها، أكدت الدكتورة أمال إبراهيم استشاري أمراض الحساسية والصدر، أنه لا جدال بأن التدخين يمثل ضررًا كبيرًا على الصحة، موضحة أن هذا الضرر يتضاعف في حال كان التبغ مغشوش وذلك لأن التبغ الصيني والمغشوش يحتوي على مواد سامة خطيرة، وهذه المواد تدخل الرئة تتسبب تدريجيًا في تلفها، وبالتالي قلة كفاءتها وقتل وظائفها، مما يؤدي في النهاية لالتهاب الشعب الهوائية أو الإصابة بالسرطان.

وتابعت أن بهذا الأمر يمثل التبغ المغشوش عبئًا صحيًا على الأفراد والحكومة نظرًا للتكلفة الكبيرة التي يتحملاها في علاج ما يتركه من أثار على الصحة، وذلك فضلًا عن أثره السيء على الاقتصاد المصري نتيجة تهريبه من الخارج، أي دون تحصل الدولة على أي أموال جراء دخوله البلاد.

أما عن المشروبات الكحولية المغشوشة، أكد الدكتور سمير محسن أستاذ أمراض الدم أنها تحتوي على مركب "الميثانول"، الذي يسبب إصابات خطيرة لمن يتناوله تصل إلى حد الوفاة، موضحًا أنه مادة سامة للجهاز العصبي، ويؤدي إلى التسمم الشديد به إلى الإصابة بالعمى والفشل الكلوي وحتى الوفاة.

وتابع أنه قد وُجد في بعض المشروبات الكحولية المغشوشة التي ضُبطت مركب «الميثانول» بنسبة أكبر بمقدار 400 مرة من النسب المسموح بها.

وأوضح أنه ارتفع عدد من يتناولون هذه المشروبات المغشوشة خلال جائحة كورونا، ووصل الأمر إلى زيادة أعداد الوافدين إلى أقسام الطوارئ بالمستشفيات بسبب ذلك خاصة من الفئة العمرية بين 20 و30 عاماً.